أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 25th December,2000العدد:10315الطبعةالاولـيالأثنين 29 ,رمضان 1421

مقـالات

إضاءة
التقليد الأعمى
والذين يرون الرقي الاجتماعي والتمدين الحضاري رهناً بالخروج على تقاليد المجتمع ونبذ عاداته والتملص من قيوده ينبهرون بما عليه الآخرون في مجتمعات تختلف اختلافا جذريا عنا ويهرعون إلى التقليد الأعمى لكل ما يرونه عند هؤلاء بصرف النظر عن موافقته لما تعارف عليه الناس هنا او مخالفته,, بل إنهم يرون ان الالتزام بتلك الأعراف أصبح ضربا من التخلف,, ومدعاة لغمز اصحابه,, وهكذا تنقلب الموازين.
في نظر هؤلاء يصبح متحضراً مثلاً ذلك الذي يسمح لأهله وحريمه أن يسافرن خارج البلاد وحدهن بلا رجل يَحُسن في بلاد الغربة ويَجُسن بلا حماية ولا رقيب,, أما الذي يمنع أهله ويحفظ عرضه عن ذلك فهو في عرفهم المتخلف الأحمق.
وتندهش إذا ركبت الطائرة من أحد مطاراتنا حيث تجد النساء في صالة الترانزيت محجبات محتشمات حتى إذا دخلن الطائرة شلحن العبايات,, وظهرن كأنهن يستعرضن الموديلات.
ولم يعد مستغربا حين يتقابل الناس ان تراهم يتصافحون (خطفاً) باليد اليسرى مع صيحة (هاي) بدلا من السلام عليكم, ولا أن تجد في مجالس النساء (كرنفالا) من الأزياء القصيرة طبقاً لآخر موضة في العالم، وان تجدهن يدخن الشيشة والتبغ أكثر مما يفعل الرجال فمن خرجت على هذا اتهمناها بأنها بدوية أي متخلفة وهكذا تصبح البداوة التي هي رمز الأصالة والشرف مدعاة للسخرية والاستهزاء من اولئك النساء.
وإذا كنت قد تحدثت قبلا عن بدعة أعياد الميلاد فإن مما ورد إلينا بالتقليد الأعمى أعياداً أخرى ما أنزل الله بها من سلطان منها على سبيل المثال : عيد الأم وعيد الزواج وعيد النيروز وحتى كذبة ابريل, وما أوردته ليس على سبيل الحصر إنما أسوقه للاستدلال على ما تفشى بيننا للأسف من عادات منقولة لا تلائم مجتمعنا والسكوت على أوائلها يغري بألا يكون لها آخر حتى تتحقق أهداف هذه الهجمة الشرسة والمنظمة ضد المجتمع المسلم المتمثل الآن في السعودية نمطاً وحيداً بين الأمم يطبق الشريعة الإسلامية دستوراً وتنعم بسببه البلاد بالأمن والأمان والرخاء مما يثير غبطة فريق وحسد فريق آخر قد لا يتورع عن تدبير المكائد لزعزعة مجتمعنا.
ولست من مروجي فكرة المؤامرة كما قد يزعم البعض ولكنها على الحقيقة مؤامرة لا تستهدف محو اصالة هذا الشعب فحسب بل تستهدف في النهاية تفريغه من عقيدته التي هي سنده وعزوته.
وأكبر خطر على المجتمع ان يؤتى من داخله وأن يُستهدف إسقاط قيمه بيد أبنائه، وإذا أحسنا الظن واعتقدنا أن الأمر لا يعدو أن يكون غواية البعض منا ببريق المتعة الخادعة الرخيصة، فإننا ندعو هذا البعض إلى تدبر أحوال تلك المجتمعات التي نقلوا عنها والإحصائيات فيها تقول إنها تعاني أكبر أرقام الجرائم وابشعها، والأمراض الناجمة عن إباحة الجنس تنتشر فيها بأعلى معدلات، وأفرادها يفتقدون السلام النفسي بسبب الخواء العقدي الذي يعانونه.
ولم تثمر شجرة الحرية المزعومة لهم سوى المزيد من المتاعب والعقد والأمراض، ولعل ارقام المنتحرين عندهم تقوم دليلاً على ما ذهبت إليه.
هذه هي الصورة الحقيقية لتلك المجتمعات التي تنبهرون بها انبهاراً قشرياً يغلف بصائركم وإلا فمن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!
شاكر سليمان شكوري

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved