| رمضانيات
* خميس مشيط حسن علي غرامة
ما ان يهبط مساء غرة شهر رمضان المبارك في محافظة خميس مشيط الا ويتخذ طابعاً مميزاً في كل مناشط الحياة العامة والخاصة ويتبع ذلك الكثير من التغيرات الاجتماعية التي لا تتميز الا في رمضان.
وقديماً حينما كانت مدينة خميس مشيط عبارة عن سوق تجاري تحيط به من العشرين الى الاربعين منزلاً مصنوعة من الطين كان لهذا الشهر الفضيل سمة تميزه عن غيره فتجد أن التكافل الاجتماعي والتواصل مع الأقرباء يظهر جلياً لظروف الحياة الصعبة، فتقام الموائد الخيرية للمحتاجين إما في منازل الأسر التي منّ الله عليها بالخير أو تجد الجميع يتجه الى المسجد لتناول الفطور الأول وأداء صلاة المغرب جماعة بحيث يحضر كل فرد ما تجود به يده فالجميع يدرك ان خميس مشيط عبارة عن سوق وطريق يمر به المسافرون ولابد ان يقصد المحتاج والمسافر المسجد وهنا تتناقل الاخبار والاحداث من قريب وبعيد.
وبتوفيق الله أولاً ثم بالرعاية الكريمة من لدن حكومتنا الرشيدة اخذت خميس مشيط في التطور التدريجي فأصبح في المدينة (مدفع) يطلق أعيرته النارية عند دخول المغرب وعند دخول الفجر، وذلك بسبب انه لا تتوفر وسائل الاتصال الحديثة التي تسهل معرفة مواقيت دخول الصلاة وتمكن من حساب التاريخ والوقت الا المدفع الذي يسمع مرتين في اليوم عند غروب الشمس وعند دخول الفجر، وكانت الحياة صعبة والاعتماد على الله ثم على ما تنتجه الارض من خيرات فإذا دخل رمضان تم عمل دوريات يشترك فيها الجيران والاقارب بحيث يكون كل ليلة من ليالي رمضان عند اسرة وهذا بلاشك يقوي الروابط الاجتماعية ويساعد في تفقد احوال كل من حولك، فتصبح على دراية وعلم بمن حولك بالاضافة الى قوة صلة الرحم فالقريب لا يستغني عن قريبه.
ويسعد اهل المدينة وهم يجتمعون على ضوء الفانوس والاتريك حتى يحين وقت صلاة العشاء فيخرجون لأداء الصلاة والتراويح وبعد ذلك التوجه الى السوق حيث يعقد الكثير من المناشط ومنها على سبيل المثال حلقات الذكر والوعظ لتفقيه الناس في دينهم وفي بعض الليالي تقام بعض المسابقات والتنافس المثير بينما تقام في ليال اخرى جلسات سمر يتخللها بعض الفنون الشعبية.
رمضان في الوقت الحاضر
شهدت خميس مشيط قفزة هائلة في شتى المجالات حتى أصبحت مساحتها تزيد على (800) كم مربع ويقارب عدد سكانها (700) الف نسمة وما يميز رمضان في خميس مشيط في الوقت الحاضر هو إقامة المعارض الرمضانية المتخصصة مثل (المعرض الخيري) الذي تنظمه مؤسسة الحرمين طيلة شهر رمضان المبارك بالاضافة الى الحركة التجارية الكبيرة التي تشهدها اسواق خميس مشيط.
ولعل اهم الاسواق التي لا تظهر الا في شهر رمضان (أسواق الحنيذ) حيث يباع اللحم الحنيذ ذو المذاق الشهي.
بالاضافة الى انتعاش سوق التمر الذي يشهد إقبالاً كبير جدا,
وعلى الصعيد الاجتماعي نجد ان معظم الأسر تنظم زيارات منتظمة بشكل دوري تزيد من قوة الروابط العائلية.
الموائد الرمضانية في خميس مشيط
التمر والسمن البلدي والخبز كانت أهم العناصر التي تشكل المائدة قديما اما الآن فتتنوع الأكلات وتختلف الاصناف وهذا من فضل الله فنجد ان المرق والشربة والمصبع والعريك وخبز التنور واللحم الحنيذ بالاضافة الى (المشغوثه) وسائر الأكلات المعروفة بالمنطقة بالاضافة الى (اللحم الحنيذ).
|
|
|
|
|