أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 23rd December,2000العدد:10313الطبعةالاولـيالسبت 27 ,رمضان 1421

الثقافية

د, طه وادي
الرغبة في التجديد خلقت من شوقي شاعراً مزدوج الهوية
* القاهرة مكتب الجزيرة محمد حسن
ماذا تبقى من أمير الشعراء أحمد شوقي، وما مدى تأثر الأجيال التالية به وامتداد شعره والمدرسة التي ينتمي اليها الى المدارس الشاعرية الحديثة، وهل توجد قضايا حملتها أشعار شوقي لم يلق عليها الضوء حتى الآن.
هذه التساؤلات كانت محور الندوة التي اقيمت في ذكرى رحيل أمير الشعراء بكرمة ابن هانئ وشارك فيها الناقد الأدبي الدكتور طه وادي والناقد الأدبي د, السعيد الباز وحضرها عدد كبير من الشعراء والمفكرين والأدباء.
أشار د, طه وادي في بداية حديثه الى عدة قضايا هامة في شعر شوقي هي قضية المهنة والموهبة وقضية الطموح لدى شوقي وقال: العلاقة بين المهنة والموهبة، حيث ان شوقي قد تخصص من قبل في الترجمة والحقوق لكنه لم يمض في أي منهما وهنا تفجرت قضية كبرى ممثلة في شوقي ومعظم أدباء العصر الحديث فهناك بون شاسع بين المهنة والموهبة وبالرغم ان الموهبة وحدها لا تخلق الأديب، فالأديب يخون موهبته بالدرجة الأولى لو لم يثقف نفسه بثقافة رفيعة والتي يجب أن تتجاوز الثقافات المحلية تماما كما سعى شوقي في الاطلاع على الثقافات الأوروبية ومن هنا خلقت منه شاعراً مزدوج الهوية.
وبذلك خلقت قضية جديدة لدى شوقي وهي الطموح، فشوقي كالمورد العذب كثير الزحام أدى لأن يفتح باباً مسدوداً لم يكن شاعر عربي تطرق اليه من قبل وهو الشعر المسرحي وقدم لنا عدة مسرحيات كالست هدى، كيلو باترا، قمبيز وانطلاقاً من احساس شوقي بالمسؤولية الأدبية جعلته يجازف وأن يسير في تيار التجديد فوضع الشعر الغنائي والخمريات وشعر المناسبات ولم يكن يترك محوراً من محاور الأدب الا وأدلى فيه بدلوه.
حياء شوقي
وتطرق د, وادي لعلاقة شوقي بالتراث القديم مؤكداً انه صدى للتراث القديم والقصيدة العربية القديمة، فقصائده كانت بعثاً لقصائد البحتري وأبي تمام والمتنبي، وقد جاء في تلك اللحظة كإنجاز وابداع وقوة تجديد لشوقي، وجاءت في وقت انهدمت الصلة بالقديم، وجاءت أشعار شوقي لتُبارى الشعراء بل أشعاره فاقت الشعر الأصلي وبدليل أن نهج البردة لشوقي تفوقت البرد ة الأصلية التي نهجها البُصيري، فشوقي نهل تاريخ الشعر العربي وشربه قطرة قطرة واستطاع أن يعيد صياغته من جديد بكل قيمه ومثله.
وحول قضية المعارضات التي تعرض اليها شعر شوقي قال د, وادي: ان شوقي كان أشد حياء فيما يخص شعره فقد كان يكتب القصيدة ويخجل أن يقولها ويهجوه الشعراء ويظل صامتاً ملتزماً بالكرامة والأدب، ولعل من سوء حظ شوقي أن من جاء بعده من المدرستين النقديتين سواء الرومانسية أو الواقعية لم تكنا منصفتين له ولا لشعره واتخذه شعراء المدرستين كمثال للسخرية والهزل، ويعقب د, وادي على ذلك بأن كل من جاء بعد شوقي تأثر به اما سلباً أو ايجاباً.
ومن هنا كان شعر شوقي السبب في تقدم القضية النقدية في الأدب العربي، فالشاعر العظيم هو الذي تتباين فيه الآراء.
وعن الأشعار الوطنية لشوقي قال: د, وادي ان شوقي أبدع العديد من القصائد في الوطنية المصرية فقد وصف الآثار والرموز الوطنية والفرعونية فقد أبدع قصائد لقصر أنس الوجود وتوت عنخ أمُون وكبار الحوادث في وادي النيل ووصف علي بك الكبير ووصل شعره للحماس العربي والاسلامي وخاصة في قصيدة صقر قريش التي تحدث فيها عن عبدالرحمن الداخل وجهاده في تكوين دولة اسلامية بالاندلس، ومن هنا كانت أشعار شوقي وطنية في طابعها العربي أو الاسلامي.
شوقي والتاريخ
وفي مداخلته أشار د, السعيد الباز الناقد الأدبي الى الشعر التاريخي لشوقي وقال: كانت هناك عوامل وراء اهتمام شوقي بالتاريخ حيث كان يرى ان من لا تاريخ له لا نسب له، وقد كانت وطنيته عاملاً فعالاً في الحث على الشعر التاريخي وتقديم النماذج الوطنية القديمة سواء عربية أو غيرها ليقدم النموذج والقدوة لخلق الحماس لدى الشباب، وكذلك صداقته لمصطفى كامل وعلي أبو الفتوح الذي شارك شوقي في تكوين جمعية التقدم المصري في فرنسا لتكون دعماً وطنياً لمصر في الخارج.
واستشهد الباز بنماذج من شعر شوقي منها:


وبنينا فلم نخل لبانٍ
وعلونا فلم يجاوزنا ينا
وملكنا فالمالكون عبيد
والبرايا يأسرهم برايا

كما قدم نماذج تاريخية كأبو الهول، ونفرتيتي وقصر أنس الوجود وكل ذلك خلق منه شاعر الوطنية وما أجمله حين يقول:


وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني في الخلد نفسي

وقد هدف شوقي من شعره الوطني والتاريخي أن يقدم:
المثال والقدوة، غرس قيم بعينها
استثارة مشاعر العزة والفخر والوطنية.
اعداد الشباب اعداداً وطنياً.
فكان شعره التاريخي من واقع دوره الحضاري كشاعر يعي دور التاريخ في صناعة المستقبل, واختتمت الأمسية بإلقاء عدد كبير من الشعراء قصائد في ذكرى رحيل أمير الشعراء أحمد شوقي.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved