| مقـالات
اتاح لنا السيد شوقي عبدالأمير مستشار اليونسكو في بيروت والمشرف على مطبوعة كتاب في جريدة الشهرية جلسة مكاشفة عن هذه المطبوعة الجماهيرية أهدافها ومراحل تنفيذها والمعوقات أمامها,, الخ , وذلك في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون التي حضرها طائفة من الأدباء وبعض المسؤولين عن الثقافة في رعاية الشباب من بينهم الصديق الأستاذ عبدالله الشهيل مدير ادارة الأندية الأدبية بالرعاية حيث جرى نقاش بناء وطرحت بعض الاستفسارات من الحضور إنما أعجبتني صراحة الرجل وتقبله للحوار ووعده بأن يدرس أي رأي جديد أو حتى مخالف والذي أثار حيرتي وحزني في الوقت ذاته ما يلقاه الكتاب من اهمال مؤسف في هذا الوطن الكبير حتى أصبح معدل ما يوزع من أشهر كتاب في قطر مكتظ بالسكان مثل مصر لا يزيد عن ثلاثة آلاف نسخة حسب احصائيات مؤكدة فجاء هذا الكتاب الجريدة ليسد النقص في عدم اقتناء الكتاب من قبل طائفة عريضة من هذه الأعداد التي تتراكض وراء لقمة العيش ولا يعنيها تنمية وعيها ومعرفتها لولا ان السيدة سوزان مبارك قد بادرت في مشروعها التنموي الثقافة للجميع في تبني اصدارات موجهة لا يزيد ثمنها عن نصف جنيه لتذليل صعوبة شراء الكتاب والإقبال عليه وهو مشروع تشكر عليه لما حققه من توزيع لمئات الإصدارات الثقافية التي يحتاجها كل محب للمعرفة وتنمية الثقافة في عصرنا الراهن.
ان المواطن العربي والخليجي بالذات ينفق شهرياً آلاف الريالات على أمور ثانوية وتافهة ولكنه يضن عن مبلغ بسيط لتوسيع معرفة ابنائه واسرته مما جعل النخبة من المثقفين يصابون بما يشبه الصدمة على هذا الاهمال والدليل أن معظم الأسر لا تملك مكتبة منزلية تتجدد باستمرار انما اذا ما وجدت أصبحت مجرد ديكور مكمل للاثاث توضع به بعض الكتب المجلدة باناقة نصيبها من الغبار أكثر من ملامسة الأيدي وهذا من أسباب انتشار الأمية بين ربوعنا ولا يغرنكم هذه المنازل الضخمة الشاهقة فهي لا تعني الحضارة الحقيقية لأن الحضارة فكر ووعي وليس مساكن حديثة ذات واجهات وعمارة لافتة للنظر, نعم يا إخواني بالله أرجو ان تسمحوا لي بالتدخل في حياتكم الشخصية من هذا الجانب فحسب والفضائيات التي تتسابقون في تجديد اجهزتها ليست من الثقافة في شيء بل هي ملهاة ولست ادعو إلى مقاطعتها انما الحذر منها والتعامل معها كنشرة أخبار مصورة تنقل الجديد بسرعة ما عدا قنوات محدودة فهي تعنى بتحليل الأحداث وطرح تناقض الرؤى في وطننا العربي الذي ترفع اقطاره شعار نحن فقط على حق والباقي جهلة اعود إلى ما بدأت حول مشروع اليونسكو كتاب في جريدة الذي أرى أنه نافذة صغيرة على الثقافة التي اتمنى ان تزداد لنشر الوعي والمعرفة وأشكر كل من تبناه وساهم في بقائه وهي دعوة للغيورين على المعرفة من رجال الأعمال للاسهام في تمويله وعلى رأسهم سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز الذي له اسهاماته الكبيرة في دعم مشاريع اليونسكو لخدمة الطفولة وذلك للصعوبات المالية التي بدأ يلاقيها هذا المشروع الحيوي والعرفان لكافة من بذل واعطى في سبيل العلم والثقافة.
ص,ب, 6344 الرياض 11442
|
|
|
|
|