أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th December,2000العدد:10317الطبعةالاولـيالاربعاء 1 ,شوال 1421

مقـالات

الصناعات الوطنية الصغيرة
منى عبدالله الذكير
مؤخراً اهتمت المملكة بتنمية الصناعات الصغيرة، وتشجيع المواطن على استثمار وقته وخبراته العملية في إنشاء صناعة بسيطة لا تحتاج إلى مواد كثيرة ولا رأس مال كبير خاص به هو وحده فقط الصناعات الصغيرة تكون أقل ضرراً في حالات كثيرة من الاعتماد الكلي على مبدأ الانتاج الكبير، الذي يعتمد على التكنولوجيا الكثيفة، وتحتاج كما قلنا إلى رأس مال كبير، وإن عمليات أو صناعات أصغر وأكثر كفاءة تعتبر أكثر تنافسية وأكثر ربما في الأسعار أيضاً, وفي هذه الحالة فإن الأسواق الصغيرة تستوعب هذه الصناعات الصغيرة، وهي إلى جانب ذلك تحتاج إلى نوع من الابداع الصناعي والحرفي يساعد في لفت الأنظار لتلك السلع وسرعة نفاذها في الأسواق، الجميل في الصناعات الصغيرة يكمن في امكانية التصنيع على دفعات صغيرة وبكميات حسب الطلب، أيضاً يمكن نقل المنتجات نصف المصنعه إلى محطة تصنيع أخرى، تقوم بالتشطيب النهائي للسلعة، وبذلك تستفيد عدة جهات من صنع سلعة واحدة، وفي كثير من الحالات يستغنى عن الآلات الغالية الثمن، والضخمة الحجم بالأيدي العاملة الكثيرة، وهي تستخدم تقنيات مختلفة تماماً عن المصانع الكبيرة، وطاقة الانتاج أقل بكثير مما يتطلبه الجهد ومن هنا قد يتم ابتكار تقنية تقوم بأعمال صغيرة، وتستخدم معدات لا تصلح لغير المصانع الصغيرة، وتوفر قطع غيار لازمة لهذه الآلات المستخدمة، في الانتاج المحدود، أيضاً يمكن تعديل الآلات ذاتها لتصنيع أنواع اخرى من المنتجات، ولتلبية الاحتياجات الخاصة للصناعات الصغيرة قامت صناعات خاصة لانتاج آلات بسيطة وصغيرة تفي بالغرض من هنا كانت عجلة الانتاج في تواصل دائم ومتصاعد، حيث كل جزئية تعتمد على سابقتها ولاحقتها، هناك فرق رئيسي بين المشاريع الضخمة، والانتاج الصغير، الا وهو المرونة، اذ إنها تصنع فقط ما هو ملائم للسوق، ويباع بثقة، أي ليست مثل الصناعات الضخمة التي تضخ إلى الاسواق أنواع متعددة من ذات المنتج، وقد لا يباع أنواع منها، بالنسبة للمشتغلين في الصناعات الصغيرة يكتسبون الخبرة العلمية بسرعة وسهولة، ولا يحتاجون إلى برنامج للتدريب والدراسة كما يتم ذلك في مكانها أي موطن التصنيع فليس هناك حاجة للسفر والابتعاث، والخبرة التي يكتسبها الفنيون في تلك الصناعات تمكنهم من توفير جودة الإنتاج وتطويره بشكل متصاعد، واجراء تجارب لتحسين السلعة واضافة ابداعات جديدة عليها، واستخدام آلات محلية ومواد محلية.
المراد من تشجيع الصناعات الصغيرة حماية صاحب الصناعة الصغيرة، وعدم تكبيله بالاقساط والديون الكبيرة من البنوك، حينما يضطر إلى جلب آلات ضخمة من الخارج,, بينما صناعته الصغيرة يمكن الحصول معها على آلات بسيطة من السوق المحلي، ان النفقات المنخفضة تعطي المصنع قوة تدعم مقدرته على صنع كميات صغيرة، وبتكلفة منخفضة للوحدة المنتجة، والتوفير في نفقات النقل، وزيادة الربحية تأتي هنا من الرواتب المنخفضة التي تدفع للفنيين، كما تأتي جزئياً من النفقات الصغيرة على الأبنية التي يقام بها المصنع، أو الآلات البسيطة والمواد الخام المحلية أي لن يدفع رسوماً جمركية ولا أجور نقل عالية، الصناعات الصغيرة روافد مهمة لمساندة الصناعات الضخمة التي قد لا تستطيع الوصول إلى مناطق نائية أو أسواق صغيرة جداً، كما تحرك عجلة الاقتصاد الوطني بتوفير مجالات عمل وانتاج للعديد من المواطنين.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved