| الاقتصادية
كثيرا ما يصطدم الموظف مع رئيسه في العمل عند نقطة تنفيذ العمل فالمدير يطلب تنفيذ المهمة بأسلوبه بينما الموظف يرى ان من حقه كممارس للعمل ومنفذ له ان يؤديه بأسلوبه وبطريقته وهنا يقع الموظف في اشكالية ارادة الادارة التي غالبا ما يرفضها والتي يرى في تطبيقها سلبا لقدراته الابداعية والذهنية التي اكتسبها من الممارسة العملية التي هي من اختصاصه وأيضا يرى ان تنفيذ ارادة الادارة هو عدم الاعتراف بقدراته على اساس انه هو من يقوم بتنفيذ العمل وهو اقدر على انجازه فالمنفذ للعمل يرى ما يراه مصدر الامر الذي هو مديره ورغبة الموظف في القيام بالعمل وفق اسلوبه وهو ما يسمى بادارة الارادة.
والسؤال,, ايهما اصح ارادة الادارة ام ادارة الادارة؟
في الواقع ان اغلب من طرحت عليهم هذا السؤال وجميعهم من التنفيذيين بمعنى انهم من يقوم بأداء العمل,, اجابوا اننا يجب ان ندير العمل بارادتنا وليس بارادة الادارة لانه يفترض ان الادارة يهمها النتيجة وليس الكيفية.
وهذا جرني لطرح سؤال آخر,, أليس من حق الادارة المدير تطبيق العمل وفق مفهومها وفلسفتها,, ام ان عليها ترك كيفية ادارة العمل للتنفيذيين؟؟
وأجاب على هذا السؤال عدد من المديرين في عدد من الشركات الصناعية والتجارية في الجبيل الصناعية باجابات متفاوتة نمت عن المستوى الاداري والثقافة الادارية التي وصلوا لها,, فمنهم من اكد على ان ارادة الادارة هي الاساس لنجاح العمل وان المدير يرى ما لا يراه المنفذ للعمل فالمدير يعي جيدا اتجاهات الادارة العليا للعمل والمنظور الذي تنظر من خلاله بما يتواكب مع السياسة العامة للمنشأة ومن هنا يظهر مفهوم إدارة الادارة لدى هؤلاء,, ويتخوف البعض الآخر من المجازفة في ترك ادارة الارادة للموظف على اساس من الحرص والرغبة في انجاز خطوات العمل تحت اشرافه المباشر وموافقته على كل خطوات العمل,, ويقول آخرون وهم من القلة انه من الافضل ترك الموظف ليؤدي المهمة على طريقته ووفق تصوراته ما دام ان العمل سوف ينجز بالشكل الصحيح وان ارادة الادارة يجب ان لا تقف حائلا امام ابداعات المنفذين وانه ليس من مصلحة العمل بالشكل العام تدخل المدير وتجاوزه لقدرات موظفيه,, وهذا في حد ذاته اعتراف بقدرات الموظف مما يمنحه الثقة في قدراته والدافع الوجداني لتفجير ابداعاته فمن منا يحب ان يفشل,,؟! الجواب لا احد.
محمد بن هلال
|
|
|
|
|