أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 23rd December,2000العدد:10313الطبعةالاولـيالسبت 27 ,رمضان 1421

الثقافية

البكاء,, بين يدي الخنساء!!
شعر:عبدالله بن سالم الحميد
إلى الابنة الغالية: تماضر
تماضر الحبيبة:
عيناكِ شمعتا بُكاء.
وأعينُ الذين غادروا وحبُّهم مستوطنٌ
في هاجسي أضواء.
وأنتِ يا حبيبة العمر الجميل
باقةٌ مشرقةٌ,, ورقاء،
ونسمةٌ بريئة,.
تمرُّ في شمائلي كالماء!
عبيرُها استحياء،
وهمسُها استجلاء،
وصمتُها شلالُ كبرياء!!
وعمقُ نبضِ بوحها استفاضةُ المساء!
حبيبتي:
في هاجسي للحزنِ ألفُ شمعة تُضاء
من شهقة الطفولةِ
المنداح ظلها الكئيب,.
لآخر الدّوائر الزّوابعِ الخرساء
بكيتُ حين طيفُكِ الحبيب,.
يكتظ بالنحيب عند باب الرّوضة الجميلة.
حين احتوتني ربكة الروتين
ذرفتُ دمعتين،
رجعتُ خطوتين للوراء،
رفعتُ للسماء هاتف الضراعة,.
دعوتُ للوفاء،
وطفلتي الصغيرة
وكل شتلة,.
تغرسُها جمعية الوفاء
سيدتي الخنساء
ذاكرتي مشحونة بألف ألف غرسة انتماء,.
تمتد بي مساحة الحزن الشفيف،
من مبدإ الطين/ الخريف!
يقتحم الفصول،
ويعبر المجهول،
مستقبلاً ربيعه الوريف,.
لآخر انتفاضة,.
تفتضُّ عن بسمة استشهاد سادة الوفاء!
عنوانُه الفداء
من مقتل الهمام جعفر
وحمزة,.
من سهم أول المجاهدين,.
وحمأة البكاء حين شُجَّ وجهُ سيدي محمد
وعطرت دماؤه الغبراء!
وانتفضت حمية الفادين,.
تفتر عن صوارم السيوف والرماح,.
تفجر الجماجم المفترية,.
وتصرع الطغيان
في صيحة استشهاد
وسيدي يحرض الأبطال للجهاد!
يفديك كلُّ ما مهاجر
ينضم للأنصار،
يفديك كل,.
يا سيد الأبرار!
وافترَّ ثغر سيدي محمد ببسمة مضرجه,.
تفديك نفسي سيد الرواد،
تفديك نفسي قائد الأبطال,.
تفديك كل أنفس الغادين، والآتين
تفديك حتى آخر امتزاج دمعة بدم
نفديك فخراً مزَّق الندم
يا قمة تضاءلت في ضوئها القمم
يفديك كل طفل صارع الأعداء بالحجر,.
يفديك سيد البشر
تفديك طير الأبابيل بيوم مولدك
تفديك كل نسمة,.
تعطرت بمشهدك،
تفديك كل أمتك،
تفديك كل ذكرى،
تفديك كل ذاكره،
تفديك حتى آخر القوافل المغادرة
لساحة الجهاد،
يفديك كل حاضر، وباد،
تفديك كل عين ساهرة
تفديك كل دمعة تفطَّرت من حزنها عليك.
يفديك كل مهتد,.
تفصَّدت أنداؤه لديك,.
تفديك كل حكمة،
ونبضة،
وثورة استشهاد,.
تعلّمت عن عزمك الجهاد,.
تفديك,.
تفديك يا مصطفى العُبَّاد
يا سيدي:
تضاءلت قوافل الأحزان،
عبر الزمان والمكان،
تضاءلت أمام مشهد معبّر
في سيرتك,.
أو موقف في سورتك،
تضاءلت كل المعاني للوفاء والفداء,.
أمام قدس رحلتك.
من لحظة البداية،
وعبر كل غزوة
أو هجرة
أو آية!
قيادةٌ،
وقدوةُ، ومعجزة.
وسيرةٌ مطرَّزة
تاجٌ على رؤسنا,, مضَّمخ بالعز والوفاء,.
والنصر وعد أنجزه.
نبينا محمد:
قيادة، وقدوة، ومعجزة
لآخر النهاية النهاية.
***
سيدتي الخنساء:
بكيتُ إذ بكيتِ صخرةَ الفداء
وعدت بعد أحمد
فرحانةً
تود عين آخر الأبناء
سيدتي الخنساء:
هذي صورة
فياضة لموسم الفداء!!!
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved