أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 21st December,2000العدد:10311الطبعةالاولـيالخميس 25 ,رمضان 1421

الثقافية

بداية القصة في المملكة
د, سلطان القحطاني
ونشر قصته الجميلة جريمة حماة في المنهل، عدد مايو، 1936م، وأدباء المظهر في عدد يوليو 1939م، وآخر عمل نشره في المنهل، كان في العدد الفضي، 1960م بعنوان الأديب الأخير وكأنه يعني بذلك نفسه، حيث ذهب الى الجزائر في صفوف المقاتلين ضد الفرنسيين، وهناك مات في ظروف غامضة لا أحد يعرف ملابساتها وقد أسس احمد رضا حوحو مدرسة في القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية بفضل ما اتاحه له الاستاذ عبدالقدوس الانصاري من النشر في مجلة المنهل الرائدة في مجال القصة السعودية والعربية وللأسف الشديد ان اعمال هذا العلم لم تجمع الى الآن ولم يطبع له الا روايته غادة أم القرى ولم تعد طبعتها بعد نفادها من المكتبة ودار حوله الجدل، على من يحسب، هل هو محسوب على الأدباء السعوديين، او على الأدباء الجزائريين؟ فأحمد محمد جمال في كتابه ماذا في الحجاز يقول: انه من الأدباء الحجازيين وينسب اليه فضل تأسيس القصة الحجازية وقد أثار هذا الرأي حفيظة الأخوة في الجزائر، فانبرى له الاستاذ عبدالله ركيبي في كتابه نفوس ثائرة ونفى كلامه جملة وتفصيلا والحقيقة ان احمد رضا حوحو، ظل جزائريا حتى وفاته معدوما في تهمة اغتيال مفوض البوليس الفرنسي سان مار شلي في 29/3/1956م وكان قد كتب رسالة الى عبدالقدوس الانصاري قبل مقتله بثلاثة شهور يفيده فيها انه سيعود الى السعودية نهائيا.
2 محمد عالم الأفغاني قدم محمد عالم الى المدينة المنورة للدراسة في مدرسة العلوم الشرعية التي اسسها الشيخ احمد الفيض آبادي، وأتقن العربية، ثم صار يدرس في المدرسة نفسها كتب القصة القصيرة بمقاييس ذلك الزمن وكما اتيحت الفرصة لاحمد رضا حوحو في مجلة المنهل، اتيحت الفرصة للأفغاني ونذكر من القصص التي كتبها:
1 الثأر: نشرها في المنهل في عدد مارس، 1939م، ورأيت ان اعطي هذه القصة مساحة من الحديث، لأنها تعطينا فكرة كاملة عن اتجاه القصة في ذلك الزمن, تدور احداثها حول اسرتين حدث بينهما شجار أفضى الى تبادل القتل، حتى فني رجالها، فهناك امرأة قتل زوجها زميله في الجيش، وحوكم فلم يثبت عليه شيء من ذلك، لكنه خاف على نفسه، فترك الخدمة العسكرية وعاد الى قريته، حيث مزرعته وقصره، لكن اهل المقتول ترصدوا له وجاءوا الى القرية وصوب اثنان منهم النار عليه، فأردوه قتيلا، لكن الحقد ازداد في قلب زوجته، فأوصت ابنها بالالتحاق بالجيش، ليكون قريبا من قاتل ابيه لكن القاتل كان أذكى من ابن المقتول فاستدرجه ودارت بينهما معركة كان مصيرهما الموت معا وجاء ابناء قاتل ابنها وزوجها الى القرية مع افواج الصيادين الى القرى لاصطياد البط، يسألون عن هذه المرأة العجوز لمساعدتها فيستأجرون قصرها دون ان يعرفوها وعندما علمت انهم ابناء قاتل زوجها وابنها اوصدت الابواب عليهم وهم نيام وأشعلت النار في القصر فالتهمتهم وتقف امام الناس لتعلن أنها اخذت بثأرها.
ونجد في هذه القصة، ما يلي:
تشبه أحداث الرواية.
تصوير القصر والمزارع الغناء واصطياد البط، ينافي البيئة التي كتبت فيها القصة، ومنها عبارات القصور والريف الجميل، بما يدل على تأثر الكاتب ببيئته الافغانية.
التأثر بالتاريخ العربي في أيام العرب مثل داحس والغبراء وفناء الرجال في الحروب وهكذا هو الافغاني في كل قصصه التي لم يتوقف عن الكتابة الا عندما اصيب بالمرض النفسي، بعدما انتقل الى وزارة الخارجية واكتأب حتى مات, نذكر منها عودة سعيد، وطائران الى القمر، وصورة من خيال الصيف في المدينة، وكلها منشورة في المنهل ولم تجمع قصصه في كتاب، ومعظمها ضاع مع ما ضاع من قصص غيره، وهناك له الكثير من القصص التي لم ينشرها.
ولم تتوقف القصة القصيرة منذ ذلك الوقت، فقد ارتبط وجودها بوجود الصحافة، لكنها لم تكن تلك القصص التي تعبر عن زمانها فنيا وقد حفز على وجودها ما ظهر من الترجمات في الصحافة السعودية، ومما يدعو للدهشة والاستغراب في بادىء الأمر كثرة المترجمين وظهور اسماء وعناوين للقصص المترجمة معظمها لا يمت بصلة للأصل، لكنها بلا شك اثرت الفن القصصي، ودفعت بالكثير الى ممارسة هذا الفن الذي كان يستحيي من نفسه الى اثبات وجوده في عالم القصة العربية والعالمية ووجدت القصة في أي مكان توجد فيه الصحافة جريدة او مجلة وكان لمجلة قافلة الزيت الدور الذي يجب ان يذكر في نشر القصة والقصة المترجمة وكان لرؤساء تحريرها فضل في ذلك مثل لقمان يونس الذي كتب عددا من القصص في أعدادها واتاح الفرصة لمن اراد ان يكتب القصة فيها، وكذلك رئيس تحريرها الثاني، سيف الدين عاشور، وهو من كتاب الرواية والقصة القصيرة.
كما اهتمت صوت الحجاز بالقصة، ومجلة قريش، ورئيس تحريرها احمد السباعي واخبار الظهران والاشعاع والمدينة، واليمامة,, وغيرها لكنها في مجملها قصص انطباعية تخلو من الفن القصصي، واغلبها تأثر بموقف معين يدل عليه عنوانه قبل قراءته خذ مثالا لأحد الكتاب اسمه علي الزاكي، كتب قصة في مجلة الاشعاع، في عددها التاسع، بعنوان عرس في سيهات وكذلك قصة بعنوان، شمس بلا ضوء، علي بو خمسين في قافلة الزيت، عدد مايو 1960م وحامد ابو عطية سوق الخميس في المنهل عدد مايو 1959م ومن المترجمات كلب مفقود وأريد ان أتزوج امريكية والكثير على هذا المنوال, وهذه القصص تعتبر من المقالات لكن اصحاب المجلات والصحف أرادوا لها ان تكون واستمرت القصة على هذا الحال حتى جاءت قصص ابراهيم الناصر الحميدان وقصص امين سالم رويحي معبرة عن القصة القصيرة بحق فكتب ابراهيم الناصر مجموعته أرض بلا مطر سنة 1960م ثم امهاتنا والنضال وما تلاها من قصصه الاخيرة,وكانت مجموعة امين سالم الحنينة 1959م ومجموعته الاخرى الاذن تعشق .
وقد ظهر بجانب هذه المجموعات مجموعات اخرى في نفس الفترة التي ظهرت فيها لكنها ليست بالمستوى الذي حققته مجموعات الناصر والرويحي فهناك انات الساقية لحسن عبدالله القرشي وعروق وطين لعبدالرحمن الشاعر وحياة جائعة لعبدالله جفري, وغيرها واستمر هؤلاء في الميدان على نفس المنوال الذي بدأوا عليه حتى ان ظهر كتاب مجددون في مرحلة الثمانينات مثل محمد علوان، وحسين علي حسين، والجيل الصاعد من الشباب الذين لا يحتاجون الى تعريف لكن اعمالهم تحتاج الى دراسة جادة متخصصة فلم تظهر دراسة جادة للقصة القصيرة بالرغم من وفرة الانتاج بغض النظر عن الجودة من عدمها وما تعانيه القصة القصيرة اليوم هو ما كانت تعانيه الرواية من اهمال الدارسين لها قبل 1988م فقد كان الكل متخوفاً من دراسة فن جديد ليس له مصادر ولا مراجع على حد تعبير الكثير منهم الا ما ظهر على ايدي بعض الاخوة من الوافدين وهي كتابات لم تشف غليل الباحث الجاد وقد نجد لهؤلاء العذر في بعض الاحيان ونلومهم في احيان اخرى، نعذرهم في ضيق الوقت كما يدعون وعدم توفر المراجع والمصادر وعدم معرفة البيئة معرفة تامة ونلومهم بأن البيئة العربية متشابهة الى حد التطابق وما يختلف يمثل شكلا بسيطا لا يعوق الباحث المتمكن كما ان اعتمادهم على المصادر القديمة في النقد الادبي سبب لهم الكثير من الوقوع في اخطاء سببها النقول المسلم بها من الباحثين القدامى الذين لا يناقشون في نظرهم فجاءت اعمالهم اجتهادات فردية توفق حينا وتخطىء احيانا كثيرة, ولم يظهر الى اليوم دراسة تفي بغرض القصة القصيرة، توثيقا ونقدا الا دراسة اعدها، سحمي ماجد الهاجري لنيل درجة الماجستير من جامعة القاهرة، بعنوان القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية اصدرها النادي الأدبي في الرياض، سنة 1988م وكانت هذه الدراسة مقدمة لدراسة القصة القصيرة، فقد توقفت عند 1384 1964م وهذه مرحلة متقدمة تلتها مراحل تفوقها اهمية، ولكن جهده لا يصادر بالتقادم فقد اسس للدارسين وما عليهم الا اكمال المراحل من بعده وكان الجدير به ان يكمل العمل كم بدأه لكن لعل له عذراً ونحن نلوم، وقد بدأ هذا المجال احد كتاب القصة القصيرة الذين مر ذكرهم محمد أمين يحيى حصل به على درجة الماجستير، من جامعة عين شمس، في القاهرة، سنة 1964م لكن يبدو لي ان هناك مشكلة منعت البحث من الظهور فبقي في نفس الجامعة.
وفي الختام ارجو من الدارسين من طلبة الدراسات العليا في الجامعات السعودية او من السعوديين في الجامعات الاجنبية دراسة القصة القصيرة دراسة اكاديمية جادة لتوثيق هذا الفن قبل ان يصبح ملفات النسيان وهم ابناء جلدته وادرى الناس بظروفه ومشاكله الخاصة والعامة.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved