| مقـالات
لماذا نكتب عن الآخرين، ولا نكتب عن أنفسنا ونحقق مقولة ان الصحافة مرآة المجتمع فنرفع هذه المرآة عالياً لنرى فيها أنفسنا ونحمد الله على مناقبنا ونعالج مثالبنا علاج الواثق من نفسه وليس المتردد الضعيف.
هذا الكلام سقته في هجاء بعض الاداريين التنفيذيين الذين يقض مضاجعهم ما يكتب من سلبيات شركاتهم ومؤسساتهم واداراتهم الحكومية وكأنهم كل مشكلة هم المريب الذي يقول خذوني,, فاذا جاء نقد الشركات المساهمة رددوا اسماء من انتقد,, واذا كتب عن التعليم وقف شعر رؤوسهم حتى لا يفتح عليهم باب مغلق وان كتب عن الشؤون البلدية قالوا هذه سياسة ويجب عدم الخوض بها.
هذا الموضوع أكتبه أيضاً في هجاء الصحفيين الذين يدبجون المقالات متجاهلين الأمور القريبة ذاهبين للكتابة عن أمريكا وبلاد الصين واليابان وكل دول العالم.
ولكثرة ما نتجاهل أمورنا فقد استمرأنا الكتابة عن العالم كله ومتابعة قضاياه وقد أشغلنا معنا كل السفارات التي تتابع ما نكتب عن بلدانها مستغربة مدى اهتمامنا بشؤونها الداخلية التي تأخذ من مساحة الكتابة والاعلام عندنا أكثر من مساحة الشؤون المحلية التي نحن بأمس الحاجة للكتابة عنها ويعرف كتاب العالم انني صادق لأنهم يدعون لحفلات الاستقبال في السفارات التي يكتبون عنها ظناً من هذه السفارات انهم متخصصون في شؤونها وتأتيهم تعليمات من وزارات الخارجية لديهم لمتابعة سر اهتمام كتابنا بهم.
خذ مثلاً الانتخابات الأمريكية والمتقابلين سابقاً بوش وآل جور فلم تكن الصحف الأمريكية المحلية مشغولة بالانتخابات كما نحن العرب الذين تابعناها كما نتابع المباراة بين الهلال والنصر أو الأهلي والاتحاد أو الرائد والتعاون وهي الأندية الستة المتناحرة في المملكة والتي يمكن ان يضاف لها عند كتابنا الآن ناديان أمريكيان هما الحزبان الديمقراطي والجمهوري حيث يتقابلان بمصارعين اسمهما بوش وآل جور قبل فوز الأول على طريقة العناوين الرياضية.
الكتاب السعوديون كتبوا هذه الانتخابات وكل الانتخابات التي قبلها ومتغيراتها الى ان وصل الأمر ببعضهم الى محاولة التصويت لناخب أو آخر أو دعوتنا للتصويت وهذا يؤكد أنه لا توجد في رؤوسنا قضية واحدة نكتب عنها بما فيها القضايا الصغيرة طاش والديرة نت وخلك معي وحكايا وتصريحات أهل الطرب وألبوماتهم .
نعم لقد تفرغنا بكليتنا وكتابنا في الشهور الماضية لمعالجة الشؤون العالمية والأمريكية بشكل خاص لأن أمريكا شعب صديق لا يمكن أن نتركه حائراً لا يدري من ينتخب دون أن نساعده بل اننا قد نرسل لهم رئيساً ان لزم الأمر.
هذه ليست المرة الأولى أو الأخيرة التي ننشغل فيها بأمور العالم وانتخاباته وعلاقاته وكوارثه ونترك حالنا دون نقاش لماذا لأن نقاش قضايانا يؤثر في مستقبل وأهمية بعض كتابنا فقد يعوق ترشيحهم للمناصب وقد تغضب عليهم جهات عملهم وقد يتعرضون للعقاب من صحفهم لأن شركة معلنة تطلب من الجريدة أن توقفهم، وقد يؤثر الأمر في رؤسائهم أو قد تلومهم عائلاتهم لأنهم تطرقوا لأمر أو آخر يدخل في شؤون العائلة أو أقاربها أو المسؤولين الذين تربطهم بهم مصالح أو حتى البنك الذي يودعون به حسابهم.
هل نريد أن نصير أمة متحضرة,, اذاً لابد من طرح قضايانا وبسعة صدر دون مداراة ودون التذرع والانشغال بانتخابات أمريكا أو الشؤون اللبنانية أو غيرها فقط وعدم البحث عن قضايا الحديث عنها لا يسبب حرجاً للكاتب الجبان فمن لا يتسع صدره لسماع كلمة حق أو حتى كلمة بدون تحديد عليه أن يخرج من الحياة العامة ويترك بؤرة الضوء والمسؤولية لأن المسؤولية تعني ضمناً محاسبة المسؤول,, ومن لا يستطع الكتابة بصدق فليخل مساحته في الصحيفة لأنها بيضاء من غير سوء خيراً منها مليئة بمساوىء العالم ومشكلاته التي لا تعنينا بل تشغل قراءنا عن الالتفات لقضاياهم وتصدر صحفاً تدعي انها قومية مع انها مستغربة أو مستشرقة ولا تدري أين نحن.
othaimm@hotmail.com
|
|
|
|
|