| مقـالات
ما السر وراء سوء حظ القردمع الانسان؟! , ألا يكفي القرد ألما أنهمتورط بحقيقة بيولوجية مفادها أنهنصف انسان؟! رغم انكار ورفض الانسان لهذه الحقيقة؟! بل ألا يكفي القرد أنهطريح الأسرة الطيبة في معامل الطب والتشريح يتلقى الصدمة تلو الصدمة من كيميائيات وآلام التجارب العلمية من أجلخاطر سلامة بني الانسان هذا؟ هل الانسان يكره القرد لأنه يرىنفسه فيه وذلك لقرب الشبه بينهما كما يقول العلم بيولوجياً، وربما عقلياً ونفسياً أيضا؟! ومع كل هذا، يصر ويصر الانسان على اتخاذ القرد رمزاً للقبح والشين! غير عابىء بحقيقة جمالية كنهها أن القردغزال في عين أمه! ، بل لا يرعوي هذا الانسان فيبادر باستغلال اسم القرد ليصنع منه كناية لكل سلوك انساني غير طبيعي يسميه الانسان بالقرادة؟! .
بالمناسبة، هل تعلم أن العلم الحديثخصوصا منذ القرن الثامن عشر الميلادي ما برح ولا يزال ، يصوغ ويصوغ العديد من النظريات القردية التي كلما أكدت قربوقرابة! القرد من الانسان، زاد نفور وغضب هذا الانسان من القرد، بل وأمعن في قطع صلات الرحمالبيولوجية! , ربما أنك قد سمعت عمّا يعرف علمياً بنظرية النشوء البيولجية evolution ، والتي اشتهر من روادها العالمداروين وتلميذه سبنسر صاحب المقولة التطورية الشائعة: البقاء للأقوى : فعلى الرغم من أن هذه النظرية قد افترضت أن أصل الانسان قد تطور وارتقى عبر الزمن من فصيلة القرود إلى الفصيلة السائدة الآن، فحقيقة علمية كهذه لم تؤهل حظ القرد لأن ينتزع اعتراف نظيره! الانسان فيحصل على الأقل ولو على نصف حقوق نصف الانسان! .
بالطبع القرد أذكى مما يظنه الانسان، وذلك بدليل أن التاريخ يشهد للقرد أنه هو السبب الرئيس في قيام الحرب العالمية الثانية وذلك لأنهتلر لم يكن ليقتنع بنقاء العرق الجرماني الآريالملوث جوهرا! ويشن هذه الحرب لولا ما توصل إليه الانسان من نظريات تمحورت حول القرد، بل إن القرد هذا هو السببمن حيث لا يقصد طبعا! وراء ما راج ويروج من نظريات غربية عنصرية مفادها تخلف وجهل شعوب العالم الثالث، وهي وصمة لا تملك حيالهاأحيانا! سوى تصديقها,,!
ماذا عن تراثنا العربيوالقرد؟! : حسنا، تراثنا غني بالعديد من المؤشرات الشعرية والنثرية المسيئة الى القرد: فالمتنبي على سبيل المثال لم يتردد في استخدام القرد ليثبت لأقرانه تخلف انسانيتهم عن انسانيته، تماما كما فعل هتلر! بفرضية نقاء عرقه الملوث! , خذوا المتنبي منشدا:
يرومون شأوي في الكلام وإنما يحاكي الفتى فيما خلا المنطق القردُ! |
وكقوله كذلك:
وكنت من الناس في محفلٍ وهاأنافي محفلٍ من قرود! |
,, ماذا لو أُلهمت نطقا فجادت منك القريحة يا أبا القرود؟! ,, هل ستهجو الانسان بعصماءمقرودة؟! ، وكما فعل ويفعل هذا الانسان معك ومع أخيه الانسان؟,, أم هل، ياترى، ستترفع عن ذلك! مكتفيا بحقيقة الانسان الذي اعترف ألما بالأُلفة للذئب والوحشة من الإنسان، بقوله:
عوىالذئب فاستأنست للذئب إذ عوى وصوّت انسان، فكدت أطيرُ! |
للتواصل: ص ب 454 رمز 11351 الرياض
|
|
|
|
|