| الفنيــة
* القاهرة مكتب الجزيرة إنصاف زكي
جاءت الرياح بمالا تشتهي دراما الشاشة المصرية في رمضان، فبعد الصراع والجهود الكبيرة التي بذلها أصحاب هذه المسلسلات من أجل عرضها في شهر رمضان حيث نسبة المشاهدة الكبيرة والمنافسة القوية، جاءت حصيلة أعمالهم مخيبة للتوقعات والآمال وأحدثت حالة من الاستياء والغضب والجدل السلبي فيما تقدمه من أفكار وأحداث وأجمع المراقبون على سطحية معظم الأعمال الفنية المقدمة وبنيتها الدرامية الضعيفة، وأن النيات الحسنة لأصحاب هذه الأعمال لا تبني قصورا أو أعمالا جيدة.
ألوان القمر
أولى هذه المسلسلات التي أحدثت جدلا كبيرا ونالت انتقادات واسعة مسلسل وجه القمر بطولة فاتن حمامة واحمد رمزي وجميل راتب وغادة عادل ووائل نور ومن تأليف ماجدة خير الله واخراج عادل الأعصر, فبعد طول انتظار للمسلسل تعود فاتن حمامة الى الشاشة بعد غياب أكثر من 5 سنوات وفوجىء المشاهدون والنقاد بأداء ضعيف وباهت لسيدة الشاشة العربية وفي دور هامشي ليس محركا للاحداث وان نجومية فاتن حمامة القديمة فقط هي التي جمعت حولها المشاهدين دون أن تقدم لهم وجبة دسمة كما قدمت لهم منذ أكثر من خمس سنوات في مسلسل ضمير أبله حكمت وعاب بعض النقاد على وجه القمر انه مسلسل تعليمي لا يخرج عن الأعمال التي تقدم الوعظ والارشاد دون انفعال بالاحداث التي جاءت هي الأخرى مكررة ومملة وسبق تقديمها في العديد من الأعمال السابقة، ووسط هذه الانتقادات حاولت المؤلفة التنصل من السيناريو بشن هجوم على فاتن حمامة تتهمها بالتدخل في تفاصيل العمل والتغييرات التي طلبتها في السناريو قبل بدء التصوير,, ومن جانبه دافع مخرج العمل عن المسلسل وعن فاتن حمامة بوصفها فنانة كبيرة لا تستحق كل هذه الانتقادات,,ونتيجة لهذه الانتقادات والخلافات جاءت حصيلة المسلسل لتنال من نجومية فاتن حمامة ومكانتها ويصبح المسلسل من أضعف الأعمال التي قدمت على شاشة رمضان.
أشواك وورود
أما مسلسل أوان الورد بطولة الفنانة يسرا وهشام عبدالحميد وايناس مكي وعبدالرحمن أبوزهرة وسميحة أيوب ومن تأليف وحيد حامد واخراج سمير سيف، فقد أحدث حالة واسعة من الاستياء والغضب وجدلا سلبيا حول معنى الوحدة الوطنية.
فقد أراد المؤلف وحيد حامد اظهار الوحدة الوطنية ومدى تآلف المصريين مسلمين وأقباطا غير ان الرياح أتت بما لا تشتهي السفن فوقع المسلسل في مبالغات شديدة عمقت الخلاف وأظهرت الاختلافات بين عنصري الأمة نتيجة اللعب على وتر زواج المسلم من مسيحية واظهار التطرف من كلا الجانبين عبر شخصيات غير مدروسة وغير متعمقة دراميا والمبالغة في تصويرها,,كما تضمن المسلسل العديد من المشاهد الجريئة والفاضحة وكأن المسلسل يدعو لهذه المشاهد في الواقع, كما جاءت المبالغة أيضا في تصوير الحياة التي عاشتها الأم المسيحية سميحة أيوب مع زوجها المسلم والتي جاءت متجانسة ومثالية والى حد كبير، فقد مضت الحياة في سعادة واستقرار رغم وجود المشكلات وبعد وفاة الزوج قامت الأم بتعليم وتحفيظ ابنتها يسرا القرآن الكريم وتعاليم الدين الاسلامي دون أن يظهر المسلسل العواقب المترتبة على هذا الزواج غير المتجانس والمشاكل التي يمكن أن يواجهها الأطفال نتاج هذا الزواج وخاصة مع احتفاظ كل طرف بدينه وقد انهالت البرقيات والشكاوى الى مبنى التلفزيون تطالب بوقف عرض المسلسل لاساءته الى معنى الوحدة الوطنية.
البحث عن هوية
ويأتي مسلسل زيزنينا بطولة الفنان يحيى الفخراني وهالة صدقي واحمد بدير ومادلين طبر وأبوبكر عزت وعبدالعزيز مخيون أقل المسلسلات التي واجهت انتقادات حيث تدور احداثه في اطار فترة الاربعينيات وهو الجزء الثاني من المسلسل الذي يبحث عن الهوية الوطنية للبطل يحيى الفخراني وانتماءاته الموزعة بين الحياة المصرية والايطالية بحكم والدته الايطالية الجنسية ووالده المصري والانتقادات الموجهة للمسلسل لا تخرج عن ان المسلسل يتحرك ببطء درامي غير مبرر وانه يدور في فلك استهلاك الحدث حتى الملل والدخول في أمور هامشية لا تخدم الحدث في شيء وتفقده الكثير من بريقه,, وهكذا تكون حصيلة ثلاث مسلسلات درامية أساسية في شهر رمضان وقعت في مأزق الانتقادات والجدل.
|
|
|
|
|