| وطني
* الرياض محمد بن دوسري العسيري
ما مستقبل الكتاب في ظل التنافس المحموم في العصر الحديث نحو التقنية وتوفير المعلومات بواسطة الشبكة العالمية الإنترنت ؟
وماذا يمكن أن يقدم مشروع وطني لخدمة القراءة وتنمية عادة الاطلاع العلمي الواعي للعلوم والمعارف من خلال الكتاب ووسائل نقل المعلومات الجديدة؟
سؤالان طرحتهما الجزيرة على أمين عام مكتبة الملك فهد الوطنية الاستاذ علي بن سليمان الصوينع الذي اوضح ان بعض الناس يتناقلون مقولة: ان للحاسب الآلي تأثيرا عكسيا كبيرا على الكتاب وربما يلغيه من أرفف المكتبات.
والحقيقة ان التجربة الراهنة تنفي هذه المقولة تماماً، فقد كان التخوف التقليدي قديماً مبنياً على تصور غير منطقي للحاسب الآلي، حيث اصبح الان هو الداعم الرئيسي للكتاب فوجد ما يعرف بالمكتبات الإلكترونية والوسائط التعليمية او ما يعرف بMULTE MADIA التي سهلت على المعلم توصيل المعلومة للطالب، إذ اصبح الطالب الى حد ما غير معتمد اعتماداً كلياً على الاستاذ في شرح المادة والحصول على المعلومة، أو على الأقل ما نتوقع ان يكون في المستقبل القريب في ظل دخول المملكة مرحلة تعليمية جديدة وجريئة لتغيير طرق التعليم والعلم من خلال مشروع عبدالله بن عبدالعزيز وابنائه الطلبة للحاسب الآلي وطني .
ومن جهة أخرى فقد سهل الحاسب الآلي عملية الوصول الى المعلومات بيسر وسهولة، وذلك من خلال قواعد المعلومات المتنوعة وهو ما تعتمد عليه المكتبات في حصر مجموعاتها واسترجاعها، اضافة الى ان الكتاب حظي بعناية خاصة من برامج الحاسب الآلي المختلفة فيما يعرف ببرامج كاملة لموسوعات ومعاجم وكتب تراث سهلت على القارئ العادي والمتخصص الاطلاع على ما يحتاج منها دون عناء البحث في الأرفف وحمل الكتب الثقيلة لقراءة نص معين أو الكشف عن نقطة معينة، وسيكون بمثابة المعين الرئيس للباحثين على وجه الخصوص، إذ خصصت بعض الشركات مواقع مستقبلة لتزويد الباحثين والمهتمين بآخر الإصدارات من الكتب، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ALTA VISTA و HOT MAIL و YAHOO، فلا حاجة لسفر الباحث الى مواقع متعددة من العالم للحصول على الكتاب، إذ بإمكانه الاتصال عبر الانترنت للحصول على الكتاب مع دفع الرسوم مباشرة.
كما أنشأت المكتبات العالمية منذ وقت مُبكر مواقع خاصة بها أدرجت بها جميع مقتنياتها من أوعية المعلومات وبإمكان الباحث في أي مكان من العالم الحصول على ما يريد بالنقر على طابعة الحاسب الآلي وتزويده بأوامر معينة ليدخل على عالم المكتبات والمعلومات الفسيح.
وأضاف: ان مشروع وطني الجديد من المشروعات الطموحة جداً، ومبادرة سمو ولي العهد حفظه الله بتبني هذا المشروع يعكس حرصه الشديد على تمكين أبنائه الطلبة من تقينات العصر واحداثياته، إذ يعد الحاسب الآلي أهم إحداثية معاصرة في هذا القرن، وهو الذي سيزود الطالب بالمرونة اللازمة من خلال البرامج التعليمية المتعددة في التعامل مع المقررات المنهجية بروح معاصرة، فالعالم من حولنا يتمدد باتجاه معلوماتي تقني، واصبحت لغة الشعوب المتحضرة لغة حاسوبية بحتة، ونشأ ما يسمى بالتعليم عن بعد والاتصال المباشر عبر الإنترنت، وهذا المشروع ضرورة لا يمكن تأجيلها أو التغاضي عنها، لأن ثورة الاتصالات المعلوماتية من خلال الإنترنت في اتجاه تصاعدي حاد وغير متوقع ولو لم يقيض الله تعالى لهذا المشروع من يقوم به في اللحظة المناسبة لأفلتت زمام تقنية المعلومات بما لا يترك فرصة لملاحقة تطوراته المتسارعة وبرامجه التي أصبحت تزاحم الأسواق العالمية، فدخلت مجال المنافسات التي أحدثت ثروات مالية ضخمة خضعت لاحتكارات أشخاص معدودين أمثال بل قيت PELL GATE ولا اعتقد ان طلابنا يقصرون على نظرائهم في دول العالم حتى المتقدم منها، تفهماً وإدراكاً ووعياً فيما لو أتيح لهم المجال لتعلم الحاسب الآلي والتعامل معه.
|
|
|
|
|