| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السائل هو الذي يعترض الناس ويسألهم مساعدته بشيء من المال وهو الآن يسمى بغير اسمه يسمى بالمتسول وهذه التسمية هو تحسين الشيء وتزيينه وتحبيبه إلى الإنسان ليفعله أو يقوله وفي الذكر الحكيم بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل انتهى.
ويقول تعالى: فسولت له نفسه قتل أخيه فقلته .
ولم يرد في القرآن الكريم ولا في الحديث الشريف ولا أعرف في لغة العرب أن كلمة التسول يراد بها من يسأل الناس لذا أرى أن التعبير الصحيح السائل بدل المتسول ويعبر ب السائلين عن المتسولين ومكافحة المسألة بدلا من مكافحة التسول .
قال تعالى :وأما السائل فلا تنهر وقال تعالى :والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم .
وفي الصحاح سألته سؤلته ومسألته أي قضيت حاجته .
وبعد هذه المقدمة الوجيزة التي ذكرتها لتصحيح ما هو سائد بين الناس انتقل للحديث عن الطرق التي يسلكها السائلون وكثرتهم خاصة في شهر رمضان المبارك فتجدهم في المساجد وفي الأسواق وفي الطرقات رجالا ونساء صغاراً وكباراً ومنهم من يستحق ومنهم بل الكثير لا يستحق ولهم أساليب عجيبة امرأة ترضع أطفالها بجوار باب المسجد ورجل يبدو أنه معاق وأوراق وصكوك وغير ذلك وبعضهم يجاري الخطباء في كلامه وما تدري ما الصحيح وما التمثيل,نسمع قصصاً كثيرة عن بعض السائلين بأنهم اشتروا قصوراً وعندهم سيارات فارهة وهذه القصص وإن لم تكن موثقة فلا يستبعد أن تكون صحيحة, الرجل الذي يهمه جمع المال من أي طريق سواء حلالاً أو حراماً ما الذي يمنعه أن يسلك أيسر الطرق المسألة بل قد يهجر بلده ويذهب إلى بلد آخر لا يعرف فيه ويسأل الناس ويجمع الأموال الطائلة ثم يعود لبلده وبعد:
ألم يحن الوقت بعد لتختفي هذه الظاهرة
*وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لها جهود جبارة في الرعاية الاجتماعية وهي تشرف على الكثير من الجمعيات الخيرية لذا أرى تكوين لجان لمتابعة السائلين بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها ما تسمى بمكاتب مكافحة التوسل والتي ينبغي النظر فيها من حيث التسمية والنشاط.
وتتابع تلك اللجان السائلين وتكون تلك اللجان مسؤولة عنهم ويسأل كل من يمارس المسألة عن جنسه ويتحقق هل هو بحاجة ام لا ويكون له ملف كامل ويتابع متابعة دقيقة ويكون هناك تعاون بين هذه اللجان والجمعيات الخيرية والأغنياء والموسرين في البلد ويكون في كل مدينة لجنة أو أكثر لمتابعة السائلين حتى يعرف من يستحق ومن لا يستحق ولتختفي تلك الظاهرة التي لا تليق ببلد يعيش في رخاء وسعة من الرزق.
إن ظاهرة المسألة بشكلها الحالي غير حضارية البتة ولقد انتشرت انتشار النار في الهشيم نأمل أن تختفي هذه الظاهرة بجهود قادتنا وفقهم الله وبجهود وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وبجهود المواطنين وفق الله الجميع.
سليمان بن إبراهيم الفندي بريدة
|
|
|
|
|