أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 23rd December,2000العدد:10313الطبعةالاولـيالسبت 27 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

رحيلك للقلب موجعٌ
عزيزتي الجزيرة,, تحية طيبة وبعد,.
في موكب جنائزي مهيب شيع أهالي محافظة الزلفي جثمان الشاب منصور عبدالله الزنيدي والذي وافته المنية إثر حادث مروري.
ولأن رحيل منصور على القلب موجع ولأعين والديه وأصدقائه مدمع ولنفسيات كل من سمع عنه مؤلم، أحببت الكتابة عنه لعلها تخفف عن النفس شيئا مما فاضت به ألماً وحزناً عند سماعي نبأ رحيله.
ففي يوم تشييعه حضرت جموع غفيرة من مختلف شرائح المجتمع للصلاة عليه معظمهم من أقربائه وأصدقائه ومحبيه ممن على سيماهم أثر الخير، طلقي المُحيّا يبزغ نجمهم مع كل محنة ويصدق وفاؤهم مع كل شدة لذا اتخذهم منصور أخلاء له في دنياه ونعم ما اتخذ.
إن رحيل منصور فجيعة وأي فجيعة؟! ليس على والديه والأقربين فحسب بل فجيعة على أحبائه وكل من عرفه عن قرب, فلقد حباه الله صفات قلّ أن تجدها في غيره من الرجال، كريم الطبع سخيُّ اليد قليل الكلام، له همّة عالية لخدمة الاسلام تعلو شفتيه ابتسامة لا تفارقه عند لقياك، واسع الثقافة، مُعايش لأوضاع المسلمين بكل حواسه فكثيرا ما كان يسألني رحمه الله عن أوضاع اخواننا في الشيشان نصرهم الله حكيم التجربة عطيّ الصدقة له خلق يجمع الأهواء المتفرقة على محبته ويؤلف الآراء المشتتة في مودته,.


له خُلق على الأيام يصفو
كما تصفو على الزمن العقار

ومما يخفف على الفؤاد لهيبه ان منصور رحل وهو صائم لربه إذ كان مسافرا لأداء العمرة, وقد صلى على جثمانه كوكبة خيّرة ذوو وجوه نيّرة وكل هذه علامات مفرحة تدل على حسن خاتمته.
عزائي لوالديه قول الرسول صلى الله عليه وسلم إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون نعم فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم فيقول: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع فيقول: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد .
وعزائي لأحبابه أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ولأن الموت حق والتسليم برضا الله وقدره ايمان فلا نقول إلا ما يرضي ربنا: إن القلب ليحزن وان العين لتدمع وإنا لفراقك يا منصور لمحزونون .
عبدالله سليمان الحميدي
الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved