من صريح القول,.
خاض الإنسان منذ فجر التاريخ غمار المعرفة في مسيرة اكتشافه لذاته وتكييفها مع الوجود, وقد سلك شتّى الطرق التي يستأنس فيها المعرفة، أو يحس بجدواها في نقل مفاهيمه إلى الآخرين, وقد فصّل الفلاسفة إغريقاً وسواهم بجدوى الإقناع بإيحاء الفعل عن التأثير بالقول سلوكاً,.
وإذا التفتنا إلى السيرة النبوية لسيد الخلق أجمعين نرى شطراً منها يقوم على سنّ المفاهيم بالفعل والسلوك، أو بالتقرير,.
فالفعل لغةٌ تخاطب عمق النفس بلسان صادق لا يعتريه زخرفُ القول أو بهرجة الفكر مما ينطوي على هوى وغاية في نفس المتحدث, ونحن المسلمين أجدر الأمم اتصافاً بالفعل كما يقتضي ذلك ديننا الذي تترجمه الجوارح سلوكاً وعملاً,.
وكم من أمم دخلت الإسلام تأثراً بسلوك المسلمين المليء إنسانية!,.
ولكنّ ما يبدو أننا لم نعد أهلاً لتمثيل ذلك الدين,, فقد سحبت أمم بساط الفعل من تحتنا وغادرتنا نفترش القول ماضياً,, ونلتحف الثرثرة حاضراً!,.
|