| عزيزتـي الجزيرة
ذكرت لي إحدى قريباتي ان إحدى النساء اتصلت بها هاتفيا تخبرها بان زوجها قال لها: ان ذهبت للسوق لشراء ثوب العيد فانت طالق بالثلاث, ثم بعد يومين سمح لها ان تذهب للسوق لشراء ثوب العيد.
فما حكم كلامه السابق؟
ثم سمعت خبراً آخر عن امرأة معروفة تقول: انها رصدت مبلغاً مقداره خمسة وعشرين ألف ريال لملابس العيد لأسرتها المكونة من ثلاثة أفراد.
ثم تذكّرت ان بعض الأسر تسافر قبل العيد بيوم أو يومين خارج المدينة التي فيها اقاربهم حتى تنتهي أيام العيد هروباً من قضية ملابس العيد.
ولاشك أن القارىء الكريم ربما يذكر أكثر مما أذكر حول هذا الموضوع ولكني أقول:
على الانسان في العيد ان يلبس أحسن ثيابه التي لديه وليس أن يشتري أحسن الثياب، ثم ان واقع كثير من الناس الآن بشأن هذا الموضوع فيه أخطاء منها:
ضياع الأوقات الثمينة في التردد على الأسواق مع ان لديهم ثياباً جميلة تفي بالغرض، وكذلك صرف الأموال الكثيرة بدون حاجة ماسة، وربما اقترض المال من أجل ذلك وكذلك جهد كبير يبذل بين الأسواق والمشاغل والخياطين في الشهر الكريم الذي ينبغي ان يعمر بالذكر وقراءة القرآن والإحسان للخلق.
وتحدث بسبب (ثوب العيد) مشاكل عائلية، فبعض أفراد الأسرة غير راض بما تم شراؤه، والأب متضايق من كثرة الطلبات ومع ذلك لم يتم الرضىعنه والأولاد بينهم تنافس وغيرة لا تنتهي، والنساء بينهن من الغيرة أكثر مما لدى غيرهن مما يدعوهن لعدم الرضا بما تم شراؤه والبحث عن آخر.
وبهذا تكون قد نسيت القناعة والتواضع وعدم الإسراف والتبذير وحفظ الوقت فيما يفيد وعدم إرهاق الزوج مالياً وبدنياً ونفسياً.
وقد قال الله تعالى: ((يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين)) سورة الأعراف.
ثم كيف لو رفع شعار (ادفع نصف تكاليف ثوب العيد لصالح الجمعيات الخيرية وابق النصف الآخر للعام القادم).
وليت الأمر يقتصر على ثوب العيد بل يتعداه إلى لون الحذاء والقلم والمسبحة والحقيبة اليدوية النسائية والنظارة والعدسات اللاصقة والجوارب وغلاف الجوال.
فهل يكون لباس العيد سبباً في هذه الأخطاء وغيرها.
وهل نترك صلة الأرحام بسبب عدم اكتمال ثياب العيد الجديدة.
وهل نستدين من أجل ثياب العيد.
وقد قيل في الحكم (ينفع العيد بلا حناء)
وعيد سعيد
عبدالله بن محمد الدامغ الرياض
|
|
|
|
|