أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 20th December,2000العدد:10310الطبعةالاولـيالاربعاء 24 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

موسم الحصاد
أزف على الرحيل,, مر مرور الكرام,, وكلمح البصر تصرمت أيامه ولياليه,, وصدق الله العظيم حين قال:(أياما معدودات) ذلك شهر رمضان الكريم سيد الشهور وأفضلها عند الله,, لِمَ لا وهو الشهر الذي تتضاعف فيه الحسنات وتقال العثرات,, وتجاب الدعوات وترفع الدرجات,, وتغفر السيئات,, شهر عظيم عظّمه الله بأفضل ليلة ألا وهي ليلة القدر خير من ألف شهر التي من قامها ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ,, شهر تتضاعف فيه الحسنات فكل من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه شهر فيه من سعد ورغد,, فيه من زرع الخير وحصد الفلاح,, ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم اذا كانت أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب وصفدت الشياطين وينادي مناد يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة.
فما اعظمها من حوافز وما أنفعها من جوائز في هذا الشهر تجد من الناس من يعمر أيامه بالصوم وعمل الخيرات وينير لياليه بالصلاة والطاعات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر الله الى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فان الشقي من حرم فيه رحمة الله ,, فيه من يصدع بالدعاء والتضرع الى الله والبكاء من خشيته,, منكسر الخاطر يرجو رحمة ربه ويؤمل مغفرته فمن صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ولا تمس الناس عينا بكت من خشية الله,, في هذا الشهر الفضيل فيه من ابتعد عن لغو الكلام وفحش اللسان وأكثر من البر والاحسان والتهليل والاستغفار وقراءة القرآن أناء الليل وأطراف النهار فليس الصيام عن الطعام والشراب وانما عن اللغو والرفث, والصوم جنة فيه من أكرم وأسبل بالعطاء والصدقة واخرج الزكاة لمستحقيها تقربا لرضا الرب عزوجل فما نقص مال عبد من صدقة فيه من شد الرحال وامتطى صهوة البعدوتجلد على وعثاء السفر قاصدا بيت الله العتيق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة في رمضان تعدل حجة, وعلى النقيض من ذلك نجد في هذا الشهر العظيم من الناس من غوى وضل ولم يرعوي نجد من تمادى في المعاصي وجاهر بالمنكرات ونادم الملهيات وأهمل الطاعات وتقاعس أو أعرض عن أداء الفرائض نهاره يمضيه ما بين سبات عميق أو بحث عن مغريات دنيوية وليله عربدة وسهر ومجون,, لم ينل إلا الظمأ والجوع,, فكانت جائزته الحسرة والخيبة والخسران,, أعرض عن الله فأعرض الله عنه وابتعد عن الخير ومجالسة الأخيار، فاستشراه الشيطان وأوقعه في حمأة الرذيلة وأودي به في أتون الذنب فبعدا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له .
زبن دليل الروقي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved