| وَرّاق الجزيرة
لعل من الثمار الحميدة للذكرى المئوية لتأسيس المملكة العربية السعودية تلك الالتفاتة الكبيرة من الكثير من الناس فضلا عن المهتمين والباحثين للوثائق على شتى أشكالها وانواعها سواء أكانت هذه الوثائق وثائق محلية أم وثائق أجنبية.
ولعله لا يخفى على الجميع الدور الكبير الذي تقوم به الوثائق المحلية في تكوين صورة أدق لتاريخنا المحلي إضافة إلى الجهد الكبير الذي قام به المؤرخون وكتاب التاريخ فالوثيقة المحلية تكاد تكون الأصدق والأقوى في حفظ المعلومة التاريخية لأنه وبكل بساطة حينما كان كاتب الوثيقة يكتبها ويقيد ما فيها من معلومات فيها الحديث عن بيع أو شراء أو وقف أو غير ذلك من المعلومات لم يكن يدر بخلده أن ما كان يكتبه سيكون مصدرا للباحثين فيما بعد بل كان قصد كاتب الوثيقة أن يحفظ حقا معينا من الضياع ومن أجل هذا حرص كل الحرص على الدقة فيما يكتبه.
والوثائق المحلية تحتوي على كل أشكال المعلومات التي تخدم المؤرخ مثل السير للمترجم عنهم كالحديث عن محتويات مكتبته أو حدث تاريخي مر به، كما تضمن الكثير من الوثائق حديثاً عن وفاة بعض الأعلام.
ولا نذهب بعيداً فنشاهد الحجم الكبير للوثائق التي تحدثت عن الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه لنعرف الدور الكبير الذي قامت به الوثائق في حفظ تاريخ المملكة العربية السعودية في جميع أطوارها.
واما الوثائق الأجنبية التي كانت تكتب على شكل تقارير يبعثها المندوبون من الجزيرة العربية إلى دولهم فحدث ولا حرج عن القيمة الكبرى لها وبخاصة أن الذي كان يكتبها كان يكتبها بكل دقة لحرصه على وصف الأوضاع بكل الحقيقة لمراجعه في بلاده.
ومن أجل هذا كان من المهم أن تزداد هذه العناية بالوثائق كتاباتنا التاريخية لدورها الريادي في حفظ تاريخنا المحلي, اقول هذا وانا استبشر خيرا حينما أشاهد عناية الكثير من الباحثين المهتمين بتسجيل تاريخ مدن المملكة وحرصهم الكبير على ان تكون الوثيقة ذات حضور قوي فيما يكتبونه.
ولعل الامثلة كثيرة وليس المقصود التمثيل، وإنما المقصود الإشادة بهذا التوجه الذي سيكون له اكبر الأثر على الأجيال القادمة التي لابد وأن يكون حرصها على الوثائق مضاعفا عما هو عليه الان.
|
|
|
|
|