| مقـالات
ما برح المسلسل الرمضاني طاش ما طاش يستقطب المشاهدين من جميع الفئات العمرية، اضافة إلى الاعلانات التجارية، والحرص الأكيد على توزيع الهدايا الملغمة بالتساوي بين فئات المجتمع، حتى تحول إلى ظاهرة!! وهنا مكمن الخطورة لأن الظاهرة ليست بحكر على فرد أو جماعة بل هي للجميع ومن الجميع، ولعل هذا سبب القلق والتوتر الذي يحيط بظاهرة طاش ما طاش ذلك التوجس الذي يثيره نتيجة لشعبية طاغية، في ظل مجتمع وقور ورصين لم يعتد على المباشرة والتلقائيه بل دائماً ما يلجأ إلى حل المشكلات بشكل متكتم ووقور أي بالشكل الذي يتوازى مع طبيعة تكوين الشخصية السعودية المحافظة، تلك الشخصية التي اعتادت طويلاً ان تستورد كوميديا الآخرين لتضحكها لذا هي لا تستجيب بسرعة لهذا التوجه المنشق والمشاغب الذي يقدمه طاش ما طاش الذي سجل سابقة للتلفزيون السعودي على مستوى الانتاج الدرامي بحيث استطاع ان يجتذب الجميع للسنة الثامنة على التوالي!! وهذا بحد ذاته أحد ملامح الظاهرة أو السابقة التي تسجل لهذا المسلسل.
وهذا العام عدا بعض الحلقات المملة أو لنقل تحتاج المزيد من التروي والحرص في اخراجها إلا أن المسلسل يظل يسير على نفس الخط العام له والذي ينحت ملامح كوميديا محلية متفوقة ومختلفة ولا سيما الحلقات التي يشارك بها الممثل الموهوب راشد الشمراني والذي نستطيع ان نسميه راشدون الشمراني لأنه يختزل عدة مواهب فذة في شخص واحد.
وان كان لي من ملاحظات لفريق العمل فهي:
لا أدري لِمَ الاصرار على ادخال عناصر جديدة على التأليف، فالمسلسل بدأ بعبد الله وناصر ،وأجمل حلقاته وأكثرها تمشياً مع خط طاش ما طاش تلك التي تؤلف من قبلهما، ولا أعتقد ان هناك من جدوى من ادخال نصوص فقط استجابة لبعض الآراء التي قد يجانبها الصواب والتي نطالب باشراك اصوات جديدة، فلم يأت أحد مثلاً لرسام شهير ليقول له اشرك آخرين في لوحتك فقد غدوت مملا، لذا اعتقد ان المؤلفين باستطاعتهما بصحبة فريق العمل القيام بهذه المهمة لسنوات عديدة أخرى.
بعض الحلقات هذه السنة تظهر وكأنها سلقت سلقاً أو صورت على عجل، فالمرجو في السنوات اللاحقة عدم المغامرة باسم ظلوا يصنعونه سنيناً طويلة.
يمثل الأطفال نسبة لا يستهان بها من متابعي طاش ما طاش أين الحلقات التي تخصهم هذا العام؟!
وفي النهاية لا نملك إلا أن نحترم مسلسلاً يبث للسنة الثامنة على التوالي وما برح يقطف النجاح.
أعزائي قراء ومتابعي هذه الزاوية:
سوف تتوقف هذه الزاوية بعض الوقت لظروف الاجازات والسفر، وسوف تتابع صدورها بعد الاجازة ان شاء الله, وكل عيد وانتم كما تحبون.
omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|