|
| محليــات
* مكة المكرمة أحمد الحربي
أجرى معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج منذ إنشائه عام 1395 ه عدداً من الدراسات الخاصة بالحرم المكي الشريف، وكان بعضها مخصصاً لدراسة حركة الطواف ويخصص المعهد موسم أبحاث رمضان سنوياً لهذا النوع من الدراسات.
ونظراً لتزايد أعداد الوافدين إلى المسجد الحرام من الحجاج والمعتمرين، فقد تلقى المعهد كثيراً من اقتراحات المطالبة بتوسعة المطاف، لاستيعاب أعداد أكبر من الطائفين وتخفيف الازدحام به، خاصة في أوقات الذروة في شهر رمضان المبارك وأثناء موسم الحج.
وصرح عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور/ أسامة بن فضل البار بأن دراسة حركة المطاف في المسجد الحرام أجريت للتعرف على أوضاع الحركة بالحرم المكي الشريف بصفة عامة وفي المطاف بصفة خاصة، مع التركيز على فترات الازدحام الشديد، وتبين منها أن الحاجة ماسة إلى توسعة المطاف لاستيعاب أعداد أكبر من الطائفين خاصة في فترات الازدحام الشديد.
وأوضح الدكتور البار ان الطائفين حول الكعبة ينتشرون أثناء طوافهم بشكل قريب من شكل الدائرة، ولكنه ليس شكلاً دائرياً منتظماً، ويمتد هذا الشكل خارج دائرة المطاف في صورة أجزاء متبعجة في أحيان كثيرة، وغالباً مايقع هذا الجزء الممتد للخارج في المنطقة مابين خط بداية المطاف ومقام ابراهيم، وهي المنطقة التي تضم الملتزم ومداخل زمزم وتتعارض فيها اتجاهات حركة الأفراد بصورة أكثر من أي منطقة أخرى بالمطاف، لذلك فإن هذه المنطقة تبدو عادة أكثر ازدحاماً من غيرها، كما أن هذه المنطقة هي منطقة استقبال القادمين من اتجاه أبواب المسعى وتؤدي إلى الصفا وهي تقع في اتجاه حركة الأفراد المتجهين إلى المسعى بعد انتهائهم من الطواف.
وأضاف عميد المعهد أن كثافة الطائفين من مكان إلى آخر تختلف في منطقة الانتشار بمعنى أن كثافة الطائفين غير منتظمة داخل المنطقة وبازدياد أعداد الطائفين تتسع منطقة انتشارهم حتى تصبح معادلة دائرة الطاف حوالي 6877 متراً مربعاً، ولايعني ذلك أن الطائفين ينتشرون فقط داخل حدود دائرة المطاف الموضحة على الأرضية الرخامية وذلك بسبب أن عدم انتظام الشكل الذي ينتشر فيه الطائفون وامتداد منطقة الانتشار لم يغط دائرة المطاف بكاملها في أي وقت من الأوقات التي جمعت فيها البيانات الميدانية التي أوضحت ان مساحة منطقة انتشار الطائفين لم تتعد ما يعادل 60% من مساحة دائرة المطاف في أكثر من 90% من مرات جمع المعلومات.
وبين الدكتور أسامة البار أنه للتعرف على طبيعة الحركة أثناء الطواف ينبغي دراسة توزيع الكثافة والسرعات والوقت اللازم المطواف ومنها يتحدد معدل الطواف، لأن كثافة الطائفين داخل منطقة الانتشار بالمطاف ليست ثابتة ولكنها تختلف من مكان إلى آخر قرباً أو بعداً عن الكعبة المشرفة، أو في بعض المناطق المحددة بالمطاف حيث يزداد الازدحام في هذه المناطق، ونجد أن عنصر الكثافة من العناصر الهامة في أي دراسة تتعلق بالحركة والازدحام, وأشار عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج إلى ان خط البداية أو الخط المستقيم المحدد بالرخام الملون والممتد من الحجر الأسود حتى طرف دائرة المطاف لوحظ منذ تحديده أن كثيراً من الطائفين يتوقفون وقوفاً تاماً أثناء طوافهم فوق الخط مباشرة مكونين بذلك حاجزاً بشرياً يعيق الحركة أثناء الطواف مما يتسبب عنه تراكم في الكثافة ونقص في انسيابية الحركة خلف الخط في المسافة مابين خط البداية والركن اليماني، وتختلف الفترات الزمنية للوقوف على خط البداية مابين الأفراد والمجموعات.
كما حظيت المنطقة المحيطة بمقام ابراهيم بالمطاف بمراقبة دقيقة أثناء فترة الدراسة وذلك بهدف تحديد شكل وطابع الحركة حول المقام ومراقبة سلوكيات بعض الطائفين حول المقام، وقد تم تقدير الفترة الزمنية التي يقضيها بعض الطائفين حول المقام لأداء الصلاة على هيئة أفراد أو مجموعات وشكل تلك التجمعات التي تحدث في منطقة المقام وتحديد سلوكيات بعض الطائفين بالمنطقة، وإصرار بعضهم على الصلاة في منطقة قريبة أو ملاصقته للمقام مما ينتج عنه ايجاد كثافات عالية اختلفت من وقت لآخر خلال فترة الدراسة في رمضان.
وأوضح عميد المعهد عن الحركة في منطقة الحجر الأسود أن الأعداد التي تصر على تقبيل الحجر في الطواف تعتبر ضئيلة مقارنة باعداد الطائفين في وقت الازدحام وان متوسط الفترة الزمنية التي يستغرقها الفرد حتى يتمكن من تقبيل الحجر أو يفقد الأمل وينسحب كانت في حدود ثلاث دقائق وذلك نظراً لقلة المساحة التي يشغلها المنتظرون لتقبيل الحجر حيث لايتجاوز سمكها ثلاث صفوف ملاصقة للكعبة فيما عدا أمام الحجر ذاته حيث يتجمع الناس في شكل ثلاثة أنواع دائرة يصل سمكها إلى عدة صفوف.
|
|
|
|
|
