أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 20th December,2000العدد:10310الطبعةالاولـيالاربعاء 24 ,رمضان 1421

مقـالات

وقفة عتاب
محمد بن ناصر الياسر الاسمري
في شهر جمادى الثانية المنصرم توفى الله عبده ؛ الأستاذ حمد بن محمد الجاسر رحمه الله , وتوالى الحزن على الرجل لمكانه ومقامه ، في تاريخ الوطن والامة باحثا، ومؤرخا ونسابة ولغويا وقاضيا، وغيرها من مواطن العز والاعتزاز، ورجل في مثل هذه الهامة والقامة ؛ ليس بغريب أن ينال من الرفعة والمكانة الاجتماعية والرسمية ، الا أن يكون في مجتمع جاهل أو جحود, ومجتمعنا ولله الحمد والمنة ، مجتمع ولود للتراحم والإحسان في رد الصنيع الحسن لمن صنع معروفا, ولم يقف أمر التقدير والعرفان لحمد الجاسر، على وطنه المملكة العربية السعودية ؛ بل لقد كان له في ارض العرب من المحيط إلى الخليج، موقع هو مؤهل له ومستحق فقد كان له في عاصمة الأمويين والعباسيين والقاهرة ومراكش وصنعاء محبون ومتابعون ؛ لما قدم من علم نافع ومفيد, وكتبت أقلام مفكرين في تلك العواصم تشيد بالرجل؛ وكذا في الداخل واصفة موته بأنه من القواصم .
ولقد كان موقف الزعامة في وطننا؛ من الرجل موقف الأبطال من البطل، ولاغرابة أو مشاحة في هذا؛ فتقدير العلم واجب ؛ تعرفه القادة والسراة مقالا ومقاما , وما عزاء خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والسراة من القيادة السياسية الا مبلغ من الريادة والوفاء ، ولا أخال أحدا من الذين شاركوا في دفن الفقيد حمد رحمه الله ينسى الوقفة الانسانية الخيرة للأميرين متعب بن عبدالعزيز وسطام بن عبدالعزيز على قبر الفقيد وتأثرهما البالغ والمشاركة في تقبل العزاء, ولا أنسى ماشاهدته من آثار اللوعة والحزن على محيا الأمير متعب بن عبدالعزيز وقوله للشباب الذي عانقوه: انه فقيد لنا جميعا عظم الله أجركم يا أبنائي وآجرنا معكم.
لقد كان سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض - التي كتبها حمد الجاسر في أطوار التاريخ وعركها في ميادين الفكر في التعليم والاعلام , ولاعبها سلمان بكرا تستجيب للنمو والتطور فكانت من زهور المدائن عاصمة ادارية لوطننا كان سلمان في مهمة رسمية باسم الوطن يؤدي واجبا وأمانة للغوث والنجدة لاهلنا في البوسنة الذين ضامهم كيد وجور ظلم كبير, وما أن عاد حتى وصل لمنزل العزاء مشاركا في تقبله لا ناقلا أو مؤديا له فلقد كان لحمد عند سلمان موقع صدارة النجوم وتلفت سلمان لكوكبة من المحبين للجاسر كانوا محيطين في مجلس العزاء أو في مواقعهم ليرى ماذا عملوا من مبادرة من اجل الشيخ حتى يبادر كما هي سجيته في دعم الخير والخيرية فكان منه الدعم والمؤازرة .
وللتاريخ والأمانة فقد تواردت أفكار متفاوتة في الطرح متقاربة في الرؤى لعدد من المحبين للجاسر رحمه الله محبة صدق لا محبة أضواء وأنواء , فكان أن عقد مجلسا في منزل الفقيد يوم الخميس غرة رجب 1421ه وحضره حمد القاضي ومرزوق بن تنباك وعبدالعزيز الهلابي وعائض الردادي وعبدالله العثيمين وعبدالعزيز المانع واحمد الضبيب وعمران العمران ومعن الجاسر وكاتب هذه السطور, وانتخب احمد الضبيب رئيسا وتم بعد المداولات اتفاق على استمرارية مجلة العرب في الصدور وتعيين بل اختيار لجنة اشرافية على التحرير, وكان على الجانب الآخر معالي الأستاذ عبدالله النعيم راكضا للعمل على انجاز لمشروع انشاء مركز ثقافي وعبدالله النعيم صاحب مبادرات في العمل التطوعي وصاحب ريادة في العمل الخدمي الاجتماعي القريب من الناس من خلال ما أداه من مهام ومسئوليات في التعليم أو البلديات أو مركز بن صالح في عنيزة أو مركز الأمير سلمان الاجتماعي, ولاشك أن مقام النعيم كبير وله حظوة وهنا فلا غرابة في ان يكون لمساعيه الحميدة وقع طيب الأثر والتأثير,وقد سعدنا بجهده ومن معه من اعضاء الغرفة التجارية الصناعية بالرياض وما أثمر عنه ذلك الجهد من انتاج مربح باركه الامير سلمان وخيار كثر من أهلنا في هذا الوطن في ابراز كيان حضاري رائع باسم حمد الجاسر وليس هنالك مايمكن ان يقال عن هذا انه شيمة ووفاء من أوفياء لشخصية حمد الجاسر التي جمعت لها هذا السلوك الحضاري الرائع لا بسبب ثراء مالي ولاجاه دنيوي ولا انتماء عرقي بل لأنه رجل ناضل من اجل حرية الفكر والرأي وادمج النسق الثقافي من اجل صالح الأمة والوطن ولعل عمله الجبار المعجم الجغرافي للبلاد السعودية الذي عمله مع كوكبة من الخيرين في هذا الوطن بكل ترابه وأركانه من عالية نجد الى شمالي الحجاز والحجاز وغامد وزهران وعسير والخلاف السليماني فكان ثروة للأجيال لاتقدر بثمن وعمل رائد من رواد من ابناء هذا الوطن .
إن السعادة ببروز هذا الكيان الوطني لواحد من الرواد في أرضنا لانقص لها بحول الله, وما عمل جهد شعبي ورسمي واجب ولامنة فيه, ومن عمل من اجله قد مضى الى خالقه ولايعلم عنه , ولعل الأمل بالله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا عمل اجر جار غير منقطع للرحل من بنية صليبة وعشيرة وهنا بعض الافكار التي آمل أن يكون فيها ما يفيد تبرعا مني في أداء واجب للراحل الكبير ازاء ما كان يمحضني به من الرعاية والعطف والتشجيع والتربية البحثية والفكرية:
*لقد أشرت في معاتبة للأستاذ عبدالله النعيم وابراهيم العواجي ليلة الاحتفال أن اللجنة التأسيسة قد ضيقت متسعا في قصر التأسيس على الأشخاص الواردة أسماؤهم في الاعلان والتي وجدت فيها استئثارا من ابناء قبيلة حرب وبعض من القرى المجاورة لإقليم السر وبلدة البرود وهذا حق مباح من الناحية العاطفية ولكنه بنفس المنظور مشاع متاح لكل الوطن بحجم فكر وعطاء الأستاذ الجاسر وإرث ثقافي وطني تجوز فيه الشفعة, ولايتفق مثل هذا التوجه مع التنامي المعرفي والسعة الفكرية وجدانيا وشعبيا وقياديا في ما وصلت اليه بلادنا من تواصل واتصال, وأنا أرى توسيع دائرة التأسيس ولازلت عند هذا الرأي ولايعنيني تخرصات الباحثين عن الأضواء من جديد بعد ما نسيهم الناس فأنا أطرح رأيي علانية ولا اهتم بأوهام المنزوين خلف الالقاب المتقاعدة فكريا ومهنيا ولا أخال أحدا ينكر حقهم في البحث عن الأضواء فالنور نذير بكشف العورات وان كان سترها واجبا شرعيا .
* في يوم التكريم والاحتفال الذي رعاه الأمير سلمان في قاعة الملك فيصل وأثناء إعلان التبرعات أعلنت تبرعي بريال واحد ولي مقصد بذلك عملا بقول الله تعالى والذين لايجدون إلا جهدهم ولقد كانت سعادتي جد كبيرة والأمير الجليل سلمان يداعبني قائلا للأستاذ عبدالله النعيم: ريال محمد فيه بركة وبالتأكيد وراءه شيء, ونعم لدي ما سأعطيه للمركز عن قريب .
* لعل من شيم الوفاء للراحل الكبير حمد الجاسر رحمه الله في هذه المناسبة ان يكرم رفاقه في تأليف المعجم الجغرافي للبلاد السعودية واعتقد أن جلهم أحياء بيننا حفظهم الله في أن يكونوا أعضاء شرف في اللجنة التأسيسية فهذا اقل ما يمكن أن يقدم للأحياء والأموات , بل لعلي أبعد النجعة لأطالب أن يكون من ضمن مكونات دارة العرب او مركز الجاسر قاعة باسم رواد المعجم الجغرافي للبلاد السعودية توضع فيه صورهم وأعمالهم الفكرية .
* اقترح على اللجنة التأسيسية وفقهم الله ان يجعل جزء من التبرعات لبناء وقف استثماري في مكة المكرمة والمدينة المنورة عاصمتي الاسلام وقبلته ليكونا علامة مشمسة ينتفع بها المسلمون من بقاع كثيرة من الأرض ممن يأتون للحرمين ولاحاجة لهم في العاصمة الادارية الرياض وليكون كذلك اجراً غير منقطع في ارض الحرمين الشريفين .
* إن وجود كرسي في جامعة الملك سعود للدراسات التاريخية والبحوث اللغوية باسم الجاسر مطلب جميل ولافرق بينه وبين بعض الأثرياء الذين وجدت قاعات وحدائق وشوارع بأسمائهم.
* وعلى نفس المنوال فالأمر مطلوب من مجلس الغرف التجارية الصناعية لا غرفة الرياض حتى يكون في الأمر شمولية اوسع.
* لعل اقتراح تخصيص جائزة في الأعمال الصحفية المتميزة من قبل مؤسسة اليمامة الصحفية تنمح للأعمال الصحفية المتميزة للصحفيين السعوديين أمر مقبول ومندوح, ولا ضير ايضا لو شملت الجائزة مناحي أخرى.
لقد بادر الأستاذ عثمان الصالح ذلكم الثري بخصال الفكر المستنير والقلب الطيب والسجية النقية إلى تكريم من عدوا أنفسهم اللجنة التأسيسية وهم في الحقيقة عينة من المؤسسين فهذا عمل رائع من رجل مبادرات رائعة وهم في الشأن الخدمي والمعرفي مؤهلون ومستحقون لكن ان يقتصر التكريم لهم فقط ففي ذلك غمط لآخرين كثر ولكم سعدت عندما أعلن الشيخ الصالح أن ذلك لم يكن المراد, ولقد كان لخصوصية منزل الصالح مكانة فرضت احترامها في ترفعي من الرد على من حاول ممارسة احتكار الساحة الفكرية بعقلية شرطية انتهى رحالها وزمانها في دولتنا ولله الحمد والشكر ولابقاء لغير الفكر الواضح الصريح ولنا في سلمان بن عبدالعزيز القدوة والمثال، وفي فكر الراحل الكبير الذي عاش للعرب وسمى دارته دارة العرب ومجلته العلمية مجلة العرب.
والعرب شركاء في الماء والكلأ والنار.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved