| العالم اليوم
تسابق الإدارة الامريكية قبل أن تترك البيت الأبيض وكذلك الاسرائيلون وبصورة اكثر تلهفا جماعة ايهودا باراك والسلطة الفلسطينية وان كانت بصورة اقل من الامريكيين والاسرائيليين، يسابقون الزمن للتوصل الى اتفاق سلام جزئي يقولون عنه اتفاق لسلام نهائي بين الاسرائيليين والفلسطينيين يسابقون الزمن قبل ان يترك كلنتون البيت الابيض ويسلم الرئاسة للرئيس المنتخب جورج بوش الابن يوم عشرين كانون الثاني (يناير) في السنة القادمة التي لم يتبق على بدايتها سوى يومين، وقبل ان تجرى انتخابات رئيس الحكومة الاسرائيلية في السادس من شباط (فبراير) اي بعد تسعة وثلاثين يوماً.
هذا التسابق واللهفة على التوصل الى اتفاق يبرز اكثر عند الامريكيين الذين يريدون قطف ثمار الجهد الكبير الذي قام به كلنتون لتحقيق انجاز لاسرائيل لا يمكن ان يوازيه اي انجاز فالاتفاق الذي يسعى كلنتون الى تحقيقه سيتوج كل الحروب التي شنتها اسرائيل على العرب اذ ستجعلها اتفاقية سلام مع الفلسطينيين واحدة من دول الشرق الاوسط ومقبولة على الأخص من الغربيين امريكيين واوروبين وسيعطيها الشرعية لضم ما أخذته من أراض فلسطينية وابقاء مستوطناتها داخل (الدولة الفلسطينية) اذا قامت الدولة، وستغيب الاتفاقية مسألة اسمها اللاجئين ، وهذه الخدمة التي يسعى كلنتون الى تحقيقها للاسرائيليين والتي لم يحققها اي رئيس امريكي وتكمل الجزء الأخير من وعد بلفور الذي وعد بمنح وطن لليهود في قلب الوطن العربي,, وكلنتون يريد ان يمنحه شرعية فلسطينية وعربية وصكا لا يمكن تجاهله ولهذا فان كل مساعدي كلنتون وبالذات اليهود يركضون ويعملون بكل جهدهم في ان يحققوا فيما تبقى من ايام بقاء الرئيس والذي عملوا له في السنوات الماضية، اذ لا يمكن ان يفعل اي رئيس آخر للاسرائيليين ما فعله كلنتون لهم وهو الذي يحف به جيش من المستشارين اليهود الذين لا يمكن ان تضمهم ادارة امريكية اخرى خاصة بعد ان عرف وشعر الامريكيون شعبا وساسة بمدى تأثير وتدخلات اليهود اثناء معركة انتخابات الرئاسة الامريكية وما أعقبها من اشكالات، ولهذا نرى اولبرايت، وقبلها دنيس ومعهما صومائيل بيرجر مستشار الامن القومي والثلاثة من اكبر مستشاري ووزراء كلنتون اليهود، نرى هؤلاء اكثر رجال كلنتون سعياً وجهداً لتحقيق اتفاق يقولون عنه اتفاق سلام، وهدفهم الا يتأخر مثل هذا الاتفاق لأن تسلم بوش الرئاسة حتى وان تعاطف مع اسرائيل فانه لن يكون مثل كلنتون، كما ان عدم حصول اتفاق في الايام المتبقية من حكم كلنتون سيفرض تأجيلاً لمثل هذا الاتفاق لأن الرئيس الجديد سيحتاج الى اشهر حتى يفتح الملفات السياسية وربما لا يكون ملف الشرق الأوسط اول تلك الملفات، وفي هذا الوقت فإن الانتفاضة الفلسطينية (وحسب رأي وتحليل الامريكيين) سوف تستمر وتتصاعد ولابد ان يؤدي هذا الى ايجاد متغيرات هي في مجملها في غير صالح الاسرائيليين اذ ان الانتفاضة الفلسطينية التي استطاعت بدماء الاطفال والشباب الفلسطينيين ان تستنهض العرب والمسلمين وان تفرض على (المهرولين) وقف هرولتهم وتفرض وقفاً اجباريا للتطبيع، وان تسقط حكومة باراك,, اضافة الى تعميقها الصراع السياسي والايدلوجي في المجتمع الاسرائيلي وبين مؤسساته فها نحن نرى صراعاً بين باراك وبيريز وكل منهما يتهم الآخر، وقبلهما شارون ونتنياهو كما ان تواصل استمرار الانتفاضة سيعري جيش اسرائيل ويضيف الى هزيمته الكبرى في جنوب لبنان هزيمة اخرى ولكن هذه المرة اشد قوة واكثر ايلاماً ولهذا فإن (اصدقاء) اسرائيل يريدون
أن ينجزوا اتفاقاً قبل ان يغادر كلنتون البيت الابيض لاجهاض الانتفاضة، اتفاقا كاتفاق اوسلو الذي اجهض الانتفاضة الاولى التي انطلقت عام 1987م.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|