| مقـالات
منذ عشرين عاماً تم تأسيس مجلس وزراء العمل والشئون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مكتبه التنفيذي مقره البحرين,لقد حاول إرساء الثوابت والمرتكزات نحو انطلاقة جادة على طريق تحقيق غايات وأهداف العمل العربي الخليجي المشترك, وإن أهداف المجلس كما يراها القائمون عليه، مرتبطة تماماً بكل متغيرات وتحولات الحياة الاجتماعية، وهي شديدة الارتباط بقضايا الإنسان ومصالحه حاضراً ومستقبلاً,, نتمنى أن تتحقق تلك الآمال والطموحات، فإنسان دول الخليج في أشد الحاجة إلى ثوابت تهتم بمسيرة حياته الحاضرة والمستقبلة، وإلى خطط تنموية شديدة الحميمية بمستوى معيشته وأولاده,, إنها أولويات العمل العربي الخليجي في تثبيت الهوية الخليجية وترسيخ كيانها في نفوس وعقول أبنائه، ومن ثم الآخرين يجعلهم يوقنون بأن إنسان الخليج العربي المسلم لديه القدرة والإمكانات للمشاركة والمساهمة الفاعلة، مع بقية دول العالم، لبناء حضارة هذه الأرض، التي تسعى إلى رخاء وسلام جميع الشعوب, قبل أن تنتهي مدة رئاسة الأستاذ كامل صالح الصالح المدير التنفيذي للمكتب في البحرين، وضع توقيعه على كتاب ضخم من إصدارات المكتب بعنوان مسيرة العمل المشترك في عشرين عاماً , ويقول الكامل: ربما إنجازات مسيرة العمل الخليجي متواضعة نظراً للإمكانات التي كانت متاحة، ولكن الطموحات كبيرة والأهداف بعيدة المدى ستظل، المسعى الذي يسير نحوه قادة دول الخليج بكل إخلاص.
في الواقع خلال تشابك المصالح الاقتصادية العالمية، وتقاطع خطوط وتيارات السياسة والثقافة في كل الدول، صار من الصعوبة بمكان العمل المنفرد ضمن المبادرات المحلية، او في إطار الجهود والمشاريع الإقليمية الضيقة, (إننا نعيش ضمن عالم كوني واحد، تدار فيه قضايا التنمية والرفاه، والتقدم الاجتماعي ضمن المجموعات والتكتلات الأكبر، والأقوى والأكثر شمولية وقدرة, والمواطن الخليجي دون شك,, ينتظر الكثير ويترقب منجزات أكثر فاعلية تعبر عن الخيرات التي تمتلكها دول الخليج والجزيرة العربية، ويريد أن تتجسد ثمراتها بما ينفعه ويجعله يعيش مثل غيره من مواطني الدول الكبيرة والغنية، فليس من الإنصاف ان يشعر المواطن بالغبن والحاجة، وخصوصاً بعد ان ارتفعت درجات مداركه ووعيه السياسي والاقتصادي، ولم يعد ذلك الإنسان البسيط الذي يعيش الكفاف، ويرضى بالحد الأدنى من العطاء الذي يعتبره حقاً مكتسباً له.
في عودة إلى الكتاب التوثيقي حول مسيرة العمل المشترك التي نتمنى ان تستمر وتثمر كل ما فيه خيرنا نحن أبناء الجزيرة والخليج كافة فهو يدعو إلى وقفة تأملية، تجاب من خلالها بوضوح وموضوعية، على الكثير من الأسئلة المطروحة، لتحديد ملامح المرحلة القادمة، ولوضع فلسفة عصرية تستجيب لمتطلبات الحاضر والمستقبل.
|
|
|
|
|