| مقـالات
قال الله تعالى في محكم تنزيله: ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين المعنى المقصود كما قرأت هو أن يأتمر الداعية الناصح بالخير لنفسه ولغيره,, وفي تفسير هذه الآية الكريمة قيل أن المراد بها المؤذنون الصلحاء,, وفي حديث لابن مسعود رضي الله عنه لو كنت مؤذناً ما باليت ألا أحج ولا أعتمر ولا أجاهد ,, والمؤذن له صفات وشروط منها أن يكون ندي الصوت، حريصا على أوقات الصلاة، مخلصاً أمينا في عمله ويحسن الأداء, والحديث يطول في شرح ذلك,, ولقد جئت بهذه المقدمة تمهيداً لموضوع حيوي جال في خاطري وهو عن ظاهرة انتشرت أخيرا تعدت ظروف الحالات النادرة وأصبحت حديث الناس في الأيام الأخيرة وأقصد بها الحرص الشديد من كثير من الإخوة في الدين على الحصول على وظائف الأئمة أو المؤذنين في المساجد ربما مع نية الاحتساب الحصول على المميزات المادية والمعنوية المغرية المترتبة على التزامهم بهذه المسؤوليات الهامة مثل السكن المريح المجاني والراتب الشهري إضافة إلى ما يحصل عليه البعض أو الأكثرية من وظائف ومصالح أخرى كوظائف التدريس أو عضوية هيئات الحسبة أو مؤسسات تجارية وأمثالها,, ولكن ماذا بعد هذا وهو بيت القصيد هل تم الالتزام في أداء الأمانة بهذا الواجب؟ وهل حافظ الإخوة المتلزمون بالأذان والإمامة بهذا الواجب وهذه المهمة الجليلة لقاء الرواتب والسكن وتعهدهم بالحضور والمواظبة في أوقات الصلاة ومواعيدها أذاناً وإقامة وإمامة,, ولكن من الواقع المعاش ومن مشاهد هنا وهناك نرى أن البعض منهم ونقولها بكل صراحة غير ملتزم بل ومفرط أيضاً بدليل إسنادها من قبلهم إلى عمالة أجنبية غير عربية وغير متفرغة ولا تحسن القيام بهذه الوظيفة الحيوية، وقد ضاق المصلون وجيران المساجد ذرعاً بتلك الأصوات التي لاتتقن ولاتحسن أبجديات الأذان والإقامة وأصبحت أصواتهم مع كثافة عدد المكبرات وارتفاع أصواتها وصداها عامل إزعاج وشوشرة على المصلين من حولهم رجالاً ونساء,, ونتساءل هنا لماذا يترك بعض الأئمة والمؤذنين المهام الموكلة إليهم وخاصة في رمضان وهل فاتهم أو غاب عنهم أن من أخذ الأجر حاسبه الله عن العمل في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون,, وهل وصلت إلى أسماعهم الفتاوى الصريحة الواضحة من علمائنا الأجلاء وفي مقدمتهم سماحة الشيخ محمد بن عثيمين وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وغيرهما بأن الإمامة والأذان في المساجد أمانة والتزام وانه لا يجوز ترك المساجد بأعذار مثل العمرة أو الزيارة أو السياحة.
وما دام أنه لا يجوز ترك المساجد أو إسنادها لعمالة غير مؤهلة وان استحقاق الأئمة والمؤذنين المفرطين في التساهل والإهمال من رواتب وسكن مجاني حرام ولا يجوز, فأين المسؤولون عن المتابعة والمراقبة وفي مقدمتهم رواد المساجد والمجاورون لها وأين رجال الحسبة ألم يلفت انتباههم ما يسمعونه من الأذان بأصوات مؤذنين لا يحسنون الأداء؟ وبما أن ترك المساجد من قبل المؤذنين والأئمة الرسميين وغيابهم عنها لغرض العمرة أو البقاء في مكة بين فترة وأخرى أو في رحلات خاصة لا يجوز وأن الراتب في حالة عدم الجواز حرام فلماذا لا يلفتوا نظر المسؤولين المتنفذين عن شؤون المساجد لذلك أولاً بأول,, ومن ثم يجب مساءلة العمالة عن أسباب غياب الإمام أو المؤذن ومن كلفهم بذلك والتحقق من هوية ووظيفة العامل الأجنبي التي قدم من أجلها للبلاد ولماذا لا توكل هذه المهمة في حالة الضرورة وغياب المؤذنين الرسميين بأعذار شرعية ومقبولة إلى مؤذنين معتمدين من الجهات الرسمية وتتوفر فيهم شروط الأذان والكفاءة.
هدانا الله وإياهم إلى طريق الحق وما نريد من حديثنا هذا إلا الخير والصلاح والتعاون على البر والتقوى والذي من ثماره وأولوياته تذكير المسؤولين إلى هذه الأخطاء والمبادرة العاجلة من أجل تقويمها وتصحيحها والذكرى تنفع المؤمنين,.
والله من وراء القصد.
* للتواصل ص,ب:27097الرياض:11417
|
|
|
|
|