| الاقتصادية
* الرياض - الجزيرة
ان خطط التنمية هي دائما خطط مستقبلية وتتمايز بعمق النظرة ومحتواها ومداها وليس المستقبل المنظور ولهذا ينبغي ان تكون نظرتنا للمستقبل لمدى أطول وأبعد لأن المستقبل المنظور هو في محيطنا والتخطيط له في متناول ايدينا ولكن التخطيط البعيد المدى هو الذي تبنى عليه خطط التنمية العملاقة وهو الذي يسهل على الدولة السير في خططها بامن دون مفاجآت ودون اعباء اضافية لم تكن في الحسبان ولاشك أن خطط التنمية التي مرت بها مملكتنا الحبيبة كانت خططا ناجحة وموفقة لكنها لم تكن خالية من بعض جوانب القصور ولنأخذ جانبا واحدا فقط من هذه الجوانب وهو مشروع ربط مناطق المملكة العربية السعودية بشبكة من السكك الحديدية والذي لم يأخذ طريقه إلى النور حتى الآن بسبب جدواه الاقتصادية غير المشجعة كما يقول المخططون, ان المعايير التي يقيم بها هذا المشروع لا تقتصر على الاقتصاد المجرد فحسب ولكنَّ هناك أمورا قد تكون غابت عن وزارة التخطيطوالكمال لله ولها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالاقتصاد ومن هذه الأمور:
1 الضغط الهائل على الطرق البرية مما يسرع بتلفها وهذا يتطلب مبالغ هائلة للإصلاح والصيانة.
2 كثرة الحوادث التي تحصد الالاف من المواطنين سنويا على هذه الطرق لزيادة حركة المواطنين تبعا لزيادة السكان وللجذب المتزايد ما بين المناطق وما بين المدن والقرى والتطور الهائل في جميع مرافق الحياة وما يتبع ذلك أيضا من خسائر هائلة في العربات والمعدات من جراء هذه الحوادث.
3 زيادة عدد عربات النقل الثقيلة وهذا يتطلب زيادة عدد العمالة الوافدة السائقين والفنيين وما يترتب على ذلك من ازدحام مروري,,, الخ.
4 زيادة تكاليف النقل البري ومحدوديته.
5 والعامل الأهم وهو الأمن الوطني وهذا يأخذ أكثر من اتجاه ومن أهم هذه الاتجاهات سرعة الاستجابة سواء أكانت إغاثة لمنطقة منكوبة أو لتحرك رجال الأمن أو رجال القوات المسلحة, ان السكك الحديدية هي من أهم المشاريع الحيوية لخدمة الاقتصاد الوطني على المدى البعيد والقريب وهي مطلب ضروري تمليه ضرورات المستقبل ومتطلبات الحياة من اقتصادية وصناعية واجتماعية لأن المملكة لم تعد بلدا صغيرا يعتمد على وسائل النقل العادية أنها اصبحت دولة عظيمة ذات بعد اقتصادي واستراتيجي على مستوى المنطقة والعالم.
اننا في هذه العجالة لا ننتقد ولكنه نقد يفرضه الواقع وتمليه المصلحة العامة والمملكة العربية السعودية الحبيبة بلد مترامي الاطراف والطرق البرية مهما تطورت وتضاعفت فلن تكون كافية للربط بين مناطق المملكة ومحافظاتها على المدى الطويل ولنأخذ مثلا واحدا للتدليل على ذلك وهو عدد السكان، فعندما وضعت الخطة الخمسية الأولى كان تعداد سكان المملكة لا يتجاوز سبعة ملايين نسمة ولكنه الآن يتجاوز سبعة عشر مليوناً بالاضافة الى المنتجات الزراعية والحاجة الى تسويقها في الوقت المناسب والمكان المناسب ناهيك عن نقل المواد الغذائية ومواد البناء والمنتجات الصناعية.
6 امكانية نقل الحجاج والزوار والمعتمرين بين مكة المكرمة والمدينة المنورة بالإضافة الى سهولة توفير الامن والسلامة لهم بإذن الله تعالى.
ولو استعرضنا دول العالم باستثناء دول الخليج لأنها دول صغيرة ومساحتها لا تحتمل سككاً حديدية وأن كانت قد تكون مطلباً ملحاً في المستقبل لوجدنا ان أغلب دول العالم تعتمد في حركة النقل البري على القطارات لأنها تحقق السلامة وتحقق السرعة وهي الوسيلة الناجحة لنقل المنتجات الزراعية والصناعية بالاضافة الى نقل الركاب باعداد كبيرة من منطقة الى أخرى وهي وسيلة النقل الأقل تكلفة وتوفر للمزارع ربحاً مشجعاً يمكنه من مواصلة مهمته الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية وهو ما تسعى اليه حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله وسدد على طريق الخير خطاهم.
ان المملكة العربية السعودية ينتظرها بإذن الله تعالى مستقبل مشرق وهي تسير بفضل الله تعالى ثم بفضل قيادتنا الحكيمة بخطى واثقة في هذا الاتجاه لترقى الى مستوى الدول المتقدمة والمتطورة ولهذا فإن خطوط السكك الحديدية هي احدى دعامات هذا المستقبل وعلامة بارزة من علامات التطور الحضاري.
والله نسأل أن يحفظ على مملكتنا الحبيبة قيادتها الرائدة الراشدة التي تسير وفق شرع الله ونهجه والله ولي التوفيق.
|
|
|
|
|