| لقاءات
* حوار حسن محني الشهري
محمد سعيد طيب,.
هل أقدمه لكم,,؟
ربما اعتدنا في المقابلات أن تكون ثمة مقدمات في أغلبها تقليدية.
الضيف يحتاج أحيانا إلى مقدمة,, وأحيانا اسمه يعتلي أي تعريف له، فالمعروف لا يعرف.
ولقد حاولت أن أتجاوز العرف الصحفي بعمل المقدمات في هذه المقابلة مع الأستاذ محمد سعيد طيب ليكون اللقاء - بما حواه من إجابات منتقاة وذات بُعد هو الذي يقدم لمحمد سعيد طيب,, الكاتب المعروف وصاحب الثلاثائية الأدبية الشهرية.
ولأنني لم أستطع أن أتجاوز هذا التقليد الصحفي,, جاءت هذه الأسطر السابقة.
** في شهر رمضان المبارك,, يفرح المسلمون كل عام بعودة هذا الشهر الكريم عليهم,, ولكن وخلال عقود من الزمن يجيء رمضان وحال المسلمين من جراح الى مآس ودمار,, كيف تنظر الى هذا التردي المزمن,, ومتى ينتهي؟
هذا التردي مرشح للاستمرار,!
وليس ثمة مؤشر ايجابي واحد يحملنا على الاعتقاد بغير ذلك.
ومتى ينتهي؟!
سوف لن ينتهي إلا بزوال أسبابه,, وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم!!.
** يشهد رمضان روحانية,, التفاف مع النفس وحولها,, ومع الآخرين,, والأسرة والأبناء,, ما حجم هذا الالتفاف الروحاني العميم في داخلك؟
ليس ثمة شك,, في أن رمضان يختلف الى حد كبير عن بقية الشهور,, اختلافا أكاد أقول جذريا.
هذا الشهر,, فيه من الحميمة الشيء الكثير,, وهي تنعكس ايجابا في التواصل الذي يتم عبر الشهر من أوله لآخره.
إن كثيرين لا نسمع أصواتهم إلا في رمضان!!.
** تهامة: هذه الشركة الصرح,, لها حضور كاسم وكإنجاز,, ولكونك أحد المسؤولين فيها,, كان لك تاريخ مشرف,, بصراحة كيف ترى تهامة سابقا وحاليا؟
تهامة إن شاء الله بخير,!
تهامة سابقا,, هي جزء من التاريخ الاعلامي والثقافي لهذا الوطن,!
وتهامة حاليا,, ما زالت واعدة,, وأنا شديد التفاؤل بأن تواصل مسيرتها الخيرة في جميع المجالات,, تحت قيادتها الجديدة التي لا اعتقد أنها أقل حماسا,, وحرصا على مصالح تهامة ودورها في خدمة الوطن.
** ماذا قدمت لتهامة,, وماذا قدمت لك؟
بكل تواضع,, ومن غير أي إدعاء,, لقد قدمت لتهامة الكثير,! وبكل العرفان المتوجب,, لقد قدمت لي الكثير,!! هذه الاجابة,, لست راضياً عنها,! تصور,, لو قلت الحقيقة!!.
** المنافسة من الشركات المماثلات هل تسبب في ضعف تهامة أم العكس؟
المنافسة مطلوبة,!
بل إن تهامة ساهمت في خلقها؟!
وهي شيء إيجابي إذا كان اللاعبون من جميع الأطراف,, يتقنون أصول اللعبة,!
إن ذلك لم يحصل في معظم الأوقات مع الأسف,!!
** الثلاثائية أو الثلوثية ملتقى أدبي في منزلكم العامر,, هل تمثل هذه الملتقيات حضورا فكريا لمرتاديه,, أم أنها اتكاءة مثقفين يلتقون كل أسبوع؟
إنها إتكاءة مثقفين,, وغيرهم,!!
** وما دمنا تحدثنا عن الأدب كيف ترى الحضور الثقافي للنادي الأدبي بجدة؟
ولماذا النادي الأدبي بجدة,, دون غيره,!
كلهم في الهم شرق,!!
قضية الحضور,, قضية ليست سهلة,!
وهي جديرة بالدراسة والتأمل,!
ربما استخلصنا,, نتائج غاية في الأهمية,!
ترى,, من يعلق الجرس؟!.
** وهل نعتبر ثلاثائية أو ثلوثية محمد سعيد طيب مماثلة أو منافسة لإثنينية عبدالمقصود خوجة؟.
ليست مماثلة,!
وحيث أن ذلك كذلك,, فإنها بالتالي غير منافسة,!
** الكتابة,, صنعة وموهبة,, الذين يكتبون اليوم ويملأون الصفحات ككتاب,, بماذا تصنفهم,,؟
بماذا أصنفهم؟!
شوف,!
عندما تكون مجموعة محترمة من الرجاجيل في مكان ما,, وتحين ساعة الصلاة,, ثم ترى شابا صغيرا غرا,, يتقدم ومن غير دعوة من أحد ويتخطى رقاب الناس,, ويقف إماما,!! من المسؤول هنا؟!.
** هناك من يحرص على الكتابة حتى لو منح مقابلا لكتابته لكي تنشر,, وهناك من ينشرلك وجاهة,, هل أنت مع هذه المقولة؟
نعم,, والى حد كبير!!.
ولكن من المسؤول عن هذا؟!.
** وأنت ككاتب,, ماذا تضيف لك الكتابة؟ وماذا ترى أنك تعطي الآخرين من خلالها؟.
لست كاتبا,, أيها الصديق,!
أنا صديق لمعظمهم,,!
وتلك هي المأساة,!!
** متى شعرت بأن الكتابة هم,, وبأن ولادة الفكرة الحقة هم,,وبأن نجاحها في ايصال الهدف للآخرين هم,؟
متى شعرت؟! منذ البداية!! وفي وقت مبكرجدا,! لكن حساسيتي ازدادت على نحو يعيقني عن الأداء المناسب في الوقت المناسب,!!
** للكتابة مبدعوها بلا شك,, هناك مبدعون,, على السطح يقرأهم القارىء,, وهناك لم يظهر على السطح,, من ترى من المبدعين كاتبا على السطح وآخر لم يظهر أو لا يريد أن يظهر,؟
متى نتحفظ قليلا في استخدام مصطلح الابداع؟!
إن قليلا من التواضع مطلوب,, وأكثر من ضرورة,!!
** بعض الكتاب يستخفون بعقلية القارىء,, هل تشعر فيما تقرأ ان نسبتهم في ازدياد؟ وماذا يجبر الكاتب للجوء لهذا الأسلوب؟!
إنهم في ازدياد مطرد,!!
ويقدمون مواد شديدة التفاهة,!! وشديدة التلوث.
وليست ثمة ما يجبر هؤلاء إلا تفاهتهم وضعفهم,, وجهلهم في أحسن الأحوال,!
ويظل تساهل رؤساء التحرير,, ازاء تلك المواد هو القاسم المشترك مع كل الأسى,!!
** ماهو المقال الذي كتبته وندمت عليه.
لم أندم على شيء!! ولا أنوي,!
** وهل سبق وأن كتبت مقالا ورفض نشره ولماذا؟
سبق,, وأكثر من مرة,!
ولا أعرف لماذا؟, المؤكد,, أن احدنا كان ضعيف المستوى: الكاتب,, أو من رفض النشر,!
** للصحافة عالم آخر غير الذي يراه القارىء من بعد,, عالم الصحافة الذي ينثر المثاليات على الآخرين صباح مساء كيف وجدته من الداخل؟.
للأمانة,, ليست الصحافة وحدها,, النشر,, الاعلام بصفة عامة,, ومناطق كثيرة باطنها ليس كظاهرها بالمرة, يوم يعرف المتلقي المسكين الحقيقة,, ستكون كارثة لا محالة!.
** محمد الدرة,, احتمى من رصاص الغدر بوالده في مشهد طفولي بريء,, وأبكى القلوب والأعين,, ولكنه سقط شهيدا بجسمه الغض الطري,, كيف كان وقع ذلك المشهد في نفسك؟
ليس مهما كيف كان وقع ذلك المشهد في نفسي,, المهم,, كيف كان وقع المشهد,, هناك,, على الأصدقاء,, خذ مثلا: السيدة الفاضلة الجليلة,, نصيرة القضية الفلسطينية,, وحامية حقوق اللاجئين,, مادلين أولبريت أوحشتنا.
** البحر,, ذلك العالم الغامض الذي لامسنا من الخارج وفي أعماقه السر الكبير,, للبحر وهدوئه,, وكورنيش جدة,, له نسيم وهفهفة على نفسية الانسان,, كيف تتعامل مع البحر,, ومتى؟
مع انه في المتناول,, إلا أن علاقتي به تحكمها قاعدة: زر غبا,, تزدد حبا!!.
** لتعويد الابناء على الصيام تكون هناك تجارب للصيام منذ الصغر,, في أي عمر بدأت الصيام,, وبماذا شعرت في اليوم الأول,, وكيف كان تشجيع والدكم لتلك الانطلاقة الدينية,, وهل أكملت اليوم الأول أم لا؟
كان رمضان على أيامنا قطعة من العذاب,, لك أن تتصور فصول السرطان والأسد والسنبلة,, وفي مكة المكرمة.
طبعا لم أكمل يومي الأول,!
** للقراءة نصيب في حياتك,, ولكن ماذا تقرأ تحديدا,, ومتى تقرأ في ظل المسؤوليات والمشغوليات,, وعدم توفر الوقت الى حد ما؟
وأي نصيب؟!
إنني أقرأ في السيارة,, وفي الطائرة,, وحيثما تتاح الفرصة, إنها نافذتي على الحياة.
** في ظل الانفجار الفضائي للقنوات من خلال الأقمار يظل التلفزيون السعودي يحتاج لحركة أسرع في مواكبة الأحداث والأخبار والتطورات,, ماذا تقول أنت؟
أقول معك: يحتاج لحركة أسرع لمواكبة الأحداث والأخبار والتطورات.
** وفي هذا الشهر يطالب الانسان بعمل ديني وعمل دنيوي إلا ان هناك من يقفز على هذا بالتكاسل في الأعمال تجاه الآخرين مما يعطل مصالح المجتمع,, وذلك تحت عبارة رمضان كريم ؟
رمضان كريم,, تعني أول ما تعني المزيد من الاهتمام بالآخرين وبمصالح المجتمع, وليس العكس.
** الصداقة,, كلمة مطاطية,, تلبس بها من يعنيها ومن لا يعرفها,, واصبح الجميع أصدقاء من المؤكد أن خبرة السنين أفرزت مفهوما حقيقيا للصداقة من تجارب واقعية,, ماهي التجارب وماهو المفهوم؟
تجاربي في الصداقة,, ايجابها أكثر من سلبها.
لقد أحاطني أصدقائي دوما بأنبل المشاعر وأكرمها,, واعطوني أكثر مما أعطيتهم,, وفي أحلك المواقف, جعل الله أيامهم أفراحا دائمة ومتصلة,, وطابت لهم الحياة.
** للانسان لحظة ضعف,, كما يقول الشاعر الكبير الأمير خالد الفيصل:(وأنا يعتريني ضعف الانسان والهفوات),, ما هي لحظة الضعف التي لامست مشاعركم من الأعماق؟
لحظات الضعف كثيرة في حياة الانسان, أريد أن أرى كيف أجاب الآخرون على السؤال,, لأتعلم منهم.
** وأيضا للانسان مواقف يخطىء فيه,, مما يولد ردة فعل سريعة يندم عليها بعد حين,, هل ندمتم على موقف ما,, وما هو,, وكيف عالجتم الأمر بعد ذلك؟
وهل نحن ملائكة,, حتى لا نخطىء؟!.
إن في حياتي كما في حياتك سلسلة من الأخطاء، هذا هو الشيء الطبيعي, والقول بغير هذا,, تزوير لا مبرر له, كان أديبنا العظيم حمزة شحاتة,, يقول:ان شقاء الانسان وعذاباته ليست نتيجة لأخطائه هناك من يخطئون ولكنهم لا يدفعون ثمن أخطائهم، وأناس لا يخطئون ومع ذلك فهم في عذاب بأخطاء غيرهم.
** تعدد الزوجات,, ضرورة في زمن ارتفعت فيه نسبة النساء وقل عدد الرجال,, البعض يعتبره ترفا والبعض يعتبره حلا لمشاكل قد تحدث,, وأنتم كيف تنظرون لمسألة تعدد الزوجات؟
لقد مشيت عبر مراحل مختلفة في حياتي على الشوك، وعبرت بالعديد من حقول الألغام، وسبحت ضد التيار، ولا مزيد لمستزيد.
** المرأة,, يقال انها نصف الدنيا الحلو,, وهناك من يقول انها الدنيا وأحلى ما في الدنيا,, كيف تنظرون للمرأة كأم وزوجة وأخت وابنه؟
إنها الدنيا وأحلى من الدنيا, هل ثمة شك؟!.
* تربية الأبناء,, فن وعلم ودراسة لا يمكن التعامل معهم كيفما اتفق في زمن الفتح فيه العالم على بعض,, وانعكست الكثير من المفاهيم وأصبح القابض على مبادئه وقيمه كالقابض على الجمر,, كيف تنظر للأبناء,, كيف تتعامل معهم,, وهل هناك لقاء واختلاف,, وما هو الموقف في الحالتين؟
ان لأبنائكم زمناً غير زمانكم,, لا أريدهم نسخة طبق الأصل مني سيتعبون كثيرا,, ويتعبون من حولهم,, كان الله لهم سندا,, وأعانهم على زمانهم.
** كسؤال غير تقليدي ولو طلب منك وضع سؤال أخير لهذا اللقاء الشيق,, ماذا سكيون السؤال,, وماهي الاجابة؟
ليس عندي ما أضيفه؟
إن الأشياء,, تتراقص أمامي,, ومن حولي.
كنت أود ان أسأل: هل صحيح ان الذين يملكون جمال التعبير,, رؤوسهم فارغة,, وان أصحاب الرؤوس الفارغة يتمتعون بقدرة عجيبة على التعبير.
*********
محمد سعيد طيب
السيرة الذاتية
* الاسم: محمد سعيد طيب.
* من مواليد مكة المكرمة عام 1939م.
* بكالوريوس في الشريعة والقانون.
* لسانس في الحقوق.
المناصب التي شغلها:
* مساعد مدير ادارة الجوازات والجنسية بمنطقة مكة.
* رئيس قسم الدراسات التطبيقية بمدارس الثغر النموذجية بجدة.
* مدير مكتب وزير الحج والأوقاف.
* شريك ومؤسس والعضو المنتدب لشركة تهامة للإعلان والعلاقات العامة.
* رئيس مجلس ادارة شركة تهامة للتوزيع.
* رئيس مجلس ادارة الشركة الدولية للخدمات الاعلانية انترفاكس السعودية.
* العضو المنتدب للشركة الدولية للمعارض والأسواق الدولية.
* عضو مجلس ادارة شركة اتحاد الفنانين القاهرة.
المشاركات العامة:
* ساهم في تأسيس جامعة جدة الأهلية جامعة الملك عبدالعزيز حاليا .
* رعاية نشاطات النشر في تهامة والاشراف على العديد من المطبوعات.
* شارك في العديد من المؤتمرات واختير رئيسا فخريا للمؤتمر العربي لآفاق الاعلان بالقاهرة فبراير 1987م.
* عضو لجنة الوثائق والمطبوعات بمنظمة الصحة العالمية، مكتب شرق البحر المتوسط بالاسكندرية جمهورية مصر العربية.
* عضو مجلس ادارة مشروع الأمير فواز للسكن التعاوني بجدة.
* عضو الجمعية الدولية للاعلان، نيويورك.
* عضو مجلس ادارة جمعية الهلال الأحمر السعودي, الرياض ، المملكة العربية السعودية 19821987م.
* عضو مجلس أمناء وعضو اللجنة التنفيذية المجلس العربي للطفولة والتنمية، عُمان 1987 ثم القاهرة.
معلومات شخصية:
متزوج وله ابنتان وولد.
* مقر الاقامة الدائم جدة المملكة العربية السعودية.
* المجموعة الاستشارية.
|
|
|