| العالم اليوم
يسأل الفتى اليافع من ذا سوف انتخب؟
هل سوف انتخب جورج بوش أو الغور ومن هنا يفتح الحوار بينه وبين زملائه الطلبة في الجامعة, ويدور بينهم الحوار على برامج كل مرشح من المرشحين ويدخل حوارهم في برامج بعض المرشحين الآخرين الاقل نصيباً من الاثنين.
يتساءل المتحاورون عن ماهي الوعود المطروحة حول اهتماماتهم هل سيكون هنالك أي تغيير في هيكلة التعليم العالي؟ هل ستكون الكتب الجامعية بأسعار مخفضة؟ هل ستكون خدمات النقل والأنشطة الرياضية الى الأفضل أم أن أحد المرشحين يرى فيها عبئاً على المصاريف العامة؟
وشئون اخرى كثيرة ينظر اليها هؤلاء المتحاورون وغيرهم من شرائح المجتمع من فئة الموظفين والعمال واصحاب المهن ومن قطاعات المجتمع المختلفة من مزارعين وسكان القرى وسكان المدن ومن فئات عرقية وانتماءات تنظيمية وغير تنظيمية.
وهنا يمكن ان نشمل ما يهم المجتمع بجميع شرائحه ووضع بعض التصنيفات لها:
1 الاهتمامات الشخصية: بيت جميل وسيارة جيدة وعائلة مستقرة واجازة ممتعة ومدخول جيد.
2 هموم اقليمية: الرغبة في حي نظيف خال من التلوث ويسوده الأمن وبه الخدمات المطلوبة من مدارس ومستشفيات وحدائق ومياه (ومجاري) وشوارع منظمة وملاعب اطفال ومجتمع متجانس اجتماعياً واقتصادياً وربما عرقياً.
3 طموحات مستقبلية: وانه لحب الخير لشديد صدق الله العظيم.
من المسلمات في أي حقبة من التاريخ الانساني بأن الأنسان يسعى دوماً الى التحسن والتطوير الى الأفضل, وهذا مايسبب رغبة المجتمع في اضافة كل ما هو جديد ومفيد, ففي الأيام الخوالي كانت الكهرباء والماء الجاري يعتبران من الرفاهيات الاجتماعية بينما أصبح في الوقت الحاضر وجود الهاتف الجوال والشبكة الإلكترونية واجهزة رصد الزلازل وقياس التلوث البيئي من ضرورات الحياة اليومية.
4 وأخيراً استحداث مالايمكن لمسه في الحياة اليومية: لا يأمل الأنسان العادي في ان يذهب في رحلة الى المريخ او ان يقود غواصة نووية او ان يراقب اقماراً تجسسية او ان ينزل من باب داره ليجد عدواً لبلده واقفاً على الباب يريد قتاله, ومن هذا المنطلق يدخل السياسيون والمرشحون الى عقول كثير من البسطاء واقناعهم بأنهم بحاجة الىكل هذه المشاريع التي لا يستطيعون التحقق من فوائدها وجدواها او حتى اهميتها.
ملوك الشركات العالمية
وأباطرة المال والإعلام
مرشحو الأحزاب والمرشحون المستقلون ومرشحو بعض من الشرائح الأجتماعية، كلهم يشتركون في خاصية واحدة, وهي السمسرة فهم يأخذون هموم المجتمع ويمنحونهم الوعود بتنفيذها عند فوزهم بالقيادة.
وهذا الوضع معروف في جميع الدول التي تقوم على الأنظمة الديمقراطية, سواء كانت امريكية شمالية أو جنوبية أو اوروبية أو آسيوية.
ولكن من اين لهذا المرشح او ذاك القوة الخارقة التي تفوق قوة الشخص العادي اوحتى المتفوق والتي تسمح له بتنفيذ كل ما يعد به المجتمع، ناهيك عن من اين له تلك الأموال التي ينفقها طيلة الفترة الانتخابية على الإعلام والمساعدات الاجتماعية ودفع رواتب الموظفين لديه في حملته الانتخابية, واخيرا تكاليف تشييد المسارح الخطابية في كل زاوية من زوايا البلاد بطولها وعرضها وغيرها من المصاريف والتكاليف.
نعم من أين يأتي بهذه الاموال؟
انها اموال شركة بوينغ وشركة جنرال موتورز وشركة ميتسوبيشي وشركة تكساكو وموبيل,, وبنك,, وشركة,, الإعلامية,, وشركة للتطوير العقاري,, وشركة,, للخدمات التجارية,, و,,, و,,, و,,,, والمشترك فيما بينها وغيرها انها كلها لها مصالح في هذا البلد الذي تجري فيه الانتخابات وكلها لديها اموال طائلة تفوق في معظم الأحيان ميزانيات دول بأكملها, ولكن ليس بإمكانها في جميع الاحوال تنفيذ طموحاتها ومشاريعها في الأوقات والأماكن والظروف التي تلائمها,, وذلك بسبب تضاربها مع الأنظمة والقوانين الموجودة في تلك البلدان, والخاصية الاهم هي ان ملوك وأباطرة هذه المؤسسات الاقتصادية العملاقة لايتغيرون حسب رغبة الناخب في هذه الديمقراطيات الاقتصادية والتي تعتمد في أُسُسِها على الاقتصاد وعليه فقط وانما يبقون ملوكاً وأباطرة بأموالهم التي جمعوها بأي اسلوب كان ولا احد يستطيع ان يناقشهم من اين جاءوا بها اواين سينفقونها.
وهذه هي مهمة السمسار المرشح ليشتري اصوات الناخبين بأموال ملوك واباطرة الاقتصاد.
على امل ان يسهل لهم في حال فوزه بالمنصب، عمليات استثمارية جديدة او تسهيل مشاريع واستثمارات متوقفة بسبب بعض القوانين والأنظمة الحالية، والتي سوف يسعى الى تغييرها لصالح من موَّلوا حملته الانتخابية وذلك بسعيه لتعديل القوانين والأنظمة وتكون عمولة السمسار المنتخب هي التمتع بما يجنيه من ميزات المنصب الذي حصل عليه بأصوات الناخبين.
وهذه هي دعوة للاستثمار في تجارة الانتخابات العالمية وهي تجارة رابحة في ظل العولمة وهي متوفرة بأحجام واذواق مختلفة, فمن كانت امواله لا تؤهله للدخول في الانتخابات الامريكية لارتفاع اسعار اسهمها، فيمكنه الاستثمار في الانتخابات البريطانية او البرازيلية او حتى في انتخابات سريلانكا فكل مستثمر يشتري الاسهم التي يرى انها رابحة وذات سعر ممتاز.
عادل العيثان
|
|
|
|
|