| مقـالات
** يتخذ الكاتب تدابير لحفظ كتاباته التي لم يضأ لها الضوء الأخضر لتظهر للنور ويطلع عليها الناس,.
ويعتبر الكاتب الملتزم احترام المرحلة أمراً من أبسط حقوق المجتمع عليه وأجزم لو أن الكُتاب الذين يمرر الرقيب خطه الأحمر على كتاباتهم ويحجبها تماماً,, لو أنهم جمعوا هذه المقالات في ملف خاص كتبوا عليه غير صالح للنشر حالياً وقابل للنشر مستقبلاً لاكتشفوا ان المقالات بعد أقل من شهور ستنشر كلها لأن ما هو في نظر الرقيب حالياً ممنوع يتحول بعد فترة وجيزة إلى موضوع عادي بإمكان الناس الاطلاع عليه والتعامل معه بدون تحسس,.
وقد لا تكون الكتابات دائماً من ذلك النوع الهجومي الحاد على وزارة أو دولة أو غيرها أو حديث عن السياسة أو حتى الاقتصاد بل ربما يمنع الرقيب حيناً كتابة حول مظهرية اجتماعية أو فردية يرى من وجهة نظره أنها غير قابلة للنشر,.
** ولقد جربت كثيراً عدم إجازة ما أكتب وأحترم عادة رأي الرقيب لان هذه مسؤوليته وهي الموكلة إليه وله مساحة من الحرية في أن يجيز أو يرفض مثلما لي ككاتب الحرية في أن أكتب,, وليس من المنطق أن أمارس حريتي على الورق بينما أمنع الآخرين من حرياتهم في منع ما أريد أن أقوله وهم يرون أنه لا يناسب المرحلة,.
** وثمة مطبوعات كثيرة تتخلى عن دور الرقيب تماماً لكنها أيضا تتخلى عن الكاتب بمجرد مساءلة توجه له,, وتوجه له قراراً بالفصل وهي هنا تمارس حرية سلوكية دكتاتورية في نفس الوقت,.
ففي الوقت الذي تسمح للكاتب بنشر ما يراه فهي أيضاً وبعد إثارة غضب ما تواجهه الكتابة من أخطاء تسارع في إنفاذ قرارات مثل الايقاف أو الفصل أو غيرها,.
فأي الصحف أو المطبوعات تمثل الاجواء المثالية للكاتب هل هي تلك التي تمارس مظلة الرقابة عليه قبل أن يكتب أو تلك التي تمارس السلوكية بعد أن يكتب الكاتب ما يريده,.
تلك أسئلة أثق أنها تعن للكتاب الذين يمثلون الهم الاجتماعي والمحلي والصدق فيه والحديث عنه بكل مسؤولية,, أولئك الكتاب الذين يمارسون في كتاباتهم حريقاً مشعلاً للضوء وحارقاً للأطراف التي تستحيل إلى خناجر تطعن في واقعنا وفضائلنا ولحمتنا وأدمغتنا ودوائنا ومأكلنا ومشربنا وملبسنا وتعليم أطفالناً و,,, و,,, فالأخطاء سمة البشر لكن الخطائين يحتاجون لمن يصرخ في وجوههم ليرتدعوا ويعودوا ليكونوا خير التوابين,.
** خاص :
العزيزة نورة السبيعي رماح:
قرأت ما كتبته عن غياب قلمي وإنني إذ أشكر لك كلماتك أود أن أوضح لك وللقراء المتابعين أن غيابي المتقطع في رمضان لم يكن سببه عدم الالتزام الكتابي بل سببه الرقيب الذي لم يجز أربعة مقالات في رمضان فقط وحيث إنني في رمضان لا أملك الوقت لكتابة البديل كما في الأوقات الأخرى فإن الغياب حدث,.
أشكر لك متابعتك وثقي انني أحب أن ألتقي بكم مثلما أنتم تحبون,.
عنوان الكاتبة: 26659 الرياض 11496
|
|
|
|
|