أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 25th December,2000العدد:10315الطبعةالاولـيالأثنين 29 ,رمضان 1421

مقـالات

دقات الثواني
المؤسسات الخيرية
عائض الردادي
عندما وُصفت مؤسسة الشيخ حمد الجاسر بالخيرية، هناك من تَقَالَّ ذلك في حق الشيخ، ورأى أن مقام الشيخ أعلى من ذلك، والسبب أن العرف العام لدينا ربط الأعمال الخيرية بأعمال الصدقات ونحوها مما يعطى للمحتاجين، وهو معه حق في ذلك؛ لأنه لم يفرق بين الجمعيات الخيرية التي تقوم بذلك والمؤسسات الخيرية التي توجِّه اهتماماتها إلى المشروعات الحضارية والثقافية، ولا شك أن إدراك الفرق بين الجمعية الخيرية والمؤسسة الخيرية لا يدركه إلا العاملون في هذا المجال أو المطّلعون على نظام الجمعيات والمؤسسات الخيرية، ولهذا فإن نظام الجمعيات الخيرية يسمح لها بجمع التبرعات لصالح أغراضها كما أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تقدم لها إعانة سنوية لخدماتها الإنسانية في مجال رعاية ذوي الحاجات، أما المؤسسات الخيرية فلا يسمح لها بجمع التبرعات ولا تأخذ إعانة وإن كانت تقبل الهبات والوصايا والأوقاف ممن يقدمونها بهدف خدمة أعمالها الخيرية المنصوص عليها في نظامها، كما تقبل الجامعات الهبات للأغراض البحثية والثقافية.
ولأوضح الفرق أضرب مثالاً واقعياً بمؤسسة الملك فيصل الخيرية التي خصّصت لخدمة أغراض حضارية ثقافية، وهي من أكبر المؤسسات الخيرية، وإن كان الناس لا يعرفون عنها إلا جائزة الملك فيصل العالمية، فقد قامت بدور رائد في خدمة التراث الإسلامي، ومن ابرز أعمالها في ذلك مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الذي ضمّ آلافاً من كتب التراث ومخطوطاته ووثائقه، ومجلة الفيصل الثقافية، والمنح الدراسية وغيرها.
وهناك مؤسسات خيرية أخرى في بلادنا ليس غرضها خدمة ذوي الحاجات الإنسانية الذي تقوم به الجمعيات بل خدمة أغراض حضارية وثقافية على المدى البعيد، كمؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية التي تخصّصت في المجالات العليا للتأهيل الشامل للمعوقين، وتوفير الإمكانيات البشرية والتجهيزية والإكلينيكية، وتوفير الأجهزة التعويضية، وتوفير الإمكانيات اللازمة لإجراء الأبحاث في المجالات المتعلقة بالإعاقة والشيخوخة وغيرها، وكمؤسسة الرياض الخيرية للعلوم التي تدير كلية الأمير سلطان الأهلية، وكمؤسسة الحرمين الخيرية التي تخصصت في الدعوة إلى الله ومساندة المؤسسات والمراكز الدعوية، وغير ذلك.
إن أغراض مؤسسة حمد الجاسر الخيرية تأتي في هذا الإطار كما وُضّح ذلك في المطوية التي وزعت في حفل إعلانها الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز فهي مؤسسة لخدمة أهداف حضارية ثقافية، هي خدمة التراث الثقافي للشيخ حمد الجاسر، وخدمة الباحثين في المجالات التي عني بها في مجالات تاريخ العرب وآدابهم وتراثهم الفكري، ومن وسائلها لتحقيق ذلك إنشاء مركز الشيخ حمد الجاسر الثقافي لتراث الجزيرة العربية ودراساتها، واستمرار مجلة العرب، والعناية بمكتبة الشيخ وفتحها للباحثين ونشر مؤلفات الشيخ، وإيجاد جائزة حمد الجاسر لتراث الجزيرة، وفتح موقع له على الإنترنت وإقامة الندوات والمؤتمرات العلمية، وكل ما يخدم هدفها الأساسي، وكلها أغراض خيرية، ويطمح المؤسسون أن تحذو حذو مؤسسة الملك فيصل الخيرية فتكون مركز إشعاع حضاري في بلادنا.
إن الخير قد يكون عاجلاً في تقديم طعام وكساء وعلاج لذوي الحاجات كما تقوم به الجمعيات الخيرية، وقد يكون خدمة حضارية ثقافية للأمة على المدى البعيد وهو ما تقوم به المؤسسات الخيرية، وفي كل خير.
للتواصل:ص,ب ش45209 الرياض 11512
الفاكس: 4012691

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved