| المجتمـع
* تحقيق:عبيد العتيبي
لا يخفى على احد اهمية متابعة الآباء لأبنائهم حيث ان على الآباء مسؤولية عظيمة في متابعة ورعاية ابنائهم والوقوف معهم على احوالهم ومتابعة سلوكياتهم عن قرب الا انه في ظل غياب متابعة الكثير من الآباء سواء في المدرسة لمعرفة مستوياتهم الدراسية او خارجها لمعرفة سلوكياتهم كان ذلك سببا في اهمالهم وتدني مستواهم الدراسي واحداث فجوة بين الآباء والأبناء,, ومن خلال هذا التحقيق التقينا بعدد من المربين لنتعرف على وجهة نظرهم حيال هذا الموضوع المتعلق بانخفاض مستوى الطلاب الدراسي وانتشار ظاهرة الرسوب عن ذي قبل:
في البداية تحدث عبدالمحسن الزيد مدير ثانوية الامير سلمان فقال إن العلاقة بين الآباء وابنائهم في الوقت الحاضر طرأ علها متغيرات عدة اثرت على متابعة الآباء لأبنائهم في تحصيلهم الدراسي وغيره فلم نعد نرى للأب الدور الذي يجب ان يقوم به في متابعة ابنائه حتى بعد الخروج من المدرسة ولو اردنا ان نأخذ مثالا بسيطا على تهاون الآباء في المتابعة خارج نطاق المدرسة فما علينا الا ان نقوم بعمل احصائية لطلبة احدى المدارس في المرحلة الثانوية مثلا في حي من الاحياء ونتابع من أدى صلاة الجماعة في المسجد لوجدنا ان الأمر خطير ومزعج وهذه مسؤولية الأب فإذا كان الأب قد عجز عن تنفيذ ما امره الله به تجاه ابنائه فكيف بنا نحن المعلمين نطالبهم بمتابعة ابنائهم دراسياً، ان العزلة الحاصلة في الوقت الحاضر بين الآباء وابنائهم لها مردود سلبي على سلوكيات الابناء فلم يعد الابن يكتسب من الأب السلوكيات الحميدة فالأب له مجتمعه الخاص والابن له اصدقاؤه الخاصون وقد يكونون من أصدقاء السوء، وبالطبع هذا الكلام لا ينطبق على جميع الآباء فهناك من الآباء من عرف دوره تجاه الأبناء ونذر نفسه لتربيتهم ومتابعتهم فانعكس هذا على سلوكياتهم وتحصيلهم الدراسي بالايجاب اننا بحاجة ماسة الى تضافر جهود الجميع في سبيل النشء الذين هم رجال المستقبل حيث تبذل الدولة ايدها الله الشيء الكثير كما أن وزارة المعارف تستخر كل امكاناتها من اجل النهوض بهم وتهيئة سبل الراحة لهم.
عبدالعزيز بن محمد القرين الاستاذ بمركز التدريب المهني الثاني بالرياض تحدث عن هذا الموضوع فقال إن اهتمام الآباء بابنائهم في المدرسة من اهم عوامل التحفيز للطلاب للارتقاء بمستواهم العلمي حيث تشعرهم المتابعة من قبل الأب بأنهم مطالبون ببذل جهد مضاعف لتحقيق التفوق الا انه في الوقت الحاضر الذي اختفت فيه متابعة الأب لأبنائه في المدرسة وخارجها الا من البعض واصبح الابن يسير دون حسيب او رقيب فلم يعد للأب الدور الذي يفترض ان يقوم به نحو ابنائه حيث انشغل عنهم بأمور الدنيا سعياً وراء جمع الأموال مما افقد الأبناء التوجيه والمتابعة وتركت للابن الحرية في التصرف كيفما شاء وقد يكون نتيجة ذلك الرسوب والفشل دراسيا والانحراف من خلال مجالسة اصدقاء السوء حينما يترك له الحبل على الغارب ليتصرف حسب رغباته واهوائه الشخصية.
كما ادلى علي التويجري برأيه حول هذا الموضوع فقال إن الابن يتعرف عند التحاقه بالمرحلة الابتدائية على دائرة اكثر اتساعاً من الوسط الذي نما فيه وهو المنزل حيث يتعرف على اقران جدد من التلاميذ وبالتالي تتوسع مداركه وآفاقه ذهنياً إذ اصبح يحتاج في مراحل التعليم العام الى متابعة مستمرة لغرض تضييق الفجوة التي تبدأ تتسع بين المنزل والمدرسة وكلما كبر الابن اصبح يحتاج الى بذل مزيد من مجهود الرعاية لمواكبة متغيرات النمو ومؤثراتها والتي من اهمها مرحلة المراهقة وما بعدها وبما أن المنزل والمدرسة هما الوسط الذي ينمو فيه الابن اثناء سني حياته الأولى وجب على الآباء بذل المزيد من المشاركة مع الجهات ذات العلاقة واهمها المدرسة حيث يزداد العبء على المدرسة في مراحل التعليم العام ويصبح لها دور مهم ومؤثر في تنشئة الطلاب وفق المنهج المعتمد لكل مرحلة تعليما وتطبيقا فيجب لهذا ان تتكاتف ايدي الآباء مع المسؤولين في المدرسة لعمل سياج آمن يحمي بإذن الله الطالب من الشذوذ والانحراف.
ولعل اطرف ما سمعت ان بعض الآباء قد يدرس ابنه اثنتي عشرة سنة في مراحل التعليم العام وهو لا يعرف عنه شيئاً وهذا تقصير في عناية الآباء بأبنائهم وهو مثال لا يحتذى به قطعا, وخير كلام اسديه لأخوتي ان يراعوا الله في هذه الأمانة والاهتمام بها وبناء جسر قوي مع المدرسة ليتم هذا البناء والتصدي لجميع المنغصات والعوائق التي تسهم سلبا دون حصول العلم والمعرفة الكافية.
وتحدث فهد حمود المعلم بالمدرسة الابتدائية الاولي بالرياض فقال : إن الرعاية الأبوية الحانية، الصادقة كثيرا ما تجد صدى واسعا في نفوس الأبناء ويكون لها نتائج ايجابية على الافراد والمجتمعات بوجه عام واذا عرفنا دور الآباء في التربية حيث ان دور الأب اكثر نضوجاً وتأثيراً من الأم فكيف نتصور بيوتا بلا آباء اما لغياب الأب المستمر في أعمال تجارية ورحلات، وطبيعة وظيفته، كل ما سبق من الاحتمالات يجعل الأب بعيدا عن روح ابنائه وغيابه اثر سلبياً عليهم في تحصيلهم الدراسي وفي أمور حياتهم حيث ان الرقيب مفقود مما أحدث فجوة بين الآباء والأبناء.
وقد يكون الأب حاضراً متواجداً دائماً بجسمه ولكنه غائب في توجيهاته وارشاداته وغافل عن نشاط الابناء وسلوكهم اما لعجزه أو اهماله, ونستعرض نموذجاً من نتائج غياب الآباء عن متابعة ورعاية الأبناء.
ان الثروة البشرية هي الثروة الحقيقية التي يجب ان نحافظ عليها نحن معاشر الآباء وإن الاستثمار بتربية الأبناء من بنين وبنات هو الاستثمار الأمثل فهم قرة العين وزينة الحياة الدنيا فلنزرع فيهم الخير والاخلاق الفاضلة ونرسم لهم الطريق المستقيم وندعو لهم بالهداية والصلاح لعل الله يوفقهم.
|
|
|
|
|