من بين اللحظات المتراكمة في درج مكتبي,, ألمح لحظة هاربة!!
فالغرفة مظلمة,.
وملامح جدرانها كئيبة,.
والسكون أصبح سيد هذا المكان!!
تلك اللحظة الهاربة,, والتي لمحتها رغم ذلك الاكتظاظ,, إلا أنها لا تزال تستتر خلف جدران الشعور!!.
(1)
كذبة شديدة البياض,.
قوية الحضور,.
بارعة السيادة!!
عشتها معك,, وظننتها واقع حلم جميل,, ستشرق به حياتي!!
كذبة,, تحمل ملامح الصدق,, وتقاسيم الوفاء,.
فسقط قناعها!!
وظهر أبشع وجه على الوجود,,!! ظهرت ملامح خلتها الأحب,, الأصدق!!
فأيقنت,.
بعدها,, أنني أيضا لم أكن سوى كذبة خدعت بها أنت ما خدعت!!
لا يهمك أن تتبخر أنفاسي,.
وتتجلط دمائي,, في أوردتي,.
وتتكدس نبضاتي الباكية عند الشريان,.
ما يهمك هو أن تبحث عن كذبة جديدة,, لتكمل بها مسرحيتك,,!!
(2)
تذكرت لحظتها,, ذاك اليوم,, في ذلك الزمن,.
حين دفنت ملامحك,, في رمال ذاك الشاطىء!!
دفنتها,.
ودفنت معها عنوانك,.
وفقدت سيرتك الأولى!!
وفقدت أنا عنواني!! وملامح خلتها الأصدق,.
فقدت أنا,,أنا !! لا تتعجب,.
أتعلم لِمَ؟؟
لأني اكتشفت حقيقة أني ساذجة,, غبية!! أنني ليست سوى كذبة,,!! حقيقة صعبة لكنها أفاقتني من كابوس مؤلم!!
كابوس,, خلته حلماً جميلاً,, وواقعاً رائعاً لا أريد الاستيقاظ منه!!
الآن,.
سأدفن أنا ملامحي,,لأفقد سيرتي معك,, لأفقد عنواني إليك!! لأفقد كل شيء منك!! وأبدأ سيرة جديدة,, معي أنا!!
عطرة الحلم,, ممتلئة بابتسامات الحياة!! مع جميل الأجمل!!
لعل ملامحي التي سأدفنها,, تنبت عليها زنابق جميلة تحف جرحي القديم,, وتعطر نزفه,,!!
(3)
لحظتي الهاربة تلك,.
اعطتني يقينا بأن كل الأشياء المصطنعة,, والفرحة المعلبة,, حتى الحزن الباكي يحترق سريعا!!.
لأنه يفقد الصدق,, يفقد الأمان,.
وقبل ذلك كله,, يفقد الشعور!!
(4)
ورقة احترق منها ما احترق,.
في لحظات ما,, ابتلع البحر شمس هناك,, كانت تتمدد على مسطحات مائية,, وانفجر العالم,, بليل خافت النور,, شديد الظلمة!!
لتهرب تلك اللحظة,, من جدران الشعور,, الى بياض الورق!!
من الخيال,, الى الهذيان!!
فكانت لحظة هاربة!!
|
