| الثقافية
لهذا الشهر الكريم طابع مختلف على حياتنا، وعلى معظم أنماط ثقافتنا سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية بل وحتى المأكولة,, فهنا وهناك وأينما رميت بصرك ربط عجيب بين كرم رمضان وبين المعلن الاستهلاكي من سيارات ومستحضرات تجميل وأغذية وبرامج!! وفضائياتنا خير شاهد.
فالثقافة الرمضانية تقولبت بمسابقات وفوازير ومسلسل شبه فكاهي وآخر تاريخي مشوِّش ومطبخ شرقي!!
والأنكى من ذلك ان وقت العرض في أكثر القنوات متقارب فالفكاهة بعد الفطور والمطبخ قبله,,.
لا يمكن أن يكون الخلل في المستهلك المتقافز لأنه بالتأكيد لا حول له ولا قوة فيما يَرده، انما هو في مسوِّقي الثقافة الذين لم يماسُّوا حياة المتلقي بالمستوى المرموق،
ولم يفتحوا الأبواب لا بعض النوافذ للثقافة السائدة السائرة حتى ينضوي المشاهد في المماحكة التي تثبت قناعات وتنفي أخرى.
رمضان بوابة للتغيير وللخروج من التكرار والتماثل، وحلقة وثقى للربط بين معنيين عجز كثيرون عن الربط بينهما أصالة الماضي ومواكبة الحاضر.
نحن بحاجة الى غرس بذور متغايرة منسجمة حتى لا يصبح البستان كلُّه كَرَفس ، وحتى لا نضطر في النهاية الى سدّ عيوننا وآذاننا وربّما أفواهنا.
عبدالوهاب يوسف المكينزي
|
|
|
|
|