| عزيزتـي الجزيرة
أقر مجلس الوزراء الموقر برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظهم الله يوم الاثنين ليلة الثلاثاء الموافق 22 23/9/1421ه الميزانية العامة للدولة للعام 1421ه 1422ه وذلك في قصر الصفا بجوار بيت الله الحرام وقد جاءت تحمل في طياتها كل الخير لأبناء مملكتنا الحبيبة على اختلاف مستوياتهم وتنوع تخصصاتهم ودرجاتهم الأمر الذي معه تتحرك مشاعر كل فرد من أفراد وطننا وتدفعنا إلى التأمل في مواطن قوتها، ومصادر عزتها وذلك من خلال النقاط التالية:
الأولى: ان ميزانيتنا الحقيقية نحن أبناء هذه الأمة السعودية هم ولاة أمرنا، الذين صنعوا وبتوفيق من الله مجدنا، ورعوا حضارتنا وتاريخنا وسطروا أروع الأمثلة في ذلك، فإنهم ومنذ توحيدها على يد المؤسس لهذا الكيان العظيم الذي لم يعرف له التاريخ الحديث نظيرا الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله حتى عهد قائد المسيرة، وباني النهضة خادم الحرمين الشريفين وساعده الأيمن سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وفقهم الله قد حملوا على عاتقهم خدمة هذه البلاد وبذل الغالي والنفيس، وتسخير كل الامكانيات من أجل تقدمها وتطورها ورفاهية شعبها، وتسهيل جميع الوسائل والأساليب المحققة لراحتهم، ومسايرتها للعالم الحديث، لتقف شامخة كالطود في مصاف الدول التي تحسب لها الحسابات، وينظر إليها نظرة اعتزاز وافتخار، وذلك وفق خطى ثابتة، وسياسة حكيمة، ونظرات صائبة، وآراء ناضجة، وعمل دؤوب، وجهود مستمرة لا تمل ولاتكل، غير مغفلة الثوابت والأصول والقواعد التي أسست عليها، والمنطلقة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وماكان عليه سلف هذه الأمة، والتي هي الحصن الحصين، والركن الركين، والسياج الحامي، والدرع الواقي للمملكة قيادة وشعباً فمنها عزتهم وتمكينهم، وإليها يعود نصرهم واستمرارهم وثباتهم.
الثانية: ثبات الاقتصاد السعودي، وقدرته وبكل اقتدار وكفاءة على مجاراة أقوى الأنظمة الاقتصادية، ووفاؤه بمتطلبات الوطن والمواطن في جميع المجالات التعليمية والصحية، والخدماتية والاجتماعية، واستمراره في دعم المشاريع التنموية القائمة والجديدة، وهذا يحدث ويوجد بتوفيق من الله ثم بجهود ولاة الأمر، رغم ماتمر به الاقتصاديات في العالم من تضخم، وتدهور، وعجز وضعف، ليكون ذلك حججاً دامغة وبراهين ساطعة في وجوه الحاسدين والحاقدين، الذين لايفترون عن التشكيك والتشويه في كل ما يتعلق ببلدنا ولذلك نقول: إن الأمر ماترون وتسمعون فموتوا بغيظكم.
الثالثة: التوازن بين الواردات والمصروفات في ميزانية هذا العام (ميزانية الخير والعطاء والثبات والنماء والطموحات) مما يدل على أن القواعد والرواسخ التي ينطلق منها اقتصادنا قوية ومتينة وثابتة لاتؤثر عليها المؤثرات ولاتهتز ولو مع قوة الحوادث والصوارف، وستزداد ان شاء الله نماء وقوة في كل يوم يمر علينا.
الرابعة: ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من حث لجميع المسؤولين على متابعة المسيرة وذلك فيما يتعلق بتحقيق أرقى وأعلى المستويات في الخدمات المقدمة للمواطنين التي من خلالها ينعمون بكل رفاهية وراحة، ولذلك نجد أن البنود المخصصة في الميزانية لهذا الأمر قد زادت واستمرت بنسبة ظاهرة تبشر بالخير، وهذا دليل قاطع على مايكنه قادة هذه البلاد لأبناء بلادهم من محبة وتقدير، ومايهيئونه لهم من الوسائل والأساليب ولو كان على حساب أشياء كثيرة من أجل سعادتهم وطمأنينتهم واستقرارهم، ورغد عيشهم، وليستمروا في العطاء، ويكونوا لبنات صالحة في هذا الوطن الغالي، فهنيئاً لنا بهؤلاء الرجال الأفذاذ الأمجاد الذين قدموا راحة شعبهم على راحتهم، وسهروا من أجل أن يرقدوا، وتعبوا حتى يهنأوا.
وهذا لايحتاج إلى ثوابت أو بيان، فها هو خادم الحرمين الشريفين قد بذل نفسه وجند اخوانه وأعوانه وأولاده وأمواله وسخر كل أوقاته يشاطره في ذلك، سمو ولي عهده الأمين الذي جاب دول العالم طولاً وعرضاً، شمالاً وشرقاً، وغاب عن وطنه شهوراً وبذل كل جهده وفتح أبوابه للصغير والكبير، وعلى نفس الطريق يسير سمو النائب الثاني، فيعمل ويجتهد ويواصل مشوار أخويه ليحققوا هذه الغايات السامية والتي تصب في النهاية في مصلحة الوطن والمواطن.
الخامسة: لاشك أن التعلم والتعليم بما له من أهمية بالغة وأثر وتأثير على مسيرة الأمم وتقدمها وحفاظها على ثوابتها ومكتسباتها هو الهاجس الأول لرائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، ولذلك فإنه يجد كل الدعم والمساندة والمتابعة منهم رعاهم الله، سواء التعليم العام، أو العالي، الأكاديمي أو المهني والفني والتقني للذكور والإناث بل إنه قد لاح في الأفق من خلال الإعلان عن ميزانية العام ما سيجده هذا الجانب الحيوي والمهم من دعم ومؤازرة بالصورة التي تجعله يتمكن من الوفاء بمتطلبات مجتمعنا وتلبية الحاجة الملحة والزيادة المطردة في اعداد الطلاب والطالبات وذلك عن ايجاد فرص التعليم على مختلف أنواعه وتخصصاته إضافة إلى دعمه بالوظائف التعليمية إلى سد الحاجة في ذلك، وبما أني أحد منسوبي التعليم العالي بصفة عامة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بصفة خاصة، أنوه وأشيد بما حظيت به هذه الجامعة العريقة من ميزانية مباركة وبما تلقاه من وقفات قوية ودعم مادي ومعنوي غير محدود من ولاة أمرنا مما لايعد غريباً على أبناء مؤسسها الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن غفر الله له والذي أراد من ورائها حملها للرسالة التي قامت عليها مملكتنا الحبيبة، وخدمتها لها، ولذلك نراها اليوم تحت إدارة معالي مديرها الدكتور محمد بن سعد السالم تضطلع بمهام كبيرة وأعمال جليلة وشريعة مؤصلة وعلمية متنوعة داخل المملكة وخارجها، وهي تعتز بذلك وتؤديه بكل أمانة وإخلاص، وستستمر عليه بدعم وتوجيه من قادتنا أعزهم الله.
نسأل الله العلي القدير ان يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا، وأن يوفق ولاة أمرنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، لكل مايحبه ويرضاه، وأن يرزقنا الإخلاص والاحتساب في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد.
د, سليمان بن عبدالله أبا الخيل وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|