أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 21st December,2000العدد:10311الطبعةالاولـيالخميس 25 ,رمضان 1421

الثقافية

علامة
تعليم,, ومعارف,, والمنهج المعاق,,؟!
نورة الغامدي
لو تتبعنا مناهجنا في التعليم العام لوجدنا أن هناك ثلاثة مناهج معاقة اعاقة كاملة وتحتاج إلى تأهيل مكثف وعلاج طويل الأمد,, المكتبة الوطنية السلوك,, فمنهج المكتبة,, منهج أبكم ومقعد,,
ومنهج الوطنية,, منهج أعرج وضعيف الذاكرة,
ومنهج السلوك,, أعمى,, ويعاني من ضعف اتزان واضح,, ثلاثة مناهج وضعت عشواء ولن أناقش في المنهجين الأول والثاني لأن كثيرين قد بحت أصواتهم,, ولم تفلح,, ولكن لو تتبعنا اثر السلوك الحسن حتى في التعامل مع مناهجنا وكيفية احترامها بما تتركه من أثر فعلي سليم علينا وعلى أبنائنا لوجدنا افتقارا واضحا إلى ذلك المنهج الذي يختص بتعليم أبسط السلوكيات البشرية من منظورين ديني واجتماعي,,حسب ما تقتضيه الحاجة والسن,,! علماً بأن منهج السلوك الذي اعتمدته وزارة المعارف للصفوف الدنيا لن يفرز نتائج ايجابية كما هو متوقع ممن أعدوه أو اعتمدوه,, كمنهج يدرس لأنه مجرد كلام نظري,, وبتعبير أدق منهج فاشل! ولن ينتج ما يحقق الغاية لأنه يفتقر إلى الناحية العملية التطبيقية ومنفصل تماما عن الرعاية الاجتماعية التي تتطلب وجود ثلاث حواشي )انظر واسمع وتحدث( وأهم من ذلك فكّر ! اضافة إلى اهمية وجود القدوة التي لا بد ان تكون جامعة بين الاعتقاد السليم في اهمية السلوك، والرغبة الأكيدة في تعميق السلوك المكتسب,
** فالمنهج اعتمد على خطة دراسية وعلى المعلم إتمامه في وقت محدد,, فيلقن التلميذ المعلومة ويخرج بعد نهاية الدوام ليقذف العربات بالحجارة!! أو يضرب رفيقه عند بوابة المدرسة!! وحين يأكل يأكل واقفاً ويرمي بفضلات الأكل تحت قدميه!!؟ فأين أثر المنهج؟! لا يوجد! لأن هناك فصلاً تاماً ما بين المدرسة والمنزل وأهم من ذلك عدم ثبات القدوة,, لأن معلم المدرسة يرى ان البيت مسؤول وهو المؤسس الحقيقي لعقلية الطفل وسلوكياته، والمنزل,, يرمي بمهمة التربية والتعليم على المدرسة التي تسير على نمطية التلقين وأسلوب إنقاذ النفس من مساءلة أعلى,, فيلجأ المعلم الى تطبيق المنهج على اساس نظري,, ولهذا لن يفلح المنهج طالما أنه لم يطبق عمليا على جميع المراحل وبأداء متخصصين واخصائيين في التربية الاجتماعية مهمتهم الأولى في المدارس تعميق السلوكيات الحسنة فعليا,
** والمنهج المطلوب,, لا بد ان يتضمن أحدث وأقدم أساليب التربية ولا بد أيضا ان يتناول التعريف بأطر بين والمجتهدين في علم السلوك البشري توثيقا وتحقيقا,, إضافة إلى تعميق أثر الآيات والأحاديث في طبائع البشر وسلوكياتهم,, وكمثال حي,, يكون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لابن أم سلمة: يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك منهج أولي لتعليم سلوكيات الجلوس والأكل,متناولين دروسا من حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته,, وعرض السلوكيات الحديثة في كيفية الأكل والجلوس في حلة مميزة من اختصاصيين يمارسون العمل عمليا امام الطلبة والطالبات من خلال وجبات تقدمها المدارس والمعاهد والجامعات، ومن اولويات المنهج,, هو أن يعرف احدنا ما السلوك نفسه,, وما الحياة وماذا تريد منا وماذا نطلب منها,, لنكون على النسق السوي,, اثناء الكلام,, واثناء الحديث الخاص أو العابر! وخلال تلقي الدرس,, وعند النوم والصحو وحتى في مراسم الحزن والفرح,
** ولعلي قد لمست رغبة عند الكثير من الامهات تعليم بناتهن اللاتي في سن الزواج في مدارس معينة )برتكول( الحياة المستقبلية وكل ما يهم المرأة ويجعلها تحس بالثقة في نفسها بدءا من اللفتة والمشية وانتهاء بطريقة كيفية التحدث واختيار نوعية الحديث, ولعل الأهم من ذلك كله هو الا يقتصر المنهج على حشو الكثير من المثل والتعاليم والتعليمات,, ثم وضع اختبار في النهاية بأجوبة نموذجية,, لأن اثره سينعكس سلباً وسيصبح مجرد منهج معاق!! ,, مثيرا للتذمر ومادة رسوب مثل اخويه منهج )المكتبة( و )الوطنية( لان منهج تعليم السلوك المثالي لا بد ان يكون مادة عملية يقوم بها متخصصون قوام اختيارهم جمعهم ما بين مرجعية الدين القويم والتراث وأحدث الأساليب العصرية في التعامل وأهمها فن المناقشة وإدارة الحوار مع الطلبة والمستمعين,
** وأساسيات المنهج تعتمد,, على تحليل السلوكيات الخاطئة عن طريق محاضرات مفتوحة بحيث يقوم المحاضر بشرح السلوكيات المرفوضة وعلى ضوئها يعرض نظرة الاسلام اتجاهه والطريقة القويمة المضادة للفعل وتعزيز ذلك بالآراء والأساليب الحديثة وعلى المحاضر او الاستاذ ان يبتعد عن صفة الموصي او الناصح,, بل لا بد ان يكون ذلك المحلل الذي يثق في فهم ووعي سامعيه,, حتى ولو كانوا أطفالا!!,,
** وبالتالي تكون حصيلة او خلاصة المنهج )الوعي( الكامل للفرد بكل نواحي الحياة وبالأشياء المرغوبة لكلا الجنسين,

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved