| رمضانيات
* القاهرة مكتب الجزيرة شريف صالح
بعد ان استولى الصليبيون على بيت المقدس 492ه اتجهوا للاستيلاء على مصر، آنذاك كانت مصر خاضعة للخلافة الفاطمية من الناحية الشكلية، بينما كان الحاكم الفعلي لها الوزير الشهير الأفضل بن بدر الجماع الذي ظل في منصبه ثمانية وعشرين عاما 487ه 515ه .
عندما علم الأفضل بمجيء الحملة الصليبية الى بلاد الشام لم يدرك حقيقة النوايا الصليبية وظن ان بامكانه التعاون معهم للقضاء على دولة السلاجقة السنية العدو التقليدي للدولة الفاطمية الشيعية !! أرسل الأفضل سفارة الى الصليبيين بانطاكيا للتعاون معهم على أن يكون شمال بلاد الشام للصليبيين على ان يحتفظ الفاطميون بجنوب الشام فلسطين هذه السفارة جعلت بعض المؤرخين مثل ابن الأثير يظن ان الخلافة الفاطمية هي التي استدعت الصليبيين لمهاجمة السلاجقة!!
لكن الحقيقة أن الأفضل انتهز فرصة انشغال السلاجقة في مواجهة الصليبيين في شمال الشام ليسترد بيت المقدس.
رغم ذلك تظل سفارة الفاطميين الى انطاكيا أمرا غريبا ومحيرا لأنها اكسبت الصليبيين وضعا معترفا به من حد القوى الاسلامية الكبرى وترتب عليها عدم مشاركة الفاطميين في الدفاع عن انطاكيا,,
وربما استوعب الوزير الافضل خطأ تقديره السياسي حين احتل الصليبيون بيت المقدس الذي كان خاضعا للنفوذ الفاطمي، ما يكشف عن النوايا التوسعية للصليبيين.
على الفور خرج الأفضل بجيشه لملاقاتهم في عسقلان في الثاني والعشرين من شهر رمضان 492ه
ولكن بكل أسف لحقت الهزيمة بالفاطميين وبصعوبة بالغة استطاع الأفضل الهروب مع بعض رجاله عن طريق البحر ليعود الى مصر وقد فقدت الخلافة الفاطمية هيبتها في الشام نهائيا.
بهذه النتيجة استولى الفاطميون على الشام وفي القلب منه بيت المقدس ليحقق مشروعهم الاستعماري في اقامة مملكة بيت المقدس تحت راية الصليب، نتيجة لتحكم روح العداء بين الفاطميين في مصر والسلاجقة في العراق، علاوة على الصراعات الداخلية بين الوزراء والخلفاء, وقد استغل الصليبيون هذا الضعف والانحلال في الاستيلاء على عسقلان وعكا وصور وصيدا وبيروت وغيرها من القواعد الاسلامية، لتحتضر الخلافة الفاطمية من جراء سلسلة من الهزائم المتكررة!.
|
|
|
|
|