| مقـالات
قال أبو بدر: وجاءني رجل خشن الملامح يلبس كما يلبس أهل الشيم والوقار ويحرص على حسن وضع عمامته وجلبابه فقال: يا أبا بدر هل أحكي لك رؤيا عجيبة وتسترني فيما أقول؟,, قال أبو بدر: فأصابني شيء من الرهق خوف ان تكون الرؤيا مما لا يكتم أمره لكني قلت أستعين بالله على كتمان سرك فارو لي ما رأيت في منامك.
قال: رأيت فيما يرى النائم اني في ساحة المدينة الكبرى أسير فلقيني رجل من أهل الوقار فقال لي يا أخي لم تسير عارياً,, قال فكنت أنظر لنفسي فأجدني كاسياً فمشيت وتركته، ثم تكرر قول الناس لي وتبعني السوقة والرعاع والصبيان وهم يقولون انك عار يا أخ العرب فاستر حالك ثم اني طفقت آخذ من ثياب الناس وأضع على بدني لكن الناس يضحكون من حالي لان ثيابهم التي استعيرها تصير شفافة مثل صافي البلور فلا تسترني، فركضت إلى خارج البلدة فتحسست نفسي فوجدتني كاسياً فبربك لم رآني الناس عارياً؟
قال أبو بدر الكاتب في التأويل وأخبرته وأنا في غم انه يتقلد عملاً ويسيء فيه ويظن حاله مستوراً عن الناس لا يعلمون بفساد ما تحت يده ونبهته إلى الاهتمام بسريرته وحسن عمله لأنه مهما كان عند امرىء من خليقة يعتريها الفساد تظهر للناس ولو أخفاها وهو حال كثيرين من أهل زماننا والعياذ بالله من حال السوء.
|
|
|
|
|