| وطني
* الرياض نايف الحسين
يحمل مشروع عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي وطني طموحات كبيرة في إحداث نقلة نوعية في التعليم العام من خلال إدخال الحاسبات الآلية كبيئة تعليمية جديدة وربط بعضها البعض بشبكة معلوماتية مع إدارات التعليم في مختلف مناطق المملكة, ولتسليط الضوء على فوائد المشروع وما ستحققه تلك الشبكة من خدمات التقينا بالدكتور فهد بن عبدالله الحويماني المشرف على وحدة خدمات الانترنت بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والذي تطرقنا معه إلى عدة نقاط هامة في هذا الخصوص.
* من وجهة نظرك الشخصية ماهي الفوائد الاستراتيجية التي ستطرأ على أطراف العملية التعليمية والمجتمع بشكل عام بعد تنفيذ ذلك المشروع؟
بلاشك ان ادخال الحاسبات الآلية للمدارس خطوة بالغة الأهمية وهي الأمر الذي لابد منه لمواكبة العصر وتطوراته، ولعل أبرز الفوائد الاستراتيجية لمشروع عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي (وطني) هو صنع جيل قادر على التعامل مع أدوات العصر الحديثة وملم بكل مايحتاجه لتطوير مستقبله, ذلك أن وجود الحاسبات الآلية يساعد على ان يكون هذا الجيل جيلاً قادراً على التألق والإبداع وتسخير الامكانات والطاقات في استخدام التقنية الحديثة والتكوين المعرفي وبناء الشخصية المتميزة القادرة على النهوض والإبداع والتطور، كما ان من أهداف المشروع توفير المعلومات لاحقا عن طريق الانترنت والاستفادة من المكتبات الضخمة في كل انحاء العالم وتوفير الوقت والمال للطالب والباحث، وأعتقد ان هذا المشروع بما وفرته الدولة له من امكانات سيكون قادراً على تحقيق الآمال والطموحات المرجوة.
* هل تتوقع ان يسهم هذا المشروع الوطني في إكساب النشء ثقافة الكترونية كاملة، بحيث يتمكن كل واحد منهم مستقبلاً من ممارسة أي نشاط علمي أو اجتماعي أو ثقافي أو تجاري من خلال الحاسب الآلي, وكيف يتم ذلك؟
المشروع بحد ذاته ممكن ان يحقق اهدافا كبيرة ومهمة على مستوى النهوض بقدرات الطالب، ولكن يتفاوت الطلاب حسب قدراتهم وامكانياتهم في الاستفادة من هذا المشروع الذي يسعى من خلال برامجه وآلياته لتجاوز التطبيق للحاسب الآلي إلى الاتقان والتفوق في هذا المجال، الأمر الذي يتيح تكوين ثقافة تقنية خاصة وانه يبدأ بالنشء ويتطور مع النمو المعلوماتي للناشئة والممارسة تبدأ للطالب منذ المراحل الأولى من خلال التعرف على الجهاز والتعامل معه، فما بالك بعد تكوين الكم المعلوماتي له في مراحل التعليم المختلفة والتطورات المتواصلة في هذا المجال.
* تُعِد التقنية نفسها في المرحلة القادمة لتكوّن ثقافة الكترونية تكيّف بمعطياتها مسار العقل البشري وطريقة تفكيره، مامدى ضرورة ردم الهوة بين المتخصصين في مجال الحاسب الآلي والمتخصصين في بقية المجالات العلمية؟ وهل سيكون لمشروع وطني دور في ذلك؟
لاشك ان هناك فجوة بين المتخصصين في مجال الحاسب الآلي والمتخصصين في بقية المجالات العلمية من الناحية التقنية، ولكن يجب أن نعلم أن استخدام تقنية المعلومات يختلف بشكل كبير عن العمل في مجال تقنية المعلومات، بمعنى أنه بالامكان الاستفادة التامة من تقنية المعلومات بدون ان يكون الشخص ملماً بعلوم المعلومات وتقنيتها, وبكل تأكيد فإن مشروع (وطني) الذي يساعد في بناء المعلومات التقنية للنشء ويساعد في خلق جيل قادر ومتمكن في مجال الحاسب الآلي سوف يساعد هذا الجيل على أن يكون له دور كبير في الاستفادة من تقنية المعلومات وكذلك في تكوين كوادر بشرية قادرة على الدخول في عالم المعلومات من جميع أبوابه.
* الشبكة التعليمية التي يسعى المشروع جاهداً إلى بنائها على مستوى المدارس في مختلف مناطق المملكة تحكمها أطر ومعايير أخلاقية وتربوية ودينية, ما هي اقتراحاتكم للاستفادة المثلى من هذه الشبكة؟
أعتقد اننا في هذا المجال لانبتكر شيئا جديداً فالانترنت الموجودة في المدارس تحكمها ضوابط معينة حتى في الغرب وتختلف هذه الضوابط من مجتمع لآخر ونحن بحمد الله لدينا من القيم والمعايير الأخلاقية والدينية مايجعلنا بوضع أفضل من غيرنا، إلا ان الاستفادة الحقيقية من هذه الانترنت المصغرة تكمن في كونها لاتختلف عن الانترنت الحقيقية، حيث ان طريقة الاستفادة واحدة، والبرامج المستخدمة واحدة، هذا ونعلم ان هذا المشروع في نهاية الأمر سوف يتبنى ادخال الانترنت للمدارس.
* ماهي أبرز العقبات التي من الممكن أن تواجه الطلبة عند تعاملهم مع هذه الشبكة التعليمية؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
لعل مايميز العقبات التي تواجه الطلبة عند تعاملهم مع هذه الشبكة التعليمية هو سهولة التغلب على هذه المعوقات، كونهم في مثل هذه السن متقبلين للتوجيه الصحيح وخاصة عند توفر الموجه المتمكن الذي يساعد الطالب في التعرف على قدراته وفتح المجال أمامه بشكل لايحس معه بأي قيود، وبلاشك سوف يكون هنك بعض المعوقات الفنية عند التعامل مع أجهزة الحاسب الآلي، ولكنها بلاشك لن تكون أصعب مما يواجهه متعلمو الحاسب من كبار السن.
* هل سيكون لمشروع وطني دور في وضع حجر الأساس لمفهوم الحكومة الالكترونية من خلال اتقان الطلبة للحاسب الآلي والتعامل بشكل جيد مع الشبكة التعليمية؟
الحكومة الالكترونية تهتم بشكل رئيس بإنجاز الأعمال الحكومية بطريقة الكترونية، وبالأخص تمكين أفراد المجتمع من إنجاز أعمالهم الحكومية بطريقة آلية، وبلاشك ان تكوين قدرات بشرية قادرة على التعامل مع الحاسب الآلي بيسر وسهولة سوف يسرع بعملية التعامل الكترونياً من قبل الجهات الحكومية، حيث انه بوجود المواطن الواعي والمتمكن من التعامل الكترونياً سوف يشكل حافزاً قوياً للجهات الحكومية بالمسارعة بتبني هذا النوع الجديد من انجاز العمليات الحكومية الكترونياً.
* بعدما تبنت الدولة الخيار التقني في مجال التعليم؛ هل لديكم كلمة توجهونها إلى أطراف العملية التعليمية وجميع المستفيدين من هذا المشروع الحلم؟
في الحقيقة إن تبني الدولة للخيار التقني في مجال التعليم هو دليل إحساس ولاة الأمر بأهمية الاستثمار في جيل الشباب، وذلك عن طريق دعمهم غير المحدود لكي يسيروا أول الركب ويسايروا عصرهم ويواكبوا التطورات التي تجري في العالم وهي فرصة توفرها الدولة للنشء الذي يجب عليه اغتنامها والاستفادة منها لكي يحقق الآمال والطموحات المرجوة منه.
|
|
|
|
|