| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
نعم إنهم يستحقون من يكتب عنهم ويثني عليهم ويدعو لهم كيف لا وقد سخروا أوقاتهم وربما أموالهم وضحوا وآثروا بمناسباتهم وواجبات بيوتهم، أتدري عزيزي القارئ من هم: إنهم القائمون على تفطير الصائمين في هذا الشهر الكريم نعم في كل مكان تجدهم في المسجد في المستشفى عند الإشارات المرورية ولا أخفيك أخي القارئ أن الكتابة عن هؤلاء فكرة تراودني كادت تفتر في خاطري ولكني كلما رأيت موقفاً من مواقفهم زادت عزيمتي على الكتابة عنهم، رأيت طلابا صغار السن عند الإشارات المرورية تركوا أهليهم ولذة الفطور معهم وآثروا إطعام الصائمين الذين يدركهم أذان المغرب وهم خارج المنزل, قال صلى الله عليه وسلم :من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء رواه الترمذي وغيره وقال حديث حسن صحيح,بل ولا ننسى ما يقوم به أئمة المساجد والقائمون عليها من إطعام الطعام لبعض جماعة المسجد الذين لا يجدون من يطعمهم ولا يجهز لهم الإفطار من العمالة الوافدة أو عابري السبيل ولا شك أن جهود هؤلاء عظيمة جداً حيث يقدر متوسط من يفطر في جوامع الرياض فقط حوالي مائتي صائم في كل جامع, ولا يخفى على الكثير أجر إطعام الطعام خاصة إذا قرن بالصيام، قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: (ألا أدلك على ابواب الخير : الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل), رواه أحمد والترمذي وابن ماجة.
وكان السلف الصالح من هذه الأمة يحرصون على إطعام الطعام وتفطير الصائمين ويقدمون ذلك على كثير من العبادات سواء كان بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح, قال بعض أهل العلم ومنهم الشيخ عبدالله الفوزان في كتابه (أحاديث الصيام) وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم منهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وأحمد بن حنبل وداود والطائي ومالك بن دينار, وكان بعض السلف يطعم إخوانه وهو صائم أو يجلس يخدمهم ويروح عنهم، منهم الحسن البصري وعبدالله بن المبارك رحمهما الله ولقد حظي مجتمعنا ولله الحمد بمثل هذه الأعمال الصالحة من الرجال المحتسبين كما لا ننسى ان نعرج على دور الجمعيات الخيرية الداخلية منها والخارجية التي لم تأل جهداً في تقديم أعمال البر والخير في شهر الخير وفي غيره، منها جهود جبارة في ذلك حيث تقوم هذه الجميعات والمؤسسات الخيرية بتقديم الإفطار مع التوجيه والتوعية للجاليات كما تقوم جميعات البر الخيرية التي تجد كل الدعم من حكومة هذه البلاد وفقها الله، تقوم هي الأخرى بتفقد المحتاجين من الأسر وتقديم الإفطار للصائمين في الأماكن العامة للعمالة والجالية المسلمة كما تقوم بمثل هذا الدور مكاتب توعية الجاليات التي لها جهود ملموسة في هذه البلاد, بارك الله في الجميع ونسال الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وأن لا يحرمنا الأجر والثواب,وقبل أن أختم هذه الكلمات لدي بعض التنبيهات لمن يقوم على خدمة الصائمين عندالإفطار:
1 ينبغي البعد عن الإسراف والتبذير والحرص على الأهم فالأهم والتخطيط لميزانية المسجد المستقبلية.
2 الاهتمام بالجانب الدعوي.
3 الحرص على منع الكفار من العمالة إذا كان الإفطار داخل مسجد مراعاة لحرمة المسجد، ولكونه ربما يكون على جنابة، وأما إن كان خارج المسجد فلعله من تأليف قلوبهم أن يسمح لهم بالطعام معهم.
4 الحرص على خيمة الإفطار إذا كانت خارج المسجد من مسببات الحرائق لا قدر الله ومن تجمعات أهل الفساد فيها.
5 إقامة بعض البرامج الثقافية مثل المسابقات بأنواعها وإقامة عمرة مجانية للفائزين.
6 تناوب بعض جماعة المسجد للإفطار مع هؤلاء العمالة لكسب قلوبهم وإشاعة الحب والتآلف والتواضع معهم.
7 ينبغي على من قدم له طعام إفطار عند الإشارات أن يأخذه خاصة إذا كان لا يملك ما يفطر عليه وأذان المغرب قد حان لاستحباب تعجيل الإفطار ولتشجيع القائمين على هذه المشاريع, ولا يظن أخي القارئ أن موضوع تفطير الصائمين أمر سهل وهين بل له أثر فاعل في نفوس هؤلاء الصائمين.
يقول أحد العمالة مما يميز الصوم في هذه البلاد موائد تفطير الصائمين في المساجد والمنتديات.
وأخيراً لا يسعنا إلى أن نكرر الشكر مقروناً بالدعاء لكل القائمين على هذه المشاريع ومن يساهم معهم ويدعمهم معنوياً ومادياً, والله من وراء القصد, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
متعب محمد الرشود الرياض
|
|
|
|
|