| مقـالات
صدر في الفترة الاخيرة نظام الجمعيات العلمية في الجامعات ونص على انه يجوز للجامعات انشاء جمعيات علمية تحت اشرافها المباشر بهدف تنمية الفكر العلمي في مجالاتها وتحقيق التواصل العلمي بين اعضائها وتطوير أدائها المهني وتيسير تبادل الانتاج العلمي والمشورة في تخصصاتها فيما بينها وبين الجهات المعنية في الداخل والخارج وغير ذلك من الاهداف التي تحقق رسالتها، كما نص على عدم تكرار الجمعية ذات التخصص الواحد في جامعات المملكة وكأي نظام جديد ايضا تطبق احكامه على الجمعيات القائمة وتلغى قواعده كل ما يتعارض معها من انظمتها القديمة.
وقد جاء هذا النظام بعد انتظار طويل وينظر له الآن منسوبو الاقسام العلمية ان يرتقي بمفهوم الجمعيات العلمية سواء القائمة او التي سوف تنشأ ويسمو برسالتها ويحقق اهدافها بفاعلية ودافع ملموس وأن يرتقى بأدائها وآلياتها نحو حمل تلك الرسالة تجاه تخصصاتها ومنسوبيها وأن يقفز مستواها وحضورها وتعددها على نحو افضل مما مضى بمراحل بعد ان ظل بعضها يراوح ويعيش وضعا من الركود والاسمية.
وقد أسهم الوضع السابق ولوائحه في ذلك كثيرا حيث تركزت الجمعيات في جامعة أو جامعتين ونحو ذلك وما تنتج عنه من اعباء وجهود كلفت تلك الجامعات الشيء الكثير وضيقت فرص الاسهام والدعم وتحمل اعباء بعض الجمعيات المعنوية والمادية والفنية من قبل جامعات اخرى.
وهو ما يدعو بالضرورة في ضوء النظام الجديد والقفزة المرتقبة للجمعيات العلمية في ضوئه ان يتم تنسيق عاجل بين الجامعات في توزيع الجمعيات بينها وما يتبع ذلك من مظلات كالمقر والدعم المالي لها والآلات والاجهزة وغير ذلك من تبعات وان يعاد توزيع القائم منها او ماسوف ينشأ منها وفق ضوابط ومعايير علمية وفنية تتصل بتخصصات تلك الجامعات والقدرة على تحقيق اكبر قدر من اهدافها وان يراعى في ذلك تميز هذه الجامعة او تلك في هذا التخصص او ذاك ايضا حتى تكون الجمعية العلمية في هذا المجال تابعة لها من عدمه اي ان قوة الجامعة في بعض تخصصاتها هو الذي يحدد الجمعية او الجمعيات التابعة لها.
وألا يتم قبل هذا الاجتماع او التنسيق المأمول بين الجامعات تسابق في انشاء الجمعيات او احتواء للقائم منها بين الجامعات فهو اتجاه بعيد عن المعايير العلمية وتوزع الاعباء والجهود والاسهام في تحقيق اهداف هذه الجمعيات ولاسيما ان اتجاها من هذا النوع يخشى منه ان يعود بها الى معاناتها واوضاعها في المرحلة الماضية.
واخيرا فإنه يحمد لمجلس التعليم العالي في الآونة الاخيرة تقعيده وتحريره لكثير من انظمة ومجالات التعليم العالي ومنها اصداره للقواعد المنظمة للجمعيات العلمية في الجامعات والتي نأمل ان يكون تطبيقها وتنفيذها من قبل الجامعات محققا لتلك القواعد والاهداف المرسومة لها.
ونحسب ان في خطط وجعبة ذلك المجلس الموقر ما يسر فيما يتعلق ببعض مجالات التعليم العالي كدراسة رفع مستواه وحل مشكلة مبانيه وإسكان طلابه ودراسة كادر اعضائه بعد ان غدت دراسة هذه المجالات ضرورة ملحة تلقي بكاهلها واعبائها على الجامعات وتؤثر على ادائها وتحقيق اهدافها,
|
|
|
|
|