أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 23rd December,2000العدد:10313الطبعةالاولـيالسبت 27 ,رمضان 1421

الاقتصادية

في أول حديث مطول له بالصحافة السعوديه السفير البريطاني بالمملكة لـ الجزيرة
سنستثمر مليارات الدولارات في أسواق المملكة
استقرار أسعار البترول من صالح الجميع
بريطانيا نصيرة الأسواق الحرة منذ قديم الزمان
* حوار :رياض العسافي
في أول حديث مطول له بالصحافة السعودية خص السفير البريطاني الجزيرة السيد داليك بلملي بحديث اقتصادي مهم كشف فيها عن الكثير من الامور الاقتصادية الدولية مثل اتفاقية تغيير المناخ وبروتوكول كيوتو والضرائب المرتفعة التي تفرضها الدول المستهلكة للبترول على الدول المصدرة وعن استثمارات الشركات البريطانية في الأسواق السعودية وغيرها من المواضيع الاقتصادية الدولية علما بأن اللقاء اجري قبل حدوث الانفجارات التي استهدفت بعض الرعايا البريطانيين في المملكة.
مبادرة الغاز السعودية مهمة جدا
* من المعروف ان بريطانيا قد ساهمت منذ وقت مبكر في التطور الذي شهدته المملكة العربية السعودية وذلك بمشاركتها في صناعة البترول والغاز كيف تقيمون سعادتكم اليوم وضع الشركات البريطانية العاملة في حقلي البترول والغاز ودورها في عملية التنمية المستمرة في المملكة العربية السعودية؟
لعبت الشركات البريطانية دائما دورا في دعم التطور في جميع قطاعات الصناعة الهيدروكربونية في المملكة، وقد فازت شركتا AMEC و Kvaerner البريطانيتان بعقود عمل مهمة مع شركة أرامكو السعودية عام 1999م، وقد قدمت شركتا shell و BP البريطانيتان مقترحات للاستثمار في قطاع الغاز تجاوبا مع مبادرة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد
* من المعروف ان اتفاقية تغيير المناخ وبروتوكول كيوتو استهدفتا التقليل من استهلاك البترول في الدرجة الاولى ,, ماهو موقف بريطانيا من هاتين الاتفاقيتين؟
إن الهدف من اتفاقية تغيير المناخ ومن معاهدة كيوتو هو تخفيض انبعاث الغازات المحبوسة من اجل التقليل من تأثير التغيير المناخي على العالم الطبيعي وعلى المجتمعات البشرية، ومن الممكن ان ترتفع درجات الحرارة ما بين 1 5,3 درجة مئوية في هذا العقد في حال عدم اتخاذ أي اجراء للحد من انبعاث الغازات المحبوسة، ومن المحتمل ايضا ان يتغير الشكل العام لمناخ العالم وان يهدد الزراعة ومصادر المياه وكذلك قد يؤدي الى مخاطر انتشار الامراض.
وتأخذ المملكة المتحدة كلتا الاتفاقيتين على محمل الجد، وسوف تكون المملكة المتحدة احدى الدول القليلة التي ستحقق اهداف التخفيض الاختياري المتفق عليها في اتفاقية التغيير المناخي للعام 1992م ونعمل حاليا على تحقيق الأهداف المتفق عليها في اتفاقية كيوتو والتي نعتقد انها في مصلحة العالم بأسره بما فيها الدول المنتجة للنفط مثل المملكة العربية السعودية ولقد شعرنا بخيبة أمل حين اخفق اجتماع لاهاي لكننا سنبذل كل ما في وسعنا للتوصل الى اتفاق جديد خلال الأشهر المقبلة.
ارتفاع أسعار البترول قد لا يستمر
* تضغط الدول المستهلكة على أوبك لخفض الأسعار بينما ترفض خفض ضرائبها المرتفعة جدا,, ما تعليق سعادتكم على ذلك؟
ان ارتفاع أسعار النفط قد لا يستمر، كما انه معرض لانخفاض حاد في الأسعار مستقبلا في حال قيام الدول المنتجة للنفط من غير الأعضاء في منظمة الأوبك بزيادة انتاجها وعلى المدى الطويل فان ارتفاع الأسعار سوف يشجع المستهلكين لدراسة استخدام السائل للطاقة وتفضل المملكة المتحدة وجود أسعار مستقرة ومستمرة وتعتقد ان الطريقة الأمثل لتحقيق ذلك تتم من خلال السوق.
ويلعب المستوى الضريبي للوقود في المملكة المتحدة دورا في تحديد سياستنا على المدى البعيد بالنسبة للبيئة ولدعم المواصلات العامة، ويمثل استخدام البترول للمواصلات الخاصة سلسلة من التكاليف غير المرئية التي لا يمكن قياسها تجاريا ولا أظن اننا نرغب بتغيير السياسة الضريبية بسبب تقلبات قصيرة المدى في أسعار سوق النفط.
حقول النفط في بحر الشمال البريطاني
* هل تتكرمون سعادتكم بإلقاء الضوء على الوضع الحالي لحقول النفط في بحر الشمال بالجانب البريطاني وكمية الاحتياطي القابل للاستخراج من هذه الحقول؟
يمثل الاحتياطي المتبقي من النفط في بحر الشمال 4110 مليار متر مكعب وعلى الرغم من الارتفاع الكبير في كميات النفط والغاز المستخرجة الا ان تقديرات الاحتياطي المتبقي ظلت تقريبا عند نفس المستوى لمدة طويلة، وقد ارتفع الانتاج النفطي عام 1999م بنسبة 25,3 في المائة ليسجل مستوى قياسيا بلغ 137 مليون طن.
استقرار أسعار البترول
* كيف تنظر الحكومة البريطانية لارتفاع أسعار البترول التي شهدتها أسواق البترول مؤخرا كونها من الدول المنتجة والمصدرة للبترول,, وماهي نظرة المستهلك البريطاني لهذه الأسعار؟
نظرا لاستخدام بشكل اكثر فاعلية وبسبب التغيرات في طرق استهلاكها فإننا لا نتوقع ان يكون هناك تأثير كبير على اقتصاد المملكة المتحدة بحد ذاتها، لكن هناك تأثير سلبي لارتفاع أسعار النفط على الاقتصاد العالمي ولاسيما في العالم النامي وعليه فإنه من مصلحة الجميع ان تعود أسعار النفط الى مستويات اكثر استقرارا واستمرارا.
وقد أظهرت الأحداث الاخيرة ان المستهلكين البريطانيين مثلهم مثل المستهلكين في أي مكان آخر لا يحبذون ان تتأثر أسعار الوقود عندهم بسبب ارتفاع أسعار النفط ويريد البعض ان يرى تخفيضا في الضرائب ولكن الغالبية العظمى تتقبل من الحكومة المنتخبة في اتخاذ قرارات متشددة تستند الى العديد من العوامل مثل العوامل البيئية والمالية.
تأمين إمدادات الطاقة بشكل آمن
* كيف تنظرون لمتطلبات الطاقة المستقبلية بالنسبة لبريطانيا؟
تهدف السياسة البريطانية في مجال الطاقة الى تأمين امدادات الطاقة بشكل آمن ومستمر وبأسعار منافسة، ويشمل هذا الهدف اهتمام الحكومة بالبيئة والصحة والسلامة والتعامل المنصف لجميع المستهلكين وكذلك الالتزام تجاه جميع نواحي التنمية المضطرة.
وتمثل الاسواق والشركات التنافسية المفتاح لتحقيق هذا الهدف وان كان للحكومة ايضا دور في وضع الاطار الذي ستعمل هذه الأسواق من خلاله.
نؤيد الأسواق الحرة
* رغم ان بريطانيا إحدى الدول المنتجة والمصدرة للبترول لكنها ليست عضوة في منظمة الأوبك ولا تشارك في المفاوضات التي تجري من وقت لآخر بين دول الأوبك والدول المنتجة والمصدرة للبترول من خارج الأوبك,, ما السبب؟
ان بريطانيا هي نصيرة الأسواق الحرة منذ أمد بعيد بما فيها سوق النفط وقد كنا نفضل ان يكون الانتاج والاتجار بالنفط حرا، كما هو الحال في المملكة المتحدة ونحن ندرك انه ربما تكون هناك سبل لتحسين طريقة عمل السوق لكننا نفضل بشكل خاص الجهود الرامية الى تحسين تدفق المعلومات ونعتقد بأن المنتدى الدولي للطاقة الذي عقد بالرياض كان فرصة جيدة للعمل على التقدم بهذا الاتجاه, وكانت المناقشات في المنتدى ايجابية للغاية ونحن نتطلع الى البناء عليها في المستقبل.
مستقبل أسعار البترول تعتمد على الطلب
* كيف تنظرون الى مستقبل أسعار البترول خلال العقد المقبل؟
يعتمد مستقبل سعر البترول على الطلب عليه من الدول المستهلكة وعلى مقدرة الدول المنتجة على تزويد النفط بسعر منافس, وكذلك على تطوير مصادر بديلة للطاقة.
من الواضح انه كلما زاد الفرق في الاسعار بعيدا عن المؤشرات على المدى الطويل لما تسبب ذلك في حدوث اضطرابات على المدى القصير، ولن أذهب الى أبعد من ذلك.
مبادرة الغاز ذات أهمية كبيرة للمملكة
* كيف ترون مستقبل المملكة البترولي؟
تمتلك المملكة العربية السعودية الاحتياطي الأكثر أهمية من البترول في العالم ويمثل البترول الحجر الأساسي في تطور المملكة وسوف يستمر في لعب دور مهم وحيوي وقد بلغ باقتصاد المملكة مرحلة متطورة يعمد فيها الآن الى تنويع وتوسيع مصادر في مجالات أخرى، لهذا السبب تعتبر مبادرة الغاز ذات أهمية كبيرة للمملكة، وانني اتوقع ان تتطور على اثرها مجموعات كاملة من الصناعات الجديدة التي ستوجد وظائف وصادرات جديدة.
استثمارات بمليارات الدولارات
* كانت المملكة العربية السعودية قد دعت شركات النفط والغاز العالمية للاستثمار فيها، فهل هناك شركة بريطانية ستدخل المملكة ومن هي وكم ستستثمر وما المردود الاقتصادي لها؟
لقد تقدمت شركتا SHELL و BP بمقترحات للاستثمار في قطاعات الغاز وتقدر الاستثمارات بمليارات الدولارات، وستمثل مثل هذه الاستثمارات فرصة كبيرة للمملكة ليس فقط من أجل الاستخدام الأمثل للغاز في السوق المحلي ولكن أيضا لفتح المجال للاستثمار الأجنبي في القطاعات الأخرى.
مشروعات في الجبيل
* هل هناك استثمارات سعودية بريطانية جديدة وماهي؟
ظهر استثماران جديدان في العام الماضي بموجب برنامج التوازن الاقتصادي السعودي البريطاني وهما مشروعان مشتركان سوف يستغلان المرافق الممتازة المتوفرة في مدينة الجبيل الصناعية.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved