| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
مع إطلالة عيد الفطر المبارك الذي تبتهج له قلوب المسلمين في كافة أرجاء الأرض فرحاً بقدومه بعد أن منَّ الله عليهم بصيام شهره الكريم حامدين له فضله ونعمته ينتشر الناس في الأرض بغية الاتصال بمن يهمهم أمره للسلام والتحية والتهنئة ولإذكاء روح المحبة والتواصل بين الكل تعميقاً للعادة الإسلامية الحميدة فبدءاً بالأطفال وفرحتهم بالعيد ولقاء الشباب وصولاً لتواصل الكبار.
ولئن كان حكم الله في فئات من الناس قد أفقدهم بعضاً من مقومات الحياة الصحية ابتلاء واختباراً لهم وهم محتسبون لذلك ان شاء الله، يجدر بأفراد المجتمع في خضم هذه المناسبة السعيدة والحيوية بما تحمله من صدق المشاعر بين الناس فيما بينهم ألا ينسوا بالتواصل معاقيهم ممن يقبعون في المراكز والدور الاجتماعية وحتى المستشفيات فهم أحوج مايكون للاحساس بوجودهم وأنهم على درجة المساواة مع الاصحاء، فهم وإن فقدوا بعضاً من أطرافهم أو حتى عجزوا عن الحركة لعارض فإنهم لم يفقدوا الاحساس بالفرحة والتواجد مع أقرانهم، فالفرحة للجميع في عيد هو للجميع ولايخص أحدا بعينه دون الآخر كما علمنا الدين الحنيف، وللاخوة العاملين مع المعوقين والمشرفين عليهم، أزكى تحية فهم الذين غابوا عن الناس ليخدموا فئات من مجتمعهم هم في مسيس الحاجة لمن يلقي بظلال الرعاية والأنس عليهم ليقدموا الانموذج الناجح للعمل الخير الذي يتخلق به اكثر الناس إحساساً بالغير خصوصاً فئات الأطفال المعوقين ولنا ولهم في الدين ونهج المصطفى عليه السلام المنار الذي ينير خطاهم ويحثهم على المزيد إذ حق الطفولة وحق العوز البدني للطفل ممن تستدعي حالاتهم البقاء في المراكز والدور المخصصة لهم في الاعياد والمناسبات حقهم كبير، وعلى جبين أفراد المجتمع شرف وعلى هذا المجتمع ورجاله وسام شرف واعتزاز، والمسؤولية تطال أهل المعوقين وذويهم وهم مجبولون على ذلك لحساسية قلب الأم تجاه أبنائها والأب تجاه أبنائه ولكن مَن لمن ليس له عائل أو قريب؟ إن تعميق مفهوم التواصل الأخوي بين أفراد المجتمع الاصحاء والمعوقين هو السلوك الطبيعي للمجتمع المسلم إذ الإعاقات في الناس لا تنتهي وتقلب الأحوال مستمر ما استمرت البشرية كما يتطلب الأمر نقل هذا المحور الحيوي والهام إلى مساحة أوسع وأكبر ليس تشكيكاً في سلوك الأفراد ولكن إلى التهديف نحو جعله سلوكاً حميداً مرتضى بحيث يزرع الثقة في غير الاصحاء ليكونوا سوياً ولو في مشاعرهم بعيداً عن الاحساس بعقده النقص وتدعيم رضاهم على ماهم فيه فهذا هو الخط الذي يبتغيه الانسان في دعم الجانب المعنوي لأخيه الانسان.
فالعيد مناسبة تكون بالتعاون ورقي الاحساس والمشاعر عيداً دائماً للجميع.
محمد بن سعود الزويد الرياض
|
|
|
|
|