** تعتمرك مكة وتعتمرها,.
وتغسل عنك وعثاء الحياة,.
وتعيد برمجة ركضك,, وتعدل مؤشره تماماً,.
فبعد أن كان يكرض في اتجاهات الدنيا ومتاعها ومظاهرها تشعر فجأة أنك تركض على العكس تماماً,.
تركض وتهرول في رحابها باتجاه الآخر,.
إنك تكون أحرص ما تكون على أن تنال متاع الآخرة الدائم وأن ترفع من مدخراتك المستقبلية التي لا تعلم هل يمنحك الرحمن فرصة أخرى لتزيدها أو يتوقف مؤشر حساباتك عند هذا الحد,.
وتنسى كل ما عداها وتظفر بلحظات تغيب عنك فيها كل منغصات الحياة,.
فلا تجد حقداً ولا حسداً ولا غيرة ولا خيانة,,.
لا تجد كذباً ولا نفاقاً,.
ولا تجد خيبات متوالية تتابعت عليك حتى كدت أن تشك في الصواب الذي اعتدته,.
وحين تتكالب عليك المتضادات تؤوب إلى نفسك الشفافة,,.
تغسلها بماء زمزم
وطهارة الحرم,.
وصوت مآذنه,,.
واصطفاف المصلين الناهلين من رحاب الإيمان
وتنسى غيرة الأقران,.
وحقد الأقل,,.
وحسد الأعلى
وتتذكر أن الله في ملكوته قسم الأرزاق
ومنح القدارت
وقدّر لكل شيء أسبابه,.
وتذكر الآن فقط هذه العشر المباركة وكيف لك أيها الإنسان العاقل أن تحظى بليلة خير من ألف شهر,.
تدعو الله فيها بصدق
وتقبل عليه بصدق
وتنصرف عن بهارج الحياة وتناقضاتها
لتلقي بنفسك التعبة الى حيث طمأنينة السكينة
في رحاب مساجد الله,.
لا تسمع إلا تسبيحاً وتكبيراً,.
ولا ترى إلا ركّعاً وسجّداً,.
فتهدأ نفسك,.
وتستعيد من خلال طمأنينة الإيمان ما فاتك في زحام العمل والحياة ومشاغلها,.
والحمد لله رب العالمين أن جعل لنا الله رمضان نعود إليه ويعود إلينا فيجدد إيماننا ويزيل عن قلوبنا صدأ الشهور السابقة,.
ويوقظ فينا الحس بالوجل من الله سبحانه ويجعل أيدينا ترتفع في الدعاء والتعظيم والحمد والثناء كل مساء,.
فلله الحمد من قبل ومن بعد على نعمة رمضان العظيمة,, وطوبى للصائمين,, القائمين,, المطمئنين في صلواتهم الداعين ربهم كثيراً والساجدين لوجهه والراكعين,.
عنوان الكاتبة: 26659 الرياض 11496
|
