كل شيء يهدأ في هذا الإنسان وقت الصوم,, عقله, وتفكيره,, وكثير من أعضائه,, وقد يكون أقلها هدوءاً هذا اللسان, وقد ورد,, اللهم اكفني شر ما بين فخذي, وما بين فكي, لإنها مصدر الشور للإنسان ولو لم يكن من رمضان من الخيرات إلا أنه ينقل الإنسان إلى مرحلة سلم مع نفسه ومع الآخرين, لكن لأنه على مر العام لا يستريح هذا الإنسان ولا يريح,, يتكلم, ويعمل ويفكر تفكيراً قد يخرجه عن جادة الصواب,, ويحمله من الآثام، الله به عليم وتركبه الهموم وتهده الغموم وكل ذلك من سوء العمل, ورعونة التفكير, لكن رمضان يسلمه الى عالم هادئ متزن التفكير بل انه يتخلى عن كثير من طباعه الشرسة, والجالبة للسوء والهم, وهذا الإنسان يدرك ما يفعله, ولكنه يصر على فعله لأنه تدبير من الشيطان الذي يأتيه عن يمينه وعن شماله وينسيه الشكر,, ولآتينهم عن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين, لذلك وأمام هذا الواقع المفروض عليه يتخلى عن إنسانيته ويركب موجات من الاضطراب في الفعل والتفكير تؤدي به الى ايذاء نفسه وإيذاء الآخرين, ويأتي رمضان ليضمد ذلك كله, ويلبس المحظوظون من البشر المسلم هالة من الاعتدال والسلم والاستقامة, واليوم نحس بأن رمضان يغادر,, لكننا لا نحاول ان نرصد ما كسبناه من رمضان,, لان مسألة الموازنة والمحاسبة تسعد الكاسبين, وقد تؤلم الحاسدين والغافلين ويقول بعض الأصدقاء, أحس وأنا أرى رمضان يتركنا أن فراغاً شديداً يحيط بي, وكآبة أعيشها, قلت من أحس بذلك فلأنه كان في خير وأمان, وسعادة من فيض فهو يحس بفقدان تلك عند مغادرة رمضان, فكأنه يفقد شيئاً ثميناً, وذا قيمة عظيمة, وخير عميم وهذا شعور الفائزين إن شاء الله, وما رمضان إلا فضل من الله على عباده, للتطهر والاغتسال من الذنوب ومدرسة لتجديد الدروس الخيرية ومعرفة أعمال الخير من جديد شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان,, فإذا كانت هذه سماته وأوصافه وخيراته فكيف لا يحس المسلم المستقيم الصادق بفقدان رمضان عند مغادرته.
|