| مقـالات
وزارة المعارف تعمل على دراسة مشروع تربوي يتعلق بتأهيل معلمين للصفوف الأولية تأهيلاً أكاديمياً خاصاً وذلك بإعداد برامج في كليات المعلمين لمنح درجة البكالوريوس في تخصص معلم للصفوف الأولية.
إن المرحلة الابتدائية تعد مرحلة التأسيس القوية التي من خلالها يتعلم الطالب أصول التعليم الأولية وتثبت في ذهنه وعقليته المبادئ الدينية والمبادئ الثقافية والمعلومات الأولية وترسم في شخصيته الملامح العربية الإسلامية والوطنية, وبقوة مرحلة التأسيس والعناية بها والحرص عليها وتخطيطها تخطيطاً جيداً وسليماً وذا أهداف نافعة وسامية تكون قوة المراحل التعليمية اللاحقة وتكون قوة الطالب واستجابته لهذه المراحل التعليمية, وبقوة المرحلة التأسيسية التي تمثل القاعدة الأولية والصلبة للتعليم الابتدائي تكون قوة الحافز لدى الطالب الصغير للتعلم وقوة الدوافع لديه والتي تنعكس وتؤثر فيما يليها من مراحل وتبقى مع الطالب حتى يتخرج من الجامعة, كل هذه الأمور وغيرها تحتاج لمعلم متخصص ومؤهل تأهيلاً علمياً وأكاديمياً خاصاً بالمراحل الأولية وبالتعليم الأساسي, ووزارة المعارف عندما تقدم على دراسة هذه المشروع ومن ثم تنفيذه فهي تدرك بدون شك وهي المسؤولة عن التعليم العام أهمية المرحلة التأسيسية وتأثيرها على شباب هذا الوطن, فهذه المرحلة بما يتخللها من خبرات يمر خلالها الطالب تبقى في ذهن الطالب وفكره ويعتمد عليها لمدة طويلة خصوصاً الإيجابية منها, فقد أصبحت المشكلات التي تواجه المعلمين الجدد في مراحل التعليم الأولية موضع قلق وتساؤل كثير من التربويين والمهتمين بالحركة التعليمية, ويتعرض المدرس الجديد لصدمة الواقع عندما يرى ان ما هو مقبل عليه وما يعمل به غير ما تعلمه في كتبه وفي قاعات الدراسة، حيث تتلاشى جميع المثل والنماذج التي كونها الطالب حول مهنة التدريس عندما يبدأ ممارسة هذه المهنة, وقد يمر المدرس المبتدئ بمراحل قد تؤثر على مساره الوظيفي فقد يتذمر المدرس من عمله ويكون متوتراً وتتأثر علاقاته بزملائه المدرسين وبمدير المدرسة وهذا يؤثر على طلابه, وقد يتغير سلوك المدرس الجديد فجأة عندما تنهار القيم والمبادئ التي كونها عن مهنة التعليم وقد يعمل أشياء لا يؤمن بها من قبل مع اللامبالاة حول مهنته, وربما يتراجع المدرس الجديد عن استخدام طرق التدريس الحديثة التي تعلمها أثناء دراسته الأكاديمية الى طرق التدريس التقليدية التي تجنبه المشقة وتوفر عليه الكثير من الوقت, ايضاً شخصية المدرس قد تتأثر وتهتز ويتغير مفهومه عن نفسه وذاته وقطعاً فإن ذلك يؤثر في عمله فلن يؤدي الأداء المطلوب وهو يشعر بذلك وسيتأثر طلابه بذلك, بعد ذلك قد يترك المدرس مهنة التعليم نظراً للمراحل التي مر بها نتيجة لعدم الاقتناع وتغير المفاهيم, لذلك تبرز أهمية تأهيل معلمي المراحل الأولية المرتقبين تأهيلاً أكاديمياً جيداً يتناسب مع طبيعة وبيئة العمل الذي سيؤدونه ويتناسب مع طبيعة وأعمار الطلاب الذين سيقومون بتعليمهم, ولابد أن يأخذ الجانب النفسي في هذا المشروع حيزاً كبيراً ويخصص له جزء مهم في التأهيل الأكاديمي، قد يصل إلى نصف البرنامج, فلتفادي المشاكل التي ذكرت سابقاً ولتعليم طلاب الصفوف الأولية تعليماً يوافق طموحاتنا لابد أن يتعرف الطالب على الشخصية الإنسانية وتغيراتها وتطوراتها, ولابد له ان يدرس علم نفس الطفولة بشكل مركز حتى يستطيع فهم هؤلاء الأطفال الذين سيقضي معهم سنوات عديدة بالاضافة الى مقررات مختلفة في علم النفس والاهتمام بنظريات التعلم وتطبيقاتها العملية.
ثم لابد له أن يتدرب على كيفية التعامل مع بيئة العمل الجديدة التي تعد من أسمى المهن وأشرفها, وعلى الله الاتكال.
*كلية التربية جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|