| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
يعد خط التقنين الذي يمر من خلال منهج التعامل مع القضايا التربوية والتعليمية من أعقد الخطوط وخصوصاً على المستوى الأكاديمي، إذ يتوفر في الأكاديمي من سلامة المنطق والقوة في التعبير والاحتياطي الفكري والعلمي مالا يتوفر لغيره والذي يأتي من خلال التحصيل العلمي والنظري بحيث يفسح المجال للمناقشة في حدود متطلبات قياس المسائل التربوية وكيفية التعامل معها، وما ينسحب على التربوي منها ينسحب على التعليمي, ولكن وبعيداً عن الخلط الذي لا يأتي بخير في مسائل فيها من الحساسية الشيء الكثير يلزم توخي الحذر في الحكم على المسائل الأعقد والأكبر تأثيراً على شرائح المجتمع ذلك أن رسن الحل والعقد وترميز القضايا يأخذ لدى الأكاديمي الحيز الكبير في تفكيره وقياسه لها وهو يعلم أنه يلامس في تعامله المجتمعي سطح المجتمع الذي هو إما هش قد لا يستوعب المطلوب أو صلب يرتد منه الفهم إلى غير الموضع المطلوب, وحتى يخرج من دائرة الحلقة المفرغة التي لا تأخذ وقتاً طويلاً في العمر الزمني للأكاديمي فهو يعالج ما يرتد بنفس عميق محاولة منه إيصال مفهوم المنطوق وترجمته إلى واقع يتعلمه المجتمع ويقتنع به ويوظفه في تعامله التعامل الأنسب في محيط معلوماته, هذا على المستوى العام أما فيما يتعلق بالشريحة الأكبر والأكثر تأثراً وهم المتعلمون وأهل الثقافة ومنهم طلبة وطلاب الجامعات الأكثر تعمقاً في كيفية الترجمة والتسويق للمبادئ الأكاديمية فليس الأمر من السهولة بحيث يمرر من القوانين والاشتراعات دون التدقيق والمد والجزر الذي يصوب نحو غاية الوصول إلى أفضل آلية للتطبيق السليم والمبني على أساس إما نظري أو عملي منظر بالتطبيق والممارسة المجربة, وفي حال وجود خطأ في تطبيق ناتج عن خلل في تنظير أو دراسة مستبقة فإن محاسبة الأكاديمي تبقى فضية يشوبها التعقيد الحذر والذي يجس من خلال البعد المسؤول في شخصية الأكاديمي والذي يأخذ المساحة الأكبر تجاه نفسه أولاً ومجتمعه ثانياً فإما أن يوكل لنفسه محاسبتها أو يعاتب من غيره بما يوضح له الصواب دون التقليل أو التعدي على ثقافته ومنطق تعامله وممارساته ودون التنقيص من خبراته ذلك أن حق المجتمع في الاستفادة من سواعده التي بناها بعطائه لها يتطلب الكثير من التفاني والإخلاص والذي يتوجب عليه أخذ الصحيح من القول والفعل في العمل والتقصي لكي يحقق الهدف المرجو من نيله شرف الدرجة العلمية وخدمة دينه ووطنه الذي هو منه وله في ذات الوقت وفي التأني والمدارسة في النفع الكبير في سبيل خدمة قضايا المجتمع وتنوير شبابه وأبنائه وحفزهم على المزيد من العمل المقرون بالعلم النافع من خلال جهود الأكاديميين في شتى المجالات.
محمد بن سعود الزويد الرياض
|
|
|
|
|