أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th December,2000العدد:10317الطبعةالاولـيالاربعاء 1 ,شوال 1421

مقـالات

الروتين ,, والخلل الإداري!!
سلمان بن محمد العُمري
لطالما قرأنا عن الروتين وعن البيروقراطية، وعندما نقرأ نتخيل أنفسنا بعيدين عن ذلك حيناً، أو أن ما نقرؤه هو ما يحدث عند غيرنا، وليس عندنا، أو أحياناً نتحدث عنه من باب التندر والطرفة والمزاح، وأحياناً نتكلم عن الأمر، وكأنه شيء عادي، ولكن كل هذه الأمور تتحول لكوارث بالمعنى الكامل للكلمة حينما يعايشها أي منا، ولو في موقف بسيط، لأن الحياة وشؤون الحياة والعمل، وتطور العلوم، وتزايد المشاغل والاهتمامات، كل ذلك لم يدع لدنيا ما يسمى بالوقت الفارغ، أو الضائع، أو الوقت الذي يمكن الاستغناء عنه في مواقف ولحظات لا تخدم أحداً أو هدفاً.
سأحكي لكم موقفاً من ضمن عشرات المواقف والقصص الواقعية التي يكون أبطالها أشخاصاً يعيشون بين ظهرانينا، ففي إحدى الدوائر الحكومية شرح على معاملة من قبل المسؤول الأول لتلك الدائرة لجهة في نفس القطاع، ومن الطبيعي أن ذلك لا يستغرق بضع دقائق حتى تصل المعاملة للجهة المعنية، فالأمر اعتيادي بمعنى أنه سيمشي أوتوماتيكياً عند الجهة الأخرى، وبعد طول تردد تبين أن المعاملة لا تصل من ردهة إلى أخرى في نفس المبنى إلا بعد مضي خمسة أيام,,,!!
ياسبحان الله,, أليس عجيباً أن يستغرق وصول ورقة بعد مضي من شخص لآخر في مبنى واحد، وكل منهما يؤدي واجبه وبأمانة، خمسة أيام، فكرت بالأمر وقلت: لو وظفنا جهازاً بريدياً داخل المباني لكان الأمر أسرع، لأن الرسائل تصل ما بين الدول بأسرع من هذا الوقت، وحديثاً لدينا الكمبيوتر وأجهزة الحاسوب التي تملأ زوايا الدوائر، وكلها تجعلنا نأمل أن تسير الأمور بسرعة العصر!!
إذاً، هناك خلل يكمن في مكتب المسؤول الأول، وهذا ناجم عن الاهتمام الزائد لدرجة النسيان!! أو عن كثرة المعاملات بحيث لا مشكلة إذا ضاع بعضها,,!! أو يكمن عند من يحيطون بذلك المسؤول، وهنا يجب علينا أن نفتح المكاتب هنا وهناك لنجد ماهب ودب من معاملات تستغيث أو أمور تنتظر إنهاءها، وكلها وقفت عند مصفاة الحاشية، فلا خروج ولا دخول إلا لمن رحم ربي!!
أو أن العلة موجودة عند من ينقل البريد، وهنا علينا أن نبحث عن مشاغله ومهامه!!
وأخيراً قد تكون العلة والخلل عند من سيتلقى البريد، وهذا له حاشيته أيضاً وعنده طاولته ومكاتبه واهتماماته وغير ذلك من أمور قد نعرفها ونخجل من ذكرها!!
هذا إذا كان الأمر يتعلق بموظفين اثنين لاغير، فما بالك إذا تعلق الأمر بخمسة أو ستة فآنذاك قد يحتاج الأمر لشهر أو شهور، والبعض همس لي، وقال سنين ، ويومها استغربت، ولكنني الآن أبصم بالعشرة على مقولة السنين، ولكنني بالتأكيد لا أحب سماع حديث عن الروتين لأنني صرت حساساً لهذا الموضوع!!
القضية توجد هنا وهناك وعندنا وعند غيرنا، والخطورة تزداد بزيادة حساسية وخطورة الموقع ومكان العمل، إنها بصريح العبارة البيروقراطية بعينها، وتظهر بأشكال مختلفة كالحرباء، ولا فرق في تأثيراتها سواء كان من يحملها يرتدي البدلة الأفرنجية، أو أنه يرتدي ملابس بيضاء وغترة وعقالاً، تلك هي الحقيقة ودواؤها في النفوس في نفس كل منا، ومن بعد تلك الأنفس يلزم وجود عيون ساهرة على الدوام، والرقيب الأول والأخير علينا كلنا هو الله سبحانه,, والله المستعان.
alomaei1420 @ yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved