أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 21st December,2000العدد:10311الطبعةالاولـيالخميس 25 ,رمضان 1421

الثقافية

أسئلة ترويجية لقضايا النخبة الثقافية العربية
محمد العثيم
تدور في الوسط الثقافي عدد من الأسئلة التي هي بصيغها أجوبة تصدم المثقف المتابع بالواقع المعاش او لنقل تنغص صفو الحلم الهادئ لعالم الأحلام يتداولها المثقفون للترويج مع أنها قد لا تنتظر حلولا، والأسئلة تدور في ميدان التلقي والند والضد والمسموح والمغيب والوسط وتشويش الرسائل وتبدو في ظاهرها اسئلة مشروعة إلا ان الذي يخرج عن المشروعية في الكلام المذكور هو وضع ذنب عدم الاهتمام والمتابعة والإعاقة والتغييب على آخر لا يريد ان يوافق أو يقرأ ما يكتب او يهتم بقضايا النخبة الثقافية.
وكنت لسنين طويلة أرى أن الأفضل السؤال هل نكتب نحن المثقفين ما يقرأ ومن هو الذي يغيب أو يحجب ما نقول؟.
والسؤال الأول عن عدم اهتمام الناس أو احتفائهم بما يكتب يلقي بوزر عدم التقدم على اشياء كثيرة منها سرعة العصر وعدم الترويج للمنتج الفكري أو غموضه او بعده عن اهتمامات الناس وقائمة متفاوتة من القبول او الرفض الايديلوجي ثم تعارف الوسط الثقافي على من يقرأ لهم ومن لا يقرأ لهم وليس أقلها ترميز نجوم الجماهير من كتاب النخبة او التسطيح الذين يعمي الاحتفاء بهم ووهجهم عن الكثير من إنجازات الساحة.
وكل ما نقوله حول الإشهار او التجاهل هو ناتج عصري لعالم يتصل ويدير اتصاله اناس يستلهمون السطحي والبسيط وما لا يعبر عن شيء بينما يعيش المثقف المؤثر والقوي في غياهب التجاهل والتغييب.
لعل المخرج من أزمة سؤال التجاهل في حال جودة المنتج لا يمكن اجابتها إلا بالحل الزمني بمعنى ان اسهامات مثقف ما من المثقفين النخبويين المغيبين عن الساحة والإعلام قد تجد من ينبشها ويزيل عنها ترابها ولو بعد حين.
ولكن ماذا يستفيد الذي أضاع العمر في كتابة لا تقرأ وهل ينتظر قدره الزمني بعد أن يغادر الدنيا الفانية,, وهل يصير مثالا للأجيال؟.
لا يبدو أن هناك حلا آخر فالتاريخ الثقافي اعاد اضاءة اسماء كانت منطفية وأطفأ ضوء اسماء بحسب المتغيرات وعوامل البقاء والانتخاب.
وإذا ما تجاهلنا الاسئلة التي تجاب بداهة والأسئلة التي ليس لها اجابة إلا فيها فإن هناك اسئلة ثلاثة لا تذهب للجدل ولا للتفاهة ولا لما يجاب عليه لأنها اسئلة في صميم حركة الصراع الثقافي الحامي الوطيس.
من ذلك اسئلة التغييب والنجومية الذي عرضنا له ولا مناص من مواجهتها كما هي دون مداورة لأن الإعلام المعاصر خلق فهما جديدا للفكر يقاس بالجماهيرية لا الجودة والجماهيرية قد لا تلقي الجودة لكن الفورمات التي تفترض متلقيا من اواسط الناس وتتعامل على هذا الأساس ولذلك فإن كثيراً من المثقفين النجوم يقدمون رسائلهم بضحالة ويتلقاها الناس على أنها الأنموذج لأنهم يريدون التعامل مع فورمة الإعلام.
هذه المشكلة ليست بالجديدة بل ان مادة البث الإعلامي اطرت بما هو أقل من العمل الجيد فعزلت الأدب والسينما الرفيعة المستوى والمسرح والأوبرا وغيرها من الفنون الجميلة إلا في مساحات ضيقة مما ابعدها عن استيعاب الذوق العام.
ومن غير تفاؤل إلا أن الصورة اليوم تتجه للتعادل فبعد ان ظهرت المطبوعات المتخصصة بدأ اتجاه يظهر لتوفير محطات ترضي اهتمام النخب بعد توفر قنوات بث فضائية خارج تحديد وقوانين السلطات المحلية مما اعطاها من جانب المبرر لعذر نفسها عن المقولات التي لا ترضي بعض مفاهيم البلد وأعطاها فرصة لدس افكار استخباراتية من بعيد وإعلان رقابة دينية واجتماعية على ما تحت يدها وترك ما غيره.
وهذا يوصلنا لسؤال الحرية في الكلمة والفعل وهي مسألة ليست جدلية فقط بل انها باب واسع للدخول من باب الحرية لتقييد الحرية.
ثم سؤال خطير حول موقف الحلم النخبوي في الثقافة من المنتفعين البسطاء والحرص على الواقع مع تهميش الحلم لأنه يقلق الراحة العامة.
سؤال سلطة وأحقية النخبة وماهيتها ودورها مع السلطة سلبا او ايجابا وهو سؤال نظري في أساسه يطرح كثيرا في تبادل التهم بين المثقف والسلطة وبين المثقف بصفته سلطة أو غير سلطة.
وعلى افتراض عالم افلاطوني فان الفلاسفة هم السلطة لكن الواقع يفرض ان السلطة غير الفلاسفة ولكن الفلاسفة يؤخذ المتيسر منهم في أمور المشورة,, وهذا يطرح السؤال الأصعب حول أهل الثقة وأهل الخبرة وهو جدل لا ينتهي إلا أن أحد المنظرين كتب مرة أن اولئك الذين في أي سلطة حالما يخلونها يصبحون معارضة تريد الأفضل وكل الذين في المعارضة للسلطات الثقافية وغيرها عندما يصيرون بسلطة يمارسون الدور نفسه الذي حاربوه.
مكيال الثقافة.
في آخر هذا العام بدا أن كثيراً من النشاطات صارت تسابق نفسها قبل انتهاء العام 2000 الذي يجعل من الرياض عاصمة للثقافة لتقديم اي نشاط يدرج في القوائم المرفوعة للمسؤولين لترضي النواحي المالية للمناسبة.
ولهذه المناسبة وغيرها يكلف سعوديون وغير سعوديين يأتون من بلدانهم للمناظرة والمحاضرة واثراء المناسبات الثقافية والمؤسف عند الإدارات الثقافية كلها دون استثناء هو الكيل بمكيالين في المكافآت الثقافية بين من يأتون من الخارج ومن يأتون من الداخل مع أننا في كثير من الأحيان ازاء تساوي في القدر الثقافي لكن إداراتنا الثقافية لا تعبأ بمشاركات ومشاركي الداخل عند توزيع الأوراق وتعتبرهم يمارسون هواية محببة لنفوسهم وعليهم الشكر والعرفان مقابل انهم دعوا وهربوا من أعمالهم ومسؤولياتهم للمناسبات الثقافية.
هنا نهيب بكل الجهات التي تقيم المناسبات الثقافية ان تراعي الحقوق المالية المتساوية للمشاركين وألا تتعاقد مع احد بالدولار وتنسى ان تعطي البعض من المشاركين الهللات لمجرد أنهم مثقفون مواطنون,, وهذا التقليد مع الأسف ابتدعته دوائر ثقافية معروفة في الوسط الثقافي اشتهرت بتشغيل الناس بالمجان مما جعل كثيراً من مثقفينا من الصف الاول يجدون انفسهم في حرج من إجابة دعوات هذه الإدارات التي قد لا يعلم مسؤولوها الكبار عن تصرفاتها المالية المؤسفة من جانب النوعية في المجال الأدبي.
Othaimm@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved