| القرية الالكترونية
استكمالا للحديث الذي بدأناه في الأسبوعين الماضيين عن اهتمامات شبابنا على الإنترنت ومدى استفادتهم منها اجد من المناسب البدء بدراسة مهمة شملت عينة من 78 طالبا من خمس مدارس ثانوية من مدارس العاصمة وفي أحياء مختلفة منها استطلعت شعبة الحاسب الآلي بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض للاطلاع على اهتمامات مرتادي المقاهي من طلبة التعليم العام, وتبين من نتائج الاستبانة ان المواقع الترفيهية تأتي في المقام الاول والتي دار الحديث حولها في الأسبوعين الماضيين وجاء في المرتبة الثانية مواقع المحادثة والتي تمكن الداخل الى الانترنت من التعرف الى الآخرين وجاءت المواقع التقنية والعلمية في الإنترنت في المرتبة الاخيرة من حيث الزيارة, وأترك التفاصيل الاخرى لهذه الدراسة الموسعة لمن شاء الاطلاع عليها وهي منشورة على موقع إدارة التعليم بمنطقة الرياض على الرابط التالي:
http:// www. riyadhedu. gov. sa/ alan/ magha/ magha. htm
وفي اعتقادي ان لتنظيم عمل مقاهي الإنترنت لدينا أثرا على توجهات شبابنا في استخدامهم للإنترنت فطريقة تنظيمها تعطي مجالا للشاب ان يمارس نزواته الإلكترونية بعيدا عن المساءلة, وقد حدثني غير واحد عما وجدوه من تهاون في المقاهي تجاه تجاوزات مرتاديها, والسؤال هنا الى من يوجه اللوم في هذه المسألة؟ الى اصحاب المقاهي ام الى مرتاديها ام الى من؟
في حقيقة الأمر ان المسألة تبدأ من مرتادي تلك المقاهي, فالله تعالى يقول: (وذروا ظاهر الإثم وباطنه) والشاب في حاجة لأن يجد من نفسه ضابطا اكثر من ان ينتظر الآخرين ليضبطوه فإذا ضعف الوزاع لديه فلا رقابة ولا ضوابط ستردعه عن ارتكاب ما لا يليق.
وتجاوز مرشح المدينة ممارسة تنتشر في اوساط الكثيرين من شبابنا هداهم الله ولا يكاد يخلو منتدى حواري من محاولات نشر عناوين المواقع التي تشرح طرق تجاوزه ولا أعلم سببا واحدا محمودا يدعو المرء لتجاوز المرشح لكنها تقوى الله ومخافته.
من جهة اخرى ينبغي لأصحاب المقاهي ان يحسنوا من طرق إدارتهم للمقاهي فبعض تلك المقاهي توفر خصوصية لمرتاديها تتجاوز بها خصوصية كبائن الهاتف بل ان احد الزملاء قام بزيارة احد المقاهي ووجد ان كل جهاز حاسب آلي قد تم عزله في كبينة معزولة ويلزم صاحب المقهى ان يطرق باب الكبينة ليقدم للزبون ما يرغب من مشروبات وغيرها فلم كل هذه الخصوصية؟ وما الحاجة لمثل هذه التجهيزات؟ وأنا هنا لا ادعو الى الإفراط في مراقبة مرتادي المقاهي لكنني ايضا لا احبذ الخصوصية المفرطة التي لا مبرر يدعو لها.
ولعلي أختم بدعوة المهتمين بزيارة موقع إدارة التعليم والاطلاع على هذه الدراسة القيمة لأن هذه المقالة الموجزة لن تكفي للحديث عن جوانبها المتعددة لكنني رغبت في لفت نظر المهتمين الى تلك الدراسة التي تدق ناقوس الخطر وتدعونا لمراجعة حساباتنا فيما يتعلق بتنظيم عمل مقاهي الإنترنت وطرق إدارتها.
وبمناسبة عيد الفطر السعيد اتقدم الى جميع المسلمين في كل مكان بالتبريكات والدعاء من الله ان نكون من الفائزين وممن صلحت اعمالهم في شهر رمضان المبارك وسنتواصل معك باذن المولى بعد العيد السعيد وكل عام وأنتم بخير.
khalid@4u.net
|
|
|
|
|