| تحقيقات
*تحقيق : محمد ابراهيم
بين عشية وضحاها أصبحنا أمام أمر واقع ومشكلة لابد من الوقوف أمامها والاعتراف بخطورتها حتى ولو كان ذلك الاعتراف مزعجاً لنا,إنها مشكلة تدخين الطلبة والطالبات والتي اثبتت الاحصائيات انتشارها بشكل يدعو للقلق والخوف من أبعادها ومخاطرها الصحية والاجتماعية,عن هذه الظاهرة كانت لقاءاتنا بعدد من المختصين والتربويين وكذلك الطلبة والطالبات وأولياء امورهم, فماذا قالوا عن هذه الظاهرة وكيف يرون إمكانية علاجها وتقليل مخاطرها
فعلى الرغم من معرفة الناس بأضرار التدخين وانه مسبب للكثير من الأمراض إلا انه يلحظ انتشاره في المجتمع والمؤسف أن هذه العادة دخلت إلى المدارس وقد تشابكت المسببات لهذه الظاهرة التي يحددها الدكتور عبدالله الحميد إمام وخطيب جامع الملك فهد في أبها بقوله ان افتقاد الطالب والطالبة للقدوة الحسنة التي يقلدها وازدياد عدد المدخنين بين الناس وخصوصا الآباء والأبناء من كبار السن في المنزل من الأسباب الداعية لمثل هذه الأمور وبعد الأبناء عن أداء الصلاة في المساجد وضعف الوازع الديني لديهم جعلهم اكثر عرضة للانحراف وكذلك عدم الخوف من عواقبه الدنيوية والأخروية وللأسف أن كثيرا من الطلاب يرى في التدخين هروبا من الضغوط النفسية والاجتماعية وهذا خطأ كبير أو يرى فيه اكتمال مرحلة البلوغ لدية وذكر الحميد أن من أهم أسباب علاجه القدوة الحسنة عند الأبناء وحث الخطباء في المساجد على أهمية القرب من الله وتبيان عواقب هذه العادة في الدارين وكذلك ربط المدرسة بالمنزل وتعاونهما في تحذير الطلاب من ممارسة هذه العادة.
عادة دخيلة
ويقول الدكتور يحيى الحفظي الأستاذ في قسم التربية بجامعة الملك خالد ان هذه المشكلة تعد دخيلة علينا واستغرب كيف يقوم شخص بإحراق نفسه بيده وللأسف إنها انتشرت بكثرة بين الطلاب والطالبات واصبح الاعتراف بها أمرا ضروريا وتكثيف الجهود في علاجها ومن خلال طرحي لهذا الموضوع أرى أن اقدم نصيحتين في البداية الأولى لكل أب وأخ اكبر ومعلم وأقول له عليك أن تعلم أن مراحل النمو التي يمر بها الإنسان تتطلب متابعة ومعالجة خاصة ومن اخطر هذه المراحل مرحلة المراهقة التي يرى الابن أو الطالب انه اصبح خلالها بالغا يعتمد عليه ولا يجب أن يقال له ماذا يفعل وكيف ويكون من الصعوبة معالجة الأخطاء في هذه المرحلة والتي قد تعود عليها المراهق أو المراهقة في مراحلها الأولى وهو يبحث في هذه المرحلة عن شخص يقلده فيتأثر به ويؤثر عليه فكن أيها الأب ذلك الشخص الذي يشتكي إليه همومه ويشاركه انتشار الظاهرة والنصيحة الأخرى لكل من ابتلي بهذه العادة أقول له اتق الله في نفسك اما عن طرق عالجها فأرى أن زيادة بث الوعي بين الطلاب والطالبات في المدارس وبيان أضرارها الصحية والدينية خصوصا في المراحل الأولى من المدرسة وكذلك تأصيل التعاون بين البيت والمدرسة واهم خطوة لابد من قيام وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات بالبحث وتحديد المسببات وعلاجها.
خطرة على مستقبلهم
أما الأستاذ فيصل حبتر المشرف الاجتماعي في ثانوية الفهد بأبها فيقول ان انتشار هذه الظاهرة في مدارسنا بصفة عامة غير صحية وهي مخالفة للواقع الذي نعيشه وخطورتها كبيرة على مستقبل الطلاب والطالبات في مدارسنا خصوصا إذا لمسنا سرعة انتشارها وبما تعود به من أضرار نفسية وصحية عليهم ولا اعفي المجتمع من المساهمة في انتشار هذه العادة في مدارسنا وذلك بالسماح ببيعه لصغار السن وخصوصا في المحلات القريبة من المدارس وأيضاً الأسرة لها دور كبير حيث ان بعض الآباء يعطي ابنه أو ابنته مصروفا يزيد عن حاجته ثم لا يسأله عن كيف صرف هذا المبلغ ولا ماذا عمل به وكذلك بُعد الآباء عن متابعة أولادهم في المدرسة وعدم المساعدة مع المدرسة عند البلاغ عن مثل هذه التصرفات واعتقد أن هناك عدة جهات تشترك في العلاج ولابد من تضافر الجهود بين المنزل والمدرسة من خلال زيارات أولياء الأمور وكذلك بقيام المدرسة بتكثيف التوعية بأضرار التدخين وما يسببه للطالب من مشكلات مدرسية وصحية وكذلك منع بيعه لصغار السن وقرب المدارس
المدرسة تتحمل ذلك
وكان لأولياء الأمور رأي في ذلك فيقول سعد محمد الاحمري ان المدرسة لها بعض الدور في ذلك كون بعض المدرسين يدخنون أمام الطلاب خصوصا أن المدرس يكون معروفا لدى الطلاب من خلال الجيرة أو القرابة وكذلك سهولة الحصول عليه ولابد أن يرفع سعره حتى لا يستطيع أي شخص شراءه وان يكون المدرس قدوة لطلابه ويضيف عبدالله العلكمي ان الطالب في هذه المرحلة لديه استعداد قوي للتقليد ونلاحظ أن انتشار الدش في منازل كثير منا له دور كبير في انتشار هذه العادة وخصوصا لدى الطالبات من خلال رؤيتها للممثلات والمذيعات المدخنات فتستحسن هذه العادة وكذلك ما يتفنن فيه المعلنون عن السجاير وما يوضع من جوائز وهذا له جانب سلبي على مجتمعنا وكذلك بعض الأسر لا تحاسب أبناءها عند التأخر في العودة من المدرسة وعدم مساعدتهم في اختيار أصحابهم.
وسائل الكذب
أما الأستاذة نجلاء العسيري الأخصائية النفسية بمدارس البر النموذجية في أبها فقالت ان ما يشاع عن فوائد التدخين ماهو إلا من وسائل الكذب الرخيص الذي يستخدمه ضعاف النفوس وهو من الأمراض الاجتماعية التي غزت مجتمعنا الإسلامي ويعد انتشاره بين فئة قليلة من الطلاب والطالبات في مدارسنا بصفة عامة ماهو إلا محاولة منهم لاثبات ذواتهم بصورة تجعلهم يتخيلون مدى قدرتهم على تحمل مسؤولية قراراتهم وأيضا بعد الآباء عن أبنائهم وللأسف نجد أن التقارير أثبتت أن هناك 3 ملايين طفل معرضون للاصابة بمواد سامة نتيجة تدخين أمهاتهم فهل تعي السيدة المدخنة ذلك وخصوصا الطالبة وترى الأستاذة نجلاء أن أهم طرق العلاج لهذه الظاهرة يتم بتعاون الأسرة مع المدرسة وذلك بتكثيف الحملات الإعلامية التي تبين خطورته وعدم مجاهرة المشاهير بالتدخين خصوصا أمام المراهقين من الجنسين.
سرقتها من أبي
وللطلاب من خلال هذه الجولة على إحدى المدارس رأي فقد لفت نظري تجمع لبعض الطلاب بعد الخروج من المدرسة وتوجهت إليهم وسألت أحدهم لماذا تدخن وأنت في هذه السن, فقال وما دخلك هل أنت والدي وقام من معه بالضحك وعند تكرار السؤال قال لي خمس سنوات أدخن ووالدي يعرف ذلك ولا يقول لي شيء لأنه يدخن وعندما قلت له من أين لك علبة السجائر قال سرقتها من أبي.
اما حسن, م فقد ذكر انه لا يوجد في أسرته من يدخن ولا يعلمون عنه وليس له مدة طويلة وقد تعلم التدخين من زملائه في المدرسة وعند سؤاله لماذا لا تترك التدخين وأنت في بداية الطريق قال ان التدخين عادة جميلة تجعلني رجلا أما الطالب خالد حسن فقال اعرف أن التدخين مضر ولكن كل أصدقائي يدخنون وكذلك إخواني ونحن ندخن معا.
وجدتها سهلة
وذكرت الطالبة حنان , س أنها عرفت التدخين في أحد قصور الأفراح فقد رأت أول مرة في حياتها فتاة تدخن فحاولت تقليدها واستسهلت هذه العادة في البداية ولكن مع الوقت لم تستطع التخلص منها وعند سؤالها من أين تحضر السجائر وكيف تدخن قالت من علبة أخي الأكبر فأنا أراقبه فإذا رأيته يدخن وخرج أقوم بالتدخين في نفس الغرفة حتى يضمن من دخل أن رائحة التدخين منه ولا يشكون في .
أما الطالبة ت , ص وهي طالبة جامعية فتقول للأسف اننا نرى هذه العادة عند بعض الطالبات وهن يقلدن الممثلات والمذيعات من خلال القنوات الفضائية وهذا للاسف يعود لغياب الأم عن المنزل ولغياب القدوة عند الطالبة.
|
|
|
|
|