كلُّنا أبدَى لهُ شَجَبَه
لم نُمَتِّعهُ بما سَلَبَةَ
الشعاراتُ ارتَمت حُمَماً
والقوافي فيهِ مُلتهِبَة
ما تركنا حرفَنا أبداً
مُذ تركنا القدس مُغتصَبة
كلُّ ثرثارٍ نضا فمَهُ
شاهراً في جميعهم خُطَبَة
شعبُنا ما كفَّ عن لغةٍ
لم يُطرِّز وشيُها أدبَه
هَبَّ يستبقي كرامتَهُ
فانبرى باللوحِ والقَصَبة
هل حَجبنا الضيمَ عن شَرفٍ
والسيوفُ الحُمرُ مُحتجِبة؟
يا بني صهيونَ معذرةً
قومُنا يومَ الوَغَى كَتَبة
ألفُ مليون ولا أحدٌ
سَلَّ في ميدانِكُم خَشَبة
ما أمنتُم غيرَ حاضرِنا
واسألوا التاريخَ والحَسَبة
حاضرٌ يبكي على زَمَنٍ
أيُّ خَطبٍ يا تُرى نَكَبة؟
رُبَّ وا مُستَسلِماهُ عَلَت
تَندُبُ الماضي ومَن نَدَبه
ضاعتِ الآمالُ,, واعَجباً
للذي يُبدي لنا عَجَبَه
اجتماعاتٌ ولا أثَرٌ
واتِّفاقاتٌ ولا غَلَبَةَ
ذاكَ يُلقي الشَّجبَ مُنتقِداً
صولةَ الباغي وما ارتَكَبَه
وابنُ مَعدٍ في ضلالتِهِ
يلعنُ الأوغادَ والكَذَبَة
وابنُ عمروٍ خلفَ غايتِنا
يَجتني من عارِها ذَهَبَه
وابنُ شدَّادٍ إذا رَفعوا
رايةً ولا هُمُ عَقِبَه
والفتى الطائيُّ مات بَرِحَت
كفُّه تزهو بما وَهَبَه
بينَما صهيونٌ ماضيةٌ
لا تَرَى في دربِها عَقَبَه
يا بني الإسلامِ ويحَكُمُ
ضعفُكُم لم أكتشِف سَبَبَه
لو أرقنا دمعَ خيبتِنا
فوقَهُم ما جاوزوا لَجَبَه
لو نفخنا في جموعِهِمُ
مُعلِناً إعصارُنا غَضَبَه
ما رأينا فيهمُ ضَبُعاً
رافعاً مِن بعدِها ذَنَبَه
ما عزائي يا بني أملي
غيرَ أن الحالَ مُنقلِبَه
في الغَدِ الآتي سيَحصدُهُم
مِن بَنِينا معشرٌ وُثَبَة
دورةُ الأيامِ ما اكتمَلَت
والأماني بَعدُ مُرتقَبَة